السفير منصور: مأساة مخيم اليرموك تؤكد وضع اللاجئين الحرج
يويورك 29-1-2014
أكد المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور، ضرورة إنهاء الأزمة المأساوية في مخيم اليرموك، التي تؤكد وضع اللاجئين الفلسطينيين الحرج، وضرورة التوصل إلى حل عادل لمحنتهم، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقال منصور في رسائل متطابقة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (الأردن)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، 'إن محنة اللاجئين تدعونا إلى العمل على إنهاء قضية اللاجئين وفق قرار الجمعية العامة رقم 194، في سياق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفي سياق سلام إقليمي شامل، وهي أهداف تواصل القيادة الفلسطينية التزامها بها وتبذل كل الجهود المسؤولة لتحقيقها'.
وأشار إلى الأثر الخطير للصراع الدائر على لاجئي فلسطين في سوريا، الذين لا يزالون يعانون من الموت والإصابات وتدمير منازلهم والنزوح الجماعي والمجاعة، مبينا أن أكثر من نصف لاجئي فلسطين في سوريا البالغ عددهم 540.000 والمسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، تم تشريدهم داخل سوريا، بينما نزح ما يُقدّر بنحو 80.000 إلى الدول المجاورة خاصة لبنان والأردن، وكذلك إلى دول أخرى في المنطقة.
وقال السفير منصور، 'إن محنة الآلاف من لاجئي فلسطين المحاصرين في مخيم اليرموك على وجه الخصوص هي محنة قاسية وغير إنسانية، وقبل بداية الأزمة كان مخيم اليرموك موطنا لأكثر من 160.000 لاجئ فلسطيني وعندما وصل الصراع إلى المخيم في كانون الأول 2012، نزح ما لا يقل عن 140.000 لاجئ وبقى 18.000 لاجئ فلسطيني محاصرين في المخيم لعدة أشهر، مع تعذر وصول المواد الغذائية الأساسية والأدوية لهم ومعاناتهم الإنسانية الشديدة.
وأضاف أنه بسبب أعمال العنف الجارية في المنطقة وحولها، فشلت المحاولات العديدة لتقديم المساعدات الغذائية والطبية إلى المخيم منذ أيلول 2013، باستثناء قيام وكالة 'الأونروا' بتسليم لقاحات شلل الأطفال في كانون الأول 2013 وتوزيع نحو 300 طرد من المواد الغذائية في الفترة مابين 18 و21 كانون الثاني 2014.
وأشار منصور إلى التقارير الصادرة عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان حول وفاة لاجئين فلسطينيين في مخيم اليرموك، بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنين، بسبب المجاعة واستهلاك مواد غذائية فاسدة، وكذلك بسبب نقص الإمدادات الطبية للمرضى والجرحى المدنيين، وللنساء الحوامل المحاصرين في المخيم، كما يعاني اللاجئين من النقص الحاد في الكهرباء والمياه في المخيم وهي كارثة إنسانية تتطلب اهتماما دوليا عاجلا.
وشدد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة إلى مخيم اليرموك وإلى جميع المدنيين الذين يعانون من هذا الصراع، وضرورة بذل الجهود الممكنة لضمان حماية لاجئي فلسطين وجميع المدنيين في سوريا وذلك تمشيا مع الأحكام ذات الصلة من القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضمان المرور الآمن للمدنيين الراغبين في مغادرة المخيم وغيره من المناطق المحاصرة.
وقال منصور 'إننا ندرك الجهود التي تبذلها وكالة 'الأونروا' وغيرها من المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات الطارئة للاجئي فلسطين في سوريا، فضلا عن أولئك الذين نزحوا إلى لبنان والأردن وبلدان أخرى، وقيام 'الأونروا' بعمليات الإغاثة في حالات الطوارئ، وبذلها الجهود الرامية إلى مواصلة توفير التعليم لأكثر من 47.000 طفل من لاجئي فلسطين في سوريا وتوفير الرعاية الصحية، فضلا عن مواصلة برامج تطوير الشباب ودعم المجتمع المحلي وخدمات المياه والصرف الصحي على الرغم من الظروف الصعبة السائدة، داعيا مجتمع المانحين على مواصلة الدعم السخي للمهمة الإنسانية الحيوية لوكالة 'الأونروا' وزيادة الدعم كلما كان ذلك ممكنا.
ــــ