خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني: الرئيس يجدد رفضه للدولة ذات الحدود المؤقتة - أشاد بدعم ألمانيا المتواصل ومواقفها المتوازنة الرئيس الألماني: السلام في الشرق الأوسط لن يتم إلا على أساس حل الدولتين
بيت لحم 30-11-2010 وفا- جدد الرئيس محمود عباس رفضه القاطع للدولة ذات الحدود المؤقتة، وقال: 'نحن نطالب بدولة على حدود عام 1967، وهذا مقرّ به دولياً، ولا مانع لدينا من تطبيق الحل خلال سنة أو سنتين، لكن لا نريد الدولة المؤقتة لتصبح في النهاية دولة ذات حدود نهائية.
وأعرب سيادته في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية كريستيان فولف، عن سعادته باستقبال الضيف في فلسطين ببيت لحم المدينة التاريخية، مدينة سيدنا المسيح عليه السلام، مدينة كنيسة المهد.
وقال: ' نرحب بك كصديق عزيز يمثل دولة صديقة، وعزيزة، تقدم كل الدعم على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والإنسانية والأمنية، لتساعد السلطة الوطنية لتقوم بدورها حالياً وفي المستقبل'.
وتابع سيادته 'قبل قليل كنا نرى نموذجاً لمركز الشرطة، من ضمن 55 مركز شرطة يبنى في أراضي السلطة الوطنية، وهذا يدل على آفاق الدعم المختلفة التي تصلنا بما في ذلك معالجة المياه العادمة في قطاع غزة، وهذا أمر نشكركم عليه'.
وأكد سيادته وجود تعاون على مستوى العلاقات الثنائية أو من خلال الإتحاد الأوروبي، معربا عن امتنانه للجهود الألمانية حكومة وشعبا ودعمها للشعب الفلسطيني.
وقال السيد الرئيس: 'نفتخر أن الاتصالات بيننا مستمرة ودائمة لنتشاور في كل الأمور الهامة للجانبين، ونفتخر أن هناك لجنة على مستوى وزاري بيننا وبينكم، وهذه اللجنة أصبحت نموذجاً لعلاقاتنا مع دول العالم'.
وحول اجتماعه بالرئيس الألماني قال سيادته: تحدثنا مع فخامة الرئيس حول العملية السياسية وأكدنا له حرصنا على الوصول إلى سلام وحرصنا على أن ننهي الخلاف إلى الأبد لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل في حدود 1967 بأمن واستقرار.
وأضاف سيادته 'لن نألو جهداً في متابعة هذه المسيرة وليس أمامنا خيارات أخرى إلا خيار السلام، ومتابعة مسيرة السلام ونرجو للمساعي الأميركية أن تنجح، وحتى لو لم تنجح سنذهب إلى خيارات أخرى في إطار السلام والشرعية الدولية لنصل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة'.
وتابع سيادته: 'قدمنا للرئيس شرحاً حول عملية السلام وإلى أين وصلت، وأعربنا عن أملنا بأن لا تزداد العراقيل أمام المساعي التي تجري حالياً، كما تحدثنا في العلاقات الثنائية، وأكدنا لفخامة الرئيس أننا ممتنون لموقف ألمانيا ونرحب أشد الترحيب بفخامة الرئيس ونتمنى أن تتكرر هذه الزيارات لأنها تمتن العلاقات بين الشعب الألماني والشعب الفلسطيني'.
وأكد سيادته أنه 'إذا قال بنيامين نتنياهو بأننا لا نريد السلام فعليه أن يجربنا، نحن نمد يدنا له كما مددنا أيدينا لشمعون بيريز والمرحوم اسحق رابين، ونحن نقول دائما وأبدا مستعدون لسلام مبني على الشرعية الدولية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية و(هي أرض محتلة) تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل'.
وأوضح السيد الرئيس 'بدأنا مفاوضات معمقة مع السيد أولمرت وفي مراسلاته وكتبه التي كتبها السيد أولمرت قال: نحن كدنا أن نصل لاتفاق، لا نريد أن نناقش لماذا لم نصل لأن الرجل انتهى، وكذلك الرئيس بوش قال: إن العروض التي عرضها أولمرت على أبو مازن قبلها أبو مازن، إذاَ نحن نريد السلام ولا يمكن أن يقال بأن الفلسطينيين لا يريدون السلام'.
وقال سيادته: 'على الطاولة نحن جاهزون مع الأميركان ومع الرباعية الدولية ومع الأوروبيين ومع الجميع وجربونا، قلنا في الماضي ونقول الآن وفي كل وقت نقول: هذه فرصة تاريخية يجب أن لا نضيعها وأن لا ندمرها، الوقت ليس في صالح الجميع'.
وتابع: 'عندما تقول ألمانيا بأن لديها مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل فنحن نقول نعم، ما دامت ألمانيا قالت هذا فإن لديها مسؤولية ونحن نقر بهذه المسؤولية، على الجانب الآخر علاقة ألمانيا بفلسطين علاقة مميزة من كل الجوانب، وبالتالي عندما تقوم ألمانيا بهذا الدور المتوازن، فإن الأطراف هي تدعمنا وتساعدنا ولديها مسؤولية تجاه إسرائيل وهذا أمر جيد، ثم تدفع الطرفين للوصول إلى سلام، أعتقد أنه لا يوجد أكثر اتزاناً من هذه السياسة التي تتبعها ألمانيا'.
وأكد سيادته أن لجنة المتابعة العربية ستجتمع عندما يكون جواب رسمي أميركي حول مساعيها للبدء بتجميد الاستيطان في كل الأرض الفلسطينية بلا استثناء، وإلى الآن وحتى هذه اللحظة لم يصلنا جواب رسمي، لذلك لا نستطيع أن ندعو لجنة المتابعة العربية لتتابع بدون وجود أي شيء، إنما عندما نحصل على الجواب الأميركي فإن لجنة المتابعة العربية أبدت استعداداً للانعقاد في أي وقت.
وأوضح السيد الرئيس أنه بحث مع ضيفه قضية شاليط، وقال: 'ليس لنا دور، نحن منذ بداية أسره نطالب المختطفين بعودة هذا الأسير إلى أهله، كما نطالب بعودة جميع الأسرى إلى أهلهم، لدينا 8000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، ولكن لا نربط هذه القضية بتلك، هذا الرجل يريد أن يعود إلى أهله بأقصى سرعة ممكنة، تحدثنا مع سيادة الرئيس واعتبرنا أن موقف ألمانيا في مساعيها لتحرير هذا الأسير موقف مقدر من قبل الشعب الفلسطيني، ومثابرة الوسيط الألماني على العمل من أجل تحريره هو مقدر من قبلنا تقديراً عالياً، أن تقوم ألمانيا بهذا الجهد من أجل إطلاق سراحه ونحن مع إطلاق سراحه من البداية، ولكن وللأسف ليس لنا منفذ على حماس لكي نتحدث معها أو نتكلم معها بهذا الموضوع، أدعوها لتطلق سراحه، وندعو إسرائيل أيضاً أن تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين'.
بدوره، قال الرئيس الألماني: 'إنني على قناعة بان السلام ممكن عندما تكون النوايا جيدة من قبل كل الأطراف، واعتقد انه حان الوقت لحل الصراع بوجود هذه الفرصة السانحة التي يجب استغلالها'.
وأضاف: 'أنا مقتنع أن السلام في الشرق الأوسط لن يتم إلا على أساس حل الدولتين، دولة فلسطين قادرة على الحياة، جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل'.
وشدد على ضرورة أن تستأنف المفاوضات، مشيرا إلى أن الفرصة الحالية يجب أن تستغل من اجل الوصول إلى الحلول الوسط، وأن الجانب الفلسطيني لديه الاستعداد الكبير للتقدم بحلول وسط تساعد على الوصول إلى سلام حقيقي.
وأكد أن أساس الحل الدائم يتمثل بوجود مؤسسات دولة فلسطين، مثمنا جهود الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د.سلام فياض، في بناء المؤسسات الفلسطينية.
وأشار الرئيس فولف إلى أن ألمانيا فخورة بمساعدة السلطة الوطنية في كافة المجالات كحقوق الإنسان والشرطة والعدل والتعليم والثقافة.
وقال: إن 'هناك مؤيدون للسلام لدى الجانبين، وهناك فرصة لإحلال السلام في ظل وجود قيادات لدى الشعبين تؤمن بالسلام من اجل قطع الطريق على المتعصبين، ونحن ندعم جهود الطرفين لتحقيق السلام'.
وبخصوص المفاوضات، أوضح الرئيس الألماني أن 'ألمانيا لن تقول شيئا عن المفاوضات، لأن على الطرفين أن يتفاهمان مع بعضهما البعض، وان يكون هناك احترام للمعايير الدولية، وعدم تعقيد الأمور خاصة موضوع القدس الذي يعتبر معقد أصلا.
وفي سياق آخر، اطلع الرئيسان عباس وفولف، على مجسم مشروع إنشاء 55 مركز شرطة في مختلف إنحاء الضفة، ستمول الحكومة الألمانية إنشاء 5 منها.
وقال سيادته: 'كلما كان لدينا شرطة قوية واعية ومتفهمة لحقوق الإنسان، كلما كان لدينا امن واستقرار'.
وأضاف: أن ألمانيا تقدم للسلطة الوطنية الدعم في مختلف المجالات، كالتعليم والصحة والعدل، لذلك نقدم الشكر للشعب الألماني وحكومته على هذا الدعم المميز'.
من جانبه، أوضح مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، أن المشروع يتضمن إنشاء 55 مركز تابع للشرطة، ستمول ألمانيا إنشاء 5 مراكز منها.
وأضاف أن هذه المراكز الشرطية سوف تطابق المواصفات العالمية الخاصة بإنشاء مراكز الشرطة، وتراعي أيضا حقوق الإنسان وكرامته.
وأشار اللواء عطا الله إلى انه قد تم وضع حجر الأساس لأربع من هذه المراكز في مدينة جنين.
واستمع الرئيس وضيفه إلى شرح من المسؤولين من الجانبين الفلسطيني والألماني، حول خطوات تنفيذ المشروع، الذين بدورهم أشاروا إلى أن بناء المراكز يأتي كجزء من الدعم الألماني المقدم لجهاز الشرطة، مشددين على انه روعي في تصميمه المواصفات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
ولفتوا إلى أن المساهمة الألمانية تتضمن تجهيز هذه المراكز بكافة المعدات اللازمة لتشغيلها.