'كارين A' تستغيث..
رام الله 21-6-2011
' والدي يموت ونموت معه كل يوم...'، بهذه الكلمات ارتعد صوت 'كارين A ' البالغة تسع سنوات، ابنة الأسير عاطف وريدات، المضرب عن الطعام والأدوية منذ 13 يوما في سجن عسقلان بعد عزله في زنازين السجون الإسرائيلية.
كارين التي سميت تيمنا بسفينة الأسلحة التي استولت عليها إسرائيل في مياه البحر الأحمر، واتهمت الرئيس الراحل ياسر عرفات بتهريب الأسلحة على متنها، كانت تتحدث عن حالة والدها خلال مؤتمر صحفي حول الإضراب المفتوح عن الطعام للأسير وريدات بحضور وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، اليوم الثلاثاء بمدينة رام الله.
قالت كارين' والدي يعاني الكثير من الأمراض وإدارة السجون لا تقدم له أية علاج، بل على العكس عزلته في زنزانة حقيرة، وقمعته كونه طلب حقه في العيش الكريم في وضع صحي آمن وليس الحرية'.
لحظات التزم الصمت فيها الجالسون وطأطأت الرؤوس إجلالا وإكبارا لصوت ومناشدة كارين، حينما قالت' أريد أبي .. أن يحضنني ويقبلني مثل بقية أطفال العالم ... أين أنتم يا مؤسسات حقوق الإنسان ويا دعاة السلام..؟، فليذهب سلامكم إلى الجحيم وأنتم عاجزون عن تحرير أبي....'
الوزير قراقع الذي جلس وطفلة بعمر التاسعة على منصة واحدة، حمل إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير وريدات الذي يعاني من أمراض صحية عديدة كالقلب وضيق التنفس.
وذكر قراقع أن الإضراب الذي يخوضه الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية، هو خطوة تضامنية من خلال الامتناع عن تناول الدواء والخروج لعيادات السجون، مشيرا إلى أن التضامن مع الأسير وريدات الذي دخل إضرابه عن الطعام اليوم الثالث عشر في سجن عسقلان احتجاجا على نقله إلى هذا السجن الذي لا تتوفر فيه أية مقومات صحية.
وطالب بضرورة نقل الأسير وريدات إلى سجن آخر بما يتناسب مع ظروفه الصحية، موضحا أن إدارة السجون نقلته إلى سجن آخر بدلا من تقديم العلاج اللازم له والاستجابة لمطالبه، وفرضت عليه عقوبة العزل ومنع زيارة لمدة شهرين، وحرمانه من 'الكانتين' لمدة شهر.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضرورة التدخل لإنهاء هذه الحرب التي تمارس ضد الأسرى، وإرسال لجنة تقصي حقائق تدرس واقع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وتتابع ما أوصت به منظمة الصحة العالمية في أيار الماضي فيما يتعلق بسياسة الإهمال التي تنتهجها إسرائيل تجاه الأوضاع الصحية العامة في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وبين قراقع أن عدد الأسرى المرضى يفوق 1500 أسير يعانون أمراضا مختلفة، من بينهم 75 أسيرا معاقا حركيا ونفسيا، مشيرا إلى وجود 18 أسيرًا مصابين بالسرطان والأورام الخبيثة، وأن عدد الحالات الثابتة في مستشفى سجن الرملة يصل إلى 25 حالة، بينما يستقبل المستشفى شهريا 100 حالة مرضية من مختلف السجون والمعسكرات.
بدوره، وصف فارس قرار إدارة سجن عسقلان بعزل الأسير وريدات بالإجرامي، محملا إدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياته، مشددا على ضرورة نقله فورا إلى المستشفى حتى يتلقى العلاج المناسب.
وأكد فارس أن ما يجري داخل السجون هو هجمة شرسة بحق الأسرى، داعيا للوقوف إلى جانب الأسرى في مطالبهم وضمان أوسع مشاركة شعبية وأكثر فاعلية من أجل إنقاذ حياتهم وحفظ حقوقهم العادلة.
يذكر أن إسرائيل اعتقلت الأسير عاطف وريدات بتاريخ 3/5/2002، وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما و3 أشهر.
وبحسب وزارة الأسرى والمحررين فإن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا بلغ أكثر من 6 آلاف أسير، من بينهم 4747 من الضفة الغربية، 1676 أسير من قطاع غزة، و198 من سكان القدس، و182 أسيرا من فلسطينيي الـ48، و40 من أسرى الدوريات.
وبين العدد الإجمالي للأسرى يوجد 37 أسيرة، و245 طفلا، ويشكلون ما نسبته 4.1% من إجمالي عدد الأسرى، فيما يوجد المئات من الأسرى اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا مرحلة الطفولة ولا يزالون في السجن، و180 معتقلا إداريا، و12 نائبا، وعدد من القيادات السياسية.