الرئيس عباس في لقاء مع رؤساء تحرير وسائل الاعلام
بيروت 18-8-2011
عقد الرئيس محمود عباس مساء امس، لقاء مع رؤساء تحرير لوسائل اعلام لبنانية وعربية في مقر اقامته في فندق الحبتور في سن الفيل، في حضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الاحمد،الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة،المستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، السفير الفلسطيني في لبنان عبدالله عبدالله واركان السفارة، تحدث خلاله عن زيارته الى لبنان ولقاءاته مع المسؤولين، عارضا لمسار المفاوضات مع اسرائيل واسباب توقفها، والتحضير للذهاب الى الامم المتحدة في ايلول المقبل، لتقديم طلب الى مجلس الامن للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين، متناولا الوضع الفلسطيني في لبنان من جوانبه كافة.
استهل الرئيس عباس اللقاء بالقول:"الزيارة اليوم الى لبنان، هي زيارة متميزة جدا، وكنا قمنا باكثر من زيارة في الماضي منذ عام 2004، ولكن هذه الزيارة كانت متميزة حيث افتتحت سفارة دولة فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني على هذه السفارة، وهذا جاء في وقت مهم جدا، وهذا الموقف العظيم الكريم الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، جاء في الوقت الذي نعد انفسنا بشكل كامل للذهاب الى الامم المتحدة".
اضاف: "قبل ان اتحدث عن الامم المتحدة، اريد ان اقول اننا في الفترات الماضية، كنا نعمل على اجراء حوار ومفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، ونعتبر ان المفاوضات هي الاساس، وان الطريق الوحيد باعتقادنا هو طريق المفاوضات من اجل الوصول الى سلام، بغير ذلك لا نرى في هذه الظروف في هذه الايام، وفي هذا الوضع الدولي والعالمي والعربي ما يجعلنا نفكر بغير المفاوضات، ولذلك خططنا لانفسنا هذا الطريق، وبدأنا المفاوضات كما تعلمون منذ فترة طويلة، لكن منذ 2007 بدأنا المفاوضات مع رئيس الوزراء - الاسرائيلي - الاسبق ايهود اولمرت بعد مؤتمر انابوليس، وهذه المفاوضات كانت مفيدة ومجدية في الوقت نفسه لانها تناولت وللمرة الاولى جميع قضايا المرحلة النهائية التي ثبتت في اوسلو، وهي الحدود والمستوطنات واللاجئين والامن والمياه وغيرها، ونوقشت بشكل معمق بيننا وبين الجانب الاسرائيلي وعلى مدى ثمانية اشهر، واستطيع ان اقول نحن كنا على مقربة كبيرة من بعضنا البعض، بمعنى انه اصبح لدينا تفهما كاملا لما يريده الاسرائيليون، واصبح لديهم التفهم نفسه لما نريد نحن من قضية الحل السياسي، لا نزعم اننا اقفلنا الملفات، الا ملفا واحدا هو ملف الامن، الملف الامني يعني الامن في ما بعد اقامة الدولة الفلسطينية، لانه هناك مخاوف وهواجس لدى الاسرائيليين، بأنهم يريدون ان يطمئنوا على حدودهم بعد اقامة الدولة من الفلسطينيين وغيرهم، فكان لا بد ان نفكر بحل ما من اجل الامن، وفي ذلك الوقت اتفقنا جميعا على ان يكون طرف ثالث موجود في الاراضي الفلسطينية وهو "الناتو"، يجب ان يتواجد في الارض الفلسطينية، من اجل اعطاء الاطمئنان الكامل للاسرائيلي ومن اجل اعادة تدريب الاجهزة الامنية الفلسطينية، هذا الملف يمكن ان نقول قد انجز بشكل كامل لانه تم الاتفاق بيني وبين السيد اولمرت ومع الرئيس جورج بوش ومع الرئيس حسني مبارك ومع الملك عبدالله الثاني، لانهما في دولتين مجاورتين لنا ولا بد ان يؤخذ رأيهما في هذا الموضوع، بمعنى ماذا ترون في وجود قوة على حدودكم، فاعطى كلا الاثنين رأيا واضحا، واخذ بعين الاعتبار، وهذا الملف اقفله الجنرال جيم جونز الذي اصبح مستشارا للامن القومي في البيت الابيض، ثم ترك البيت الابيض وبقي الملف، والله اعلم اين اصبح، وبعدها انتهى اولمرت بخروجه من السلطة لاسباب داخلية، وتوقفت المفاوضات، ولم نعد الا بشكل جزئي بعد مجيء نتنياهو والرئيس الجديد اوباما، الرئيس اوباما بدأ بداية قال فيها نحن نريد وقف الاستيطان بشكل كامل، واعلن هذا في القاهرة وبعدها في تركيا، وشعرنا ان هذه بداية طيبة وقف الاستيطان، ومن ثم المرجعية هي حدود 1967، فلو اتفقنا على هذين البندين كان بالامكان ان نذهب الى المفاوضات، لكن مع الاسف لم نتمكن من استئناف المفاوضات ولو ليوم واحد منذ ان جاء نتنياهو الى الحكم حتى يومنا هذا".
واشار الى "مفصل واحد فقط نتحدث عنه، ففي الاول من ايلول الماضي دعينا الى واشنطن الرئيس اوباما والرئيس مبارك والملك عبدالله، ومعنا طوني بلير ونتنياهو ناقشنا الامور بشكل واضح محدد، كيف يمكن ان نبدأ المفاوضات؟ لكن كان نتنياهو دائما وابدا يقول الامن هو الاساس، الامن اولا، قلنا انتهى ملف الامن، فقال هذا انا لا اعترف به، ولا اقبل به، ولا اعتمد على احد ليحمي امني غير جيش الدفاع الاسرائيلي".
وقال: "ما هي رؤيته للامن؟ رؤيته للامن ان يبقى الجيش الاسرائيلي على حدود نهر الاردن، وفي التلال المطلة عليه من الجهة الفلسطينية لمدة اربعين سنة، طبعا نحن رفضنا هذا، رفضا قاطعا، وقلنا له ان الاحتلال افضل من هذا الحل، وبقيت القضايا حيث رفض ان يناقشها، وبعد واشنطن ذهبنا الى شرم الشيخ في 14 ايلول الماضي، وبعد ذلك ذهبنا الى بيته في القدس، وكنا اربعة فقط، جلسنا لمدة اربع ساعات هو وانا وهيلاري كلينتون والسيناتور ميتشل، حاولت بكل ما استطيع ان اقول له ان لدي مشروعا للحدود وللقدس وللاجئين، كان يرفض تماما، ويقول نريد اولا قبل كل شيء ان نتفق على الامن من وجهة نظره هو، هذا يدل على انه لم يكن هناك مفاوضات دائما كنا نهيىء الجو حتى نبدأ المفاوضات، فلم يحفل وبعد ثلاثة او اربعة اشهر، جاء السيناتور ميتشل وقال لقد فشلنا في اقناع الاسرائيليين بالعودة الى المفاوضات، حاولت اللجنة الرباعية فشلت في المرة الاولى، وفي المرة الثانية، وفي المرة الثالثة قدم لها مشروعا لا يمكن ان يقبل به احد حتى ان اطراف الرباعية الثلاثة روسيا والامم المتحدة واوروبا، رفضوا المشروع الاميركي قبل ان نطلع عليه، ويتضمن هذا المشروع الاميركي اولا الاعتراف بالدولة اليهودية، ثانيا قضية اللاجئين تحل بالدولة الفلسطينية، ثالثا البلوكات الاستيطانية تؤخذ بعين الاعتبار كأمر واقع، ورابعا "حماس" حركة ارهابية لا يجوز التعاون معها، لانه كان هناك حديث عن مصالحة واسرائيل واميركا لا تريدها".
اضاف: "نحن كما قلت: خيارنا الاول والثاني والثالث هو المفاوضات، اما وانه لا يوجد مفاوضات، فكنا نريد ان نذهب الى الامم المتحدة لنشكو امرنا هناك، فقالوا هذا عمل احادي، وطبعا هذا ليس عملا احاديا لان العمل الاحادي هو الاستيطان، قالوا نحن نريد ان نعزل اسرائيل، طبعا ليست لدينا القدرة لنعزل اسرائيل ولا غيرها، قالوا نحن نريد ان ننزع الشرعية عن دولة اسرائيل، وطبعا هذا غير صحيح، وكلها عبارة عن ذرائع من اجل ان لا نذهب الى الامم المتحدة، حاولنا ان نوضح موقفنا من كل هذه الامور، قالوا لا، واذا جئتم الى الامم المتحدة فنحن سنفرض عليكم "الفيتو"، اذا لا مفاوضات، ولا ذهاب الى الامم المتحدة، هل لديكم خيارا آخر، نحن مستعدون لمناقشته بعقل مفتوح وقلب مفتوح، ولكن مع الاسف الشديد لم يعطونا اي شيء، ومن هنا نحن الان في صدد الذهاب الى الامم المتحدة، وتقديم طلب الى مجلس الامن من اجل الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة".
وتابع: "في الاشهر الماضية قمنا بحملة ديبلوماسية شملت كل دول العالم تقريبا، واخص بالذكر الدول الاعضاء في مجلس الامن سواء الدائمة العضوية او الدول الاخرى، واول من امس كنت في جمهورية البوسنة باعتبارها عضوا لنتحدث معهم في هذا الموضوع، كما زرنا اليابان والصين وروسيا واوروبا كلها تقريبا وكندا، لم نترك بلدا لم نزرها، اضافة الى ذلك استمرار الاتصال مع الولايات المتحدة، لم نقطع الصلة مع الولايات المتحدة، وكنا نقول لهم نحن نريد ان نذهب الى الامم المتحدة ليس من اجل التصادم معكم ولكن من اجل التعاون معكم طبعا، ليسوا في وارد هذاالموضوع، ومع ذلك فان الاتصالات قائمة ومستمرة، وسنبقي على هذه الاتصالات من هنا الى نهاية ايلول لنرى ماذا سيحصل".
ولفت الى انه "في هذه الاثناء قامت لجنة المتابعة العربية بمتابعة هذه القضايا لانها مكلفة اصلا بهذا الموضوع، وتذكرون اننا كلما حصلت اي قضية تتعلق بالمفاوضات او غيرها او اي تطور ايجابي او سلبي، كانت لجنة المتابعة العربية تدعى وتدرس وتقرر، ولذلك في هذه الفترة ايضا قلنا لهم نريد ان يكون قرارنا معكم، اي مع الاشقاء العرب، واتفقوا على هذا، ومؤخرا شكلوا لجنة مؤلفة من لجنة المتابعة العربية من ست دول تشمل لبنان والاردن والسعودية ومصر والمغرب وقطر والامين العام لجامعة الدول العربية، وبطبيعة الحال فلسطين، وهذه اللجنة مكلفة بالمتابعة والمواكبة يوميا من الان حتى نذهب الى الامم المتحدة، ونرى ماذا يمكن ان يحصل، وفي 23 الجاري هناك اجتماع في الدوحة حتى نجمل كل الحوارات، ولم نترك مستشارا في القانون الدولي او في الامم المتحدة الا واستشرناهم حتى لا نخطىء، لا نريد ان نقع في الخطأ، وكي لا نقع في الخطأ كنا دائما وابدا على اتصال مع العالم".
اضاف: "هذه الصورة سنذهب بها الى مجلس الامن، هناك من يقول اننا سنأخذ "فيتو"، يمكن ان ناخذ "فيتو"، ولكن على اي حال لقد اقفلوا جميع الابواب لا مفاوضات ولا ذهاب الى الامم المتحدة، فماذا علينا ان نعمل، بالنسبة الينا في الضفة الغربية، واقول الضفة الغربية، لان الانقسام بين المناطق عن بعضها البعض في ما يتعلق بالامن وبالاقتصاد، فالامن والاقتصاد متطوران بشكل ممتاز، نبدأ في الضفة الغربية وعندما انتخبت رئيسا للسلطة تعهدت بثلاثة امور، الاول هو الامن والامان، الثاني هو التطور الاقتصادي، والامر الثالث هو الاستقلال فاذا لم يتحقق هذا الاستقلال اعتبر نفسي انني فشلت في مهمتي التي انتخبت من اجلها".
وتابع: "اذا نحن نقف عند موضوع الاستقلال اما ان نحصل عليه واما ان نعود للقيادة الفلسطينية لنقرر ماذا يمكن ان ترى، هذا اذا فشلنا في الامم المتحدة، لكن احب ان اقول المفروض ايا كانت نتيجة الذهاب الى الامم المتحدة بنجاح او فشل المفاوضات ستبقى حاجة ملحة واساسية، لان الامم المتحدة تقول بدولة لكن هذه دولة تحت الحل يحصل بالمفاوضات على الحدود على الامن على اللاجئين وعلى القدس والمياه، فهذه تحتاج الى مفاوضات ثنائية، الفرق انه الان تنظر اسرائيل على اننا منطقة مختلف عليها، ولكن عندما يؤخذ قرار بدولة على حدود 1967، تصبح دولة محتلة من دولة اخرى وعند ذلك تتولى الامم المتحدة هذا الامر، وهناك ايضا قضية المصالحة الفلسطينية، فعندما قام الانقلاب ذهبنا الى الجامعة العربية، والدول العربية اوكلت الى مصر هذه المهمة، وغرقنا في النقاش والحوار والاجتماعات المطولة والمقصرة دون فائدة الى ان اكملت مصر في تشرين الاول 2009، وثيقة وقعنا عليها في 15 تشرين الاول 2009، رفضت "حماس" ان توقع عليها، استمرت الامور تراوح مكانها الى ان جاء 16 آذار الماضي تمت بمبادرة وذهبت الى غزة لاشكل حكومة تكنوقراط، حكومة مستقلين، حكومة انتقالية، ولهذه الحكومة مهمتان: الاولى هي اعادة بناء غزة، وتعرفون انه بعد تدمير غزة من قبل العدوان الاسرائيلي، قرر في مؤتمر شرم الشيخ 4 مليارات وحوالي 600 مليون دولار، ولكن لم نستلم منها قرشا واحدا لان الدول لا تريد ان تعطي "حماس" او ما يسمى بحكومة "حماس"، لكن هذه الحكومة الجديدة قد تكون معتدلة لا سيما حكومة تكنوقراط ولا تنتمي الى اي حزب او اية جهة، وحكومة فنيين، حكومة مؤقتة، فيمكن ان تأخذ هذه الاموال لتصرف على اعادة بناء غزة، اما الموضوع الثاني الذي يؤكد للحكومة فهو الانتخابات، وتم اقرار ان تكون الانتخابات في الخامس من ايار القادم".
وقال: "بهذا الشكل اتفقنا، لكن اسيء فهم موضوع الحكومة وكيفية تشكيلها، هل نشكلها سويا، الحكومة لا تشكل سويا انما بالتوافق العام، ولكن يفهم منها ان مدة الحكومة هي انتقالية، وحكومة تكنوقراط ومستقلين، ولا نستطيع ان تكون حكومة حربية، لانه لن يتم التعاون معها من قبل العالم الى ان تأتي الانتخابات، وعندما تأتي الانتخابات واذا نجحت "حماس" ونحن ندعي ونزعم ان هذه انتخابات حرة ونزيهة، بدليل انه في عام 2006، نجحت "حماس" وسلمناها السلطة، لكن حصل حصار عليها، وحصلت كل التداعيات الاخرى، وبالتالي يمكن ان نعمل انتخابات تأتي ب"حماس" وتتحمل المسؤولية، وتقود البلد او "فتح" او غيرها واي جهة تستلم البلد بعد 5 ايار المقبل، الامور الان غير متوقفة، واذا كان موضوع الحكومة معطلا، هناك قضايا وملفات كثيرة يمكن ان تناقش، وقد بدأ نقاشها فعلا في اجتماع القاهرة الاخير، وهي قضايا مهمة من شانها ان تحلحل الخلاف والعقد الصعبة الموجودة بين غزة والضفة الغربية، ونرجو الله ان نوفق الى حل هذه المشاكل بما في ذلك الحكومة قبل ايلول".
وعن الوضع الفلسطيني في لبنان قال: "بالنسبة للوضع الفلسطيني في لبنان نحن وجهة نظرنا كمنظمة تحرير فلسطينية، وانا اتكلم باسم "منظمة التحرير الفلسطينية"، نحن نقول التالي: التوطين مرفوض جملة وتفصيلا، لن نقبل بتوطين الفلسطينيين في لبنان، وايضا لن نقبل ان نكون دولا ضمن الدولة، ولا نريد سلاحا ولا عسكر، انا منعت السلاح في الضفة الغربية، ولا سلاح خارج سلاح السلطة، ثم ان هذا البلد يريد ان يحكم ارضه، ولذلك نحن مع ان لا يكون هناك سلاح مع الفلسطينيين، كيف يتم هذا؟ هذا امر متروك للحكومة، ما تقرره الحكومة اللبنانية نحن نلتزم به، هناك من هو خارج هذا الاطار فلكل حادث حديث، ولكن بالمجمل بالنسبة للغالبية الكبرى للفلسطينيين، هذا هو الموقف، ولكن في المقابل يجب الا يترك الفلسطينيون نهبا للتطرف، ويصل في النهاية الى افغانستان، وتحصل احداث كما في عين الحلوة مؤخرا، وقبلها في "فتح الاسلام" التي هي بصراحة لا فتح ولا اسلام، فنحن قلنا مليون مرة ان لا علاقة لنا بهم، وكانت تجربة مرة بالنسبة الى الشعب اللبناني ان وجدت هذه القوة بهذا الشكل، ويمكن ان تتكرر في اي مكان آخر، وحتى لا تتكرر لا اقول انا بلغت اللهم فاشهد، نحن ضد التسليح وضد السلاح، ولكن يجب اعطاء الفلسطيني مجالا ليعيش حياة كريمة في الحد الادنى".
واوضح ان "هذا الكلام كله نوقش امس مع فخامة الرئيس ومع دولة رئيس المجلس النيابي ومع دولة رئيس الوزراء، وهناك آليات الان تم الاتفاق عليها من اجل ان نلتقي ثم نقرر هذه الاليات ثم ننفذ، ان شاء الله هذا يحصل وتعالج القضايا اليومية نتيجة للظروف السابقة، نتمنى ان نتمكن من تجاوزها".
وقال: "واقول هناك صفحة جديدة ممتازة فتحها لبنان، نحن شاكرين بدءا من السفارة وانتهاء بالقضايا اليومية التي ابدي كل الاستعداد من اجل معالجتها".
حوار
ورد الرئيس عباس على اسئلة الصحافيين حول الطريقة التي يمكن للبنان ان يساعد فيها الفلسطينيين في مجلس الامن.
أجاب: "ان لبنان هو رئيس مجلس الامن، وقطر رئيسة الجمعية العامة، ولبنان ايضا عضو في مجلس الامن وله صوت، نحن نريد اصواتا في النهاية، لنفترض جدلا ان اميركا اعطت ABSDATE، ونحن لدينا تسع دول، قد تعطينا اصواتها، وهنا لبنان يلعب دورا مهما جدا، اضافة الى انه يمكن للبنان ان يعطينا نصيحة تتعلق بالاجراءات الخاصة بالامم المتحدة، لانه ليس لدينا تجربة، ولم نكن عضوا وما زلنا هيئة مراقبة لاننا لسنا دولة طبعا، لقد قالوا لنا يمكن ان تكونوا دولة مراقبة كالفاتيكان، وهذا موجود كحل، لكن ما يهمنا هو ان نكون دولة كاملة العضوية في مجلس الامن لندافع عن قضيتنا، نحن لدينا 122 دولة، ونحتاج في وقت لاحق ان ثلثي الاصوات وسنؤمنها، لكن ربما تمسكهم اميركا فردا فردا ليصبحوا فقط 22 دولة".
سئل: في ظل الربيع العربي الحالي الا تخشى من ان تقوم اسرائيل بعمل ما تقلب من خلاله الطاولة؟
اجاب: "هناك الربيع العربي، والربيع الاسرائيلي، يبدو ان الاسرائيليين يتعاملون معه كأنه مزحة، لكن ما يحصل هو جدي، صحيح انه بدأ بالرواتب والشؤون الاجتماعية ربما ينتهي "بالشعب يريد اسقاط النظام" ولااسهل منها، هذا لا يمنع، هددت الكثير منها الغاء اوسلو والغاء الفلوس، كما حصل في احد المرات وعجزنا عن دفع الرواتب، ولكن من الممكن ان تعتدي وتحتل، وهذا كله له حساباته بالنسبة الى الوضع العربي، لا شك ان هناك مخاضا لا اريد ان اخوض فيه كي لا يتم ما أقول بشكل خاطئ، فلا علاقة لي بما يجري في العالم العربي لا من قريب ولا من بعيد، ولا ابدي رأيا في الحوادث التي تجري في اي بلد، نحن نراقب ونتابع، وما يقرره الشعب نحن معه، فالوضع العربي الحالي ليس اسوأ من السابق، واذا خرج الشعب الفلسطيني وقال "الشعب يريد اسقاط عباس" فهو حر، وانا سوف اذهب، واذا طلب اصلاحات فاما ان اقوم بهذه الاصلاحات او اتخلى عن مسؤولياتي، انا انتظر ايار - مايو المقبل، ولن اترشح للانتخابات، وهذا حسب رغبة الشعب الفلسطيني، لقد حصل انه في بعض الدول العربية اعطي الشعب ما يريد، وبرأيي اذا كان احدهم لديه شيء فليعطه، واذا كان لا يملك شيئا فليس لدي علاقة به".
سئل: ان بعض الدول العربية ضربت الفلسطيني؟
اجاب: "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب"، هذا هو موقفنا ما يريده الناس نحن معه، نحن نطالب بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، اذا هذا موقفنا فاننا لا نريد ان يتدخل احد في شؤون الشعب الفلسطيني، نحن قلنا لا للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لقد تدخلنا مرة "فأكلناها".
وعن غياب موضوع فلسطين عن ادبيات الربيع العربي قال: "ان الربيع العربي كان يركز على احداث الداخل، لذلك لا اريد ان احملهم المسؤولية، لنتركهم حتى النهاية ثم نرى".
وردا على سؤال عما اذا كان ما يحصل من احداث في العالم العربي يشكل قوة للقضية الفلسطينية؟
اجاب عباس: "نأمل ذلك، اذا كانت هذه الشعوب تريد الديموقراطية فالديموقراطية تساعدنا على الحل اينما كانت، لكننا لن نتدخل، ونرجو ان لا يتكرر ما جرى في اليومين الماضيين".
وعن مرحلة ما بعد مجلس الامن خصوصا ان كل المعلومات تقول ان اميركا سوف تستعمل حق الفيتو هل لديكم B PLAN؟
اجاب: "ليس لدينا A PLAN او B PLAN، نحن مع المفاوضات، ثم المفاوضات ثم المفاوضات، الذهاب الى الامم المتحدة ليس برنامجا ولا خيارا، المفاوضات ستظل هي الخيار، لكن الذهاب الى الامم المتحدة بهدف الى تغيير نموذج المرجعيات، هناك قضية حصلت في العام 1993 وهي الاعتراف المتبادل الذي جرى بيننا وبين اسرائيل، او بين المرحوم ابو عمار والمرحوم رابين، يومها قال ابو عمار انني اعترف باسرائيل في الوجود، وقال رابين أنني اعترف بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، اذا نحن نذهب الى اي محفل دولي بإسم منظمة التحرير، وسيبقى العنوان هو منظمةالتحرير، السلطة الفلسطينية تمثل الفلسطينيين الموجودين في الداخل فقط، وهم اربعة ملايين بينما منظمة التحرير تمثل 8 ملايين، وعندما نذهب الى الامم المتحدة، نذهب باسم منظمة التحرير، لكننا سنبذل كل جهد ممكن قبل ان نذهب الى الامم المتحدة من اجل تشكيل حكومة تكنوقراط، او حكومة انتقالية خصوصا وانا لست ضد الذهاب الى الامم المتحدة، وقد عبر عن ذلك خالد مشعل في القاهرة عندما قال نعطي فرصة للمفاوضات واعترف بدولة حدودها 67 يعني هناك تغيير اساسي في استراتيجية حماس التي كانت تطالب بكل ارض فلسطين واليوم تقول ان علينا ان نجرب الامم المتحدة، اما ما بعد مجلس الامن فاننا سنراقب ونرى ليكن كل شيء في اوانه، نحن مع سبع دول عربية وكلها معنا يدعموننا، لنكن سوية، وننظر ما هي الخطوة الثانية، قيل لنا انه من الممكن الذهاب الى الجمعية العامة بدون المرور بمجلس الامن اي PEACE FOR UNITED، لكن هذا الامر لا يمر، فقد مر فقط من ايام حرب كوريا، يوم استعملت روسيا الفيتو فذهبت واشنطن الى الجمعية العامة واستصدرت قرارا بضرب كوريا وسمي PEACE FOR UNITED ولا اعتقد ان هذا الموضوع تكرر".
سئل: اذا لم تعترف اسرائيل بالدولة الفلسطينية، فعلى اي اساس تجري المفاوضات؟
اجاب: "كيف دخلت اسرائيل الى الامم المتحدة، هي دخلت حسب القرار 181 الى الجمعية العامة، وصارت دولة، ووضع عليها شرطان: الاول اقامة دولة فلسطينية، والثاني عودة اللاجئين، ولم يحصل اي من الامرين، لكن المسألة انه عندما نأخذ شيئا من الامم المتحدة فانك لا تستطيع ان تتجاهله الى الابد".
وعن امكانية انتقال قيادة "حماس" الى القاهرة قال الرئيس عباس: "ان وجود "حماس" في القاهرة هو من اجل حل موضوع - الاسير الاسرئيلي جلعاد - شاليط، واذا حلت هذه القضية فهذا جيد، وانا ليس لدي اية مشكلة".
سئل: لقد قلتم انكم ضد السلاح الفلسطيني في لبنان، الى اي حد انتم قادرون على ضبط السلاح داخل المخيمات خصوصا ان السلطات اللبنانية لا تدخل الى هذه المخيمات؟
اجاب: "نحن نريد ان نحل هذه المشكلة في المخيمات، يوجد مئات التنظيمات، هذا يتطلب تعاونا مع الحكومة، اما العنوان فهو اننا ضد السلاح، اما كيف يترجم هذا الامر الى واقع؟ فهذا يتطلب تعاونا بيننا وبين الحكومة اللبنانية، وقد تم الاتفاق على لجنة لحل كل القضايا، وهي صاحبة قرار، وتنفذ هذا القرار، وهي لجنة ثنائية لبنانية - فلسطينية.
سئل عن مهمة السفارات الفلسطينية، وهل تستطيع اصدار جوازات للسلطة؟
اجاب: "كلا لان جواز السفر مرتبط بالهوية المرتبطة حتى الان بإسرائيل، واتمنى ان يأتي يوم ويكون للفلسطينيين في لبنان وغيره من الدول جواز سفر صادر عن دولة فلسطين، وهذا الامر ليس لديه اي علاقة بحق العودة، وهناك خمسة ملايين فلسطيني اخرجوا من دولة اسرائيل، ولا يوجد لاجىء واحد في لبنان من الضفة الغربية او من غزة، كلهم من 48، من الجليل وصفد، لذلك نريد حلا لموضوع هؤلاء، ويجب ان نضع مشكلة اللاجئين على الطاولة، هو - اي الاسرائيلي - يرفض ذلك، لذلك كان الاقتراح الاميركي الذي قدم الى الرباعية "حل مشكلة اللاجئين في دولة فلسطين" وهذا مرفوض".
وعن الموقف الاوروبي وتحديدا الفرنسي الذي اشترط الاعتراف بيهودية اسرائيل مقابل الاعتراف بدولة فلسطين؟
اجاب: "انا اشك ان تضع فرنسا هذا الشرط، هناك بعض دول اوروبا تردد ما تقوله اميركا اواسرائيل اي الدولة اليهودية، واثير هذا الموضوع منذ سنتين فقط، وعندما يريدون مني الاعتراف بدولة يهودية فليذهبوا الى الامم المتحدة ويضعوا الاسم الذي يريدون، انا اعرف لماذا يريدون كلمة "دولة يهودية" لاني اذا اعترفت ستكون هناك تداعيات كثيرة لن اقبلها، من هنا لن اعترف بدولة يهودية، هذا كلام حازم ونهائي، هناك معاهدتي سلام مع الاردن ومصر ولم يتم الاصرار فيهما الاعتراف بدولة يهودية، فلماذا علي انا ان اعترف"؟
سئل: بالنسبة الى موضوع حق العودة والتوطين، بالنسبة الى السؤال الاول الى اي حد ترون ان تطبيقه واقعي في الوقت الذي تهتم اسرائيل بموضوع الامن، اما في موضوع التوطين فقد وصلت الى بيروت وثيقة تتحدث عن اتفاق وقعته مع يوسي بيلين سمي بوثيقة بيلين - عباس، وفيه فقرة عن اللاجئين تؤكد بقاءهم حيث هم، وادخالهم شيئا فشيئا في المجتمعات العربية، ما تعليقك على هذا الموضوع خصوصا وان الوثيقة موقعة بالاحرف الاولى من الطرفين؟
اجاب: "هل وصلت مؤخرا، هذا موضوع حصل منذ عشر سنوات، انا لم اوقع على هكذا وثيقة لا بالاحرف الاولى، ولا بشكل نهائي، انا لم ار هذه الوثيقة اطلاقا، ولم اطلع عليها، انما جاء بيلين وقال لي ان لديه مشروعا وافق عليه رابين، اجبته نراه في وقت لاحق، ثم عدت واطلعت عليه صدفة في منزل السفير - سفير مصر في تل ابيب - محمد بسيوني في اسرائيل".
وردا على سؤال عن دور السفارات الفلسطينية اكد الرئيس عباس انها "تمثل كل فلسطينيي السلطة، تخضع لمنظمة التحرير، وانا كرئيس اخضع لها، كما رئيس الوزراء والوزراء، كلنا خاضعون لها، عندما شكلت اول حكومة شكلت بقرار من اللجنة التنفيذية للمنظمة".
وعن العودة الى المقاومة في حال فشلت المفاوضات؟
اجاب: "نحن ناقشنا هذا الموضوع في القمة العربية التي عقدت في سرت وطالبت بعض الاصوات العربية بالمقاومة فرفضت كرئيس فلسطيني، ولكن اذا قررتم القيام بحرب كلكم نحن معكم، لكن ان نقاتل وحدنا او تقاتلون بنا فنحن لا نقبل، وهذا امر واضح، اضافة الى ان كل الربيع العربي يتحدث عن تحركات سلمية، فلماذا اتحدث انا عن العسكر، ان
الوضع الحالي الصعب لا يسمح لي باطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل، في هذه الظروف ليس لدي الا بوليس يحمل كلاشينكوف، وقليل من الذخيرة، ولست على إستعداد لان أغامر بمصير شعب وادمره كما دمر في الانتفاضة سابقا، من اجل شعار لاني احب ان اكون واقعيا، والناس في الضفة الغربية اليوم مع المفاوضات وضد اي عمل عسكري، لدينا امن وهدوء واستقرار لا نريد خسارتهم".
واضاف: "لا اريد ان يفهمني احد بشكل خاطىء، انتم في لبنان لديكم مقاومة، انتم احرارا بظروفكم واوضاعكم وسياستكم، وانتم دولة حرة، وذات سيادة، ولديكم خياراتكم التي لا اتدخل فيها اطلاقا".
وكانت مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب قد قدمت في بداية اللقاء كتاب اليوبيل الخمسين للوكالة الى الرئيس عباس والذي تضمن صورة للرئيس عباس مع الرئيس ميشال سليمان في العام 2008 وصورة للرئيس الراحل ياسر عرفات مع الرئيس الراحل سليمان فرنجية في العام 1974.