يشيخ اوباما وفلسطين شباب يتجدد!
راجح الخوري/ النهار
عندما سيستقبل باراك اوباما محمود عباس في ١٧ الشهر الجاري بماذا سيخاطبه، هل يقول: أهلاً بك يا عمّ محمود، أم: أهلاً بجدي ابو مازن؟
أطرح هذا السؤال على خلفية من السخرية، إذ يبدو ان انتهازية اوباما حيال القضية الفلسطينية، وصلت الى درجة المراهنة على الاعمار، التي هي في يد الله سبحانه وتعالى، إلا اذا كان يصدّق ذلك الشعار الازدرائي اي ”ابانا الذي في البيت الابيض”!
قال اوباما لوكالة ”بلومبرغ” انه سيسأل نتنياهو: ”ان لم تصنع السلام فمن سيصنعه؟ ان وقت اسرائيل للسلام ينفد”، وكان يشير الى ان هناك فرصة امام اسرائيل لاقتناص السلام مع الفلسطينيين وانها قد تضيع، لكنه عندما استعار أفكار جون كيري عن هذه الفرصة، اضاف اجتهاداً ينمّ عن رهانات رخيصة عندما قال: ”ان فرصة اتفاق سلام يقبله الاسرائيليون والفلسطينيون تتراجع، اولاً بسبب التغييرات الديموغرافية وبسبب المستوطنات، وثانياً بسبب ان الرئيس عباس يشيخ ولا نعرف من سيكون خليفته”!
يشيخ؟
ولكن هل يعرف اوباما ان عمر القضية الفلسطينية اكبر من عمره وانها لا شاخت ولن تشيخ، وهل قرأ كلام ابو مازن المتكرر عن ان الشعب الفلسطيني لن يركع وانه ”شعب ايوب” الصابر الذي لن يتنازل عن ذرة من حقه في اقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس كما تنص قرارات الشرعية الدولية؟
واذا كان ”لا جدال حول التزام عباس اللاعنف والعملية السلمية ولا نعرف كيف سيكون خليفته” كما يقول اوباما، فهل يعني هذا انه يمكن ان يقبل بأقل مما يؤمّن حقوق الفلسطينيين، في قيام دولة ذات سيادة كاملة براً وبحراً وجواً، وهو ما لا يوفّره ”الاتفاق الاطار” الذي يعرضه كيري بعد ١١ زيارة قام بها الى المنطقة، وهو اتفاق من شأنه استنساخ نموذج عصري عن معتقلات النازيين يقيمها ”غيستابو نتنياهو” وزمرته للفلسطينيين، لأن الضحية تتوق دائماً الى لعب دور الجلاد كما قال يهودي يدعى فرويد؟
يشيخ؟
لقد شاخت المساعي الاميركية لا بل ماتت منذ قبل نظرية اوباما عن ”يهودية اسرائيل” بما يعني انه نسف اي فرصة للتسوية السلمية، لأنه تبنى الجريمة الثانية اي تزوير التاريخ والغاء الفلسطينيين من الوجود ومحوهم من الجغرافيا، بعد الجريمة الاولى المتمثّلة بقيام اسرائيل على اراضيهم وفي بيوتهم!
لقد قتلوا ياسر عرفات وبقيت القضية حيّة، وهددوا محمود عباس صراحة بالقتل، وهو وإن كان شعره يشتعل شيباً فإن عقله مثل قضيته، ربيع حق يتجدد فلا يشيخ ولا يشيب، والاطار المقترح لدفن القضية الفلسطينية لن يمر، وسيشيخ اوباما وفلسطين شباب دائم... مفهوم؟