الشرطة فتحت هذه السنة ملفات ضد ألف قاصر من شرقي القدس
1-12-2010
هآرتس – آفي يسسخروف
بعث 60 خبيرا اسرائيليا في معالجة الاطفال والفتيان الاسبوع الماضي برسالة الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمستشار القانوني يهودا فينشتاين دعوهما فيها الى التأكد من أن سلوك الشرطة بالنسبة للقاصرين في شرقي القدس يجري وفقا للقانون. وذلك في ضوء شهادات متزايدة بشأن أنظمة اعتقال وتحقيق غير قانونية تستخدم ضد الفتيان والاطفال الفلسطينيين في شرقي المدينة، في اطار الكفاح الشرطي ضد رشق الحجارة.
من معطيات شرطة اسرائيل يتبين أنه في السنة الماضية فتحت ملفات ضد 1.124 قاصر فلسطيني من شرقي القدس. وحسب منظمة "بتسيلم"، فقد قيل لهم من الشرطة ان كل الملفات تعنى بالاشتباه برشق الحجارة. ولكن الشكل الذي تجري فيه الاعتقالات والتحقيقات أثر غضب الموقعين على الرسالة. وجاء هناك ان "الاطفال والفتيان يروون بانهم يسحبون من أسرتهم في ظلمة الليل أو يعتقلهم رجال مباحث سريين ورجال قوات خاصة في الحي". ويفصل الخبراء في أن الاطفال رووا بانهم "قيدوا واخذوا الى التحقيق دون رفقة اهاليهم واحيانا دون أن يسلم بلاغ لعائلاتهم في الزمن الحقيقي؛ وطولبوا بان يعترفوا باسماء ويشوا برفاقهم واصدقائهم كشرط للافراج عنهم؛ وانهم عانوا من تهديدات واهانات من المحققين واحيانا كانت اعتقالاتهم ونقلهم الى الاعتقال والتحقيق معهم تترافق وعنف جسدي حقيقي".
وحسب الموقعين، فان "مقلقة على نحو خاص الشهادات التي جاء فيها ان بعضا من الاطفال تحت سن 12، سن المسؤولية الجنائية حققت الشرطة معهم، ورغم سنهم الصغير لم يعفوا من انماط التحقيق الصعبة والضارة. هكذا مثلا طفل ابن ثماني سنوات من سلوان شهد بانه أُخذ من سريره في منتصف الليل وبقي في محطة الشرطة على مدى أربع ساعات وطفل آخر ابن 10 سنوات، عاد من التحقيق وعلى ظهره رضوضا اصيب بها، على حد قوله، عند الاعتقال والتحقيق".
خبراء، بمن فيهم كتاب اطفال مثل يهودا أطلس، يدعون الى التأكد من اجراءات التحقيق، التوقيف والاعتقال للاطفال المشبوهين برشق الحجارة في شرقي القدس تجري حسب الانظمة. بل انهم يحذرون من الاثار الشديدة على الاطفال في حالة استمرار الاعمال غير القانونية. وتحذر الرسالة من أن الاطفال الذين اعتقلوا يعانون من مظاهر ما بعد الصدمة مثل الكوابيس، الارق والتبول الليلي وغيرها.
عائلة طفل ابن 7 سنوات، آدم الرشق من سلوان، رفعت شكوى الى وحدة التحقيقات مع الشرطة ادعوا فيها بان الطفل ضرب الاسبوع الماضي على ايدي شرطة حرس الحدود الذين حاولوا اعتقال فتيان رشقوا الحجارة. وبدا الطفل مشوشا وخائفا من ذاك الحدث. في البداية رفض ان يروي ماذا جرى ولكن بعد مناشدات من المحامية نسرين عليان، محامية جمعية حقوق المواطن، وافق على وصف الحدث.
"انا ابن 7 سنوات واربعة اشهر، يوم الاربعاء في الساعة 12 ظهرا خرجت من المدرسة وعندها رأيت الاطفال يركضون ودخلت دكان ابو اسماعيل، وعندها جاءوا "هم". كانوا ثلاثة، واحدا منهم عربي"، كما يصف افراد الشرطة. "ركلوني في ساقي وضربة على الكتف وصفعة ايضا. بعد ذلك سألوني عن اسمي وعن اسم ابي".
وخرج الرشق من الدكان وبدأ يسير نحو بيته. ولكنه عندما رأى الشرطة مرة اخرى فر نحو قرية جبل المكبر المجاورة. واختبأ هناك في حرش على مدى نحو ساعة الى ان وصلت امه الى المكان. "في البداية اعتقدت انهم اعتقلوه"، تروي الام. "ولكن عندها قالوا لي انه في الحرش في الجبل". وجلبته الى البيت وحممته ولاحظت علامات على جسده. ولما كان لا يشعر بالخير استدعت اباه، منصور، الذي نقله الى مستشفى شعار تصيدق. في غرفة الطوارىء تقرر أنه يعاني من رضوض في الركبة وفي الكوع. وحسب الوثائق التي عرضت على "هآرتس"، طلب الطبيب أن يعود للمراجعة بعد اسبوع.
وجاء من شرطة لواء القدس بانه "في الحالات التي يشتكي فيها المواطنون من العنف من جانب الشرطة فانهم يوجهون لتقديم شكوى الى دائرة الشكاوى ضد الشرطة".