حضر الحزن والحب.. وغاب عرفات والحقيقة
نابلس – الحياة الجديدة 11-11-2013
بشار دراغمة - تسعة أعوام مرت على استشهاد الرئيس ياسر عرفات، نحو عقد من الزمن لم يجرؤ على محو ما في قلوب الناس من حزن على فراق القائد، فتتم الاستعدادات لإحياء ذكرى استشهاده وكأنه توفي قبل ساعات فقط، وترى الكل حزينا مهموما.
وإذا كان تقرير المختبر السويسري أضاف جديدا للجان التحقيق بشأن اغتيال أبو عمار، فان الشعب لا يبدو مكترثا بذلك لأنه أدرك منذ اللحظة الأولى أن الرئيس عرفات كان ضحية عملية اغتيال، ولم تكن وفاته طبيعية، وترسخت هذه القناعة عند مختلف أطياف الشعب، وكل ما اضافه التقرير بالنسبة لغالبية الناس هو المادة التي تم استخدامها في اغتيال القائد أبو عمار.
وفي مدينة نابلس تجري الاستعدادات لإحياء ذكرى رحيل ابو عمار، وترفرف أعلام فلسطين في منطقة شارع حطين في المدينة، وتعلو صور أبو عمار على جدران البنايات، وفي الميدان أناس ما زالوا يتحدثون عن رحيل القائد، ويتساءلون كيف وصلت إسرائيل إليه لاغتيال ولسان حالهم يقول «بنعرف ان إسرائيل اغتالته.. بس كيف وصلوا إله ومن ساعدهم؟".
لا شيء يختلف في ذكرى اغتيال أبو عمار هذا العام عن السنوات السابقة، فالحزن هو ذاته، والألم ما زال يعصر قلوبا تبحث عن حقيقة اغتياله، فيما تتردد بين الناس دعوات لمقاضاة إسرائيل على جريمتها دوليا، وعدم الاكتفاء بإعلان نتائج أو إصدار بيانات صحفية.
ويدعو مواطنون إلى استثمار فرصة الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، والتوجه إلى المحاكم الدولية ومقاضاة الاحتلال على جريمة اغتيال أبو عمار.
وقال المواطن محمد الصابر «لا اعتقد أن يرتاح بال فلسطيني دون كشف لغز اغتيال أبو عمار، والكل يدرك ان إسرائيل هي التي تقف خلف اغتياله، لكن ما هي تفاصيل ما جرى؟".
وأضاف الصابر: "إذا كانت كل التحقيقات والفحوصات تجمع على أن أبو عمار توفي مسموما، فلماذا كل هذا الانتظار، يجب علينا أن نستثمر فرصة دخول فلسطين في الأمم المتحدة ومقاضاة الاحتلال على جريمته الأبشع في التاريخ".
وتابع قائلا: "شخصيا لن أسامح في حقي في مقاضاة إسرائيل على هذه الجريمة، وسأنقل وصيتي إلى أبنائي ألا يتنازلوا عن هذا الحق، فالاحتلال ارتكب جريمة كبرى ويجب أن يحاسب عليها طال الزمن أم قصر».
ويعتبر الكثيرون أن لهم حقا شخصيا في هذا الموضوع ولن يتنازلوا عنه مهما طال الزمن أو قصر، فالشهيد عرفات ليس مجرد شخص، وإنما كان زعيما لكل الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم.
وفي كل عام يحيي فيه شعبنا ذكرى وفاة أبو عمار تطرح الكثير من الأسئلة حول ظروف استشهاده التي لم يعلن عن تفاصيلها حتى الآن، إلا أن جزءا من الحقيقة قد ظهر بعد أن أعلن مختبر سويسري عن المادة التي تسببت على الأرجح في وفاته.
وأكد تقرير الخبراء السويسريين الذين فحصوا رفات الزعيم الراحل أنه تعرض للتسمم بمادة البولونيوم المشع.