التاريخ : الخميس 19-09-2024

السفير دبور يستقبل السفير الصربي في لبنان    |     مجلس الوزراء يبحث تعزيز عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة في شمال الضفة والفريق الوطني لإعداد خطة إ    |     فتوح يدين جريمة اعدام الشبان الثلاثة في قباطية ويطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه    |     شهداء وجرحى في قصف الاحتلال في قطاع غزة    |     "هيئة الأسرى": المعتقل اياد جرادات سيدخل خلال أيام عامه الرابع من العزل الانفرادي    |     إسبانيا.. مواقف داعمة توجت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية    |     الرئيس يجتمع مع رئيس وزراء إسبانيا    |     الرئيس: نشكر اسبانيا على اعترافها بدولة فلسطين ونعول على دعمها للحصول على العضوية الكاملة بالأمم الم    |     الاحتلال يعتقل 35 مواطنا بينهم امرأة من الضفة    |     البرلمان العربي يرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الفلسطيني    |     بوريل يرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي    |     مجلس التعاون الخليجي يرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي    |     هيئة الأسرى: مرض السكابيوس يهدد حياة المعتقلين الأشبال في سجن عوفر    |     هيئة الأسرى: المعتقلون في سجن جلبوع يعيشون حياة جحيم وموت    |     "الخارجية" تطالب بتنفيذ فوري لمشروع القرار الفلسطيني المعتمد من الجمعية العامة للأمم المتحدة    |     السعودية تدين استهداف مدرسة تابعة لـ "الأونروا" في غزة    |     منصور: القرار الأممي نقطة تحول في مسار نضالنا من أجل الحرية والعدالة    |     المجلس الوطني يرحب بمواقف ولي العهد السعودي    |     الرئيس يرحب بالمواقف السعودية الثابتة التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان    |     غوتيريش: المجتمع الدولي لا يبذل جهودا كافية من أجل غزة    |     الرئاسة تدين العمليات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان الشقيق    |     "التعاون الإسلامي": القرار الأممي يعبّر عن الإجماع الدولي على عدالة القضية الفلسطينية    |     ترحيب فلسطيني بالقرار الأممي المطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي    |     السفير دبور يستقبل المفوض العام لوكالة الاونروا فيليب لازاريني
الاخبار » أمين عام الرئاسة: التهديد لن يثنينا عن مسعانا لنيل عضوية دولتنا في المحفل الدولي
أمين عام الرئاسة: التهديد لن يثنينا عن مسعانا لنيل عضوية دولتنا في المحفل الدولي

 أمين عام الرئاسة: التهديد لن يثنينا عن مسعانا لنيل عضوية دولتنا في المحفل الدولي

على العالم أن يكون حكما نزيها وعادلاً لإنهاء آخر احتلال في هذا العصر

رام الله 21-9-2011

 قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، إن الشعب الفلسطيني وقيادته متمسكان بنيل عضوية دولة فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، رغم كل الضغوط التي تمارس من أجل منع التصويت على هذا الحق.

وأضاف، في كلمة ألقاها باسم القيادة الفلسطينية في المهرجان  المركزي لدعم توجه القيادة إلى الأمم المتحدة الذي أقيم في مدينة رام الله، ظهر اليوم الأربعاء، إن المحاولات والممارسات التي يمارسها الاحتلال والمستوطنون لن تجرنا إلى مربع العنف الذي يريدونه لحرفنا عن نيل عضويتنا في الأمم المتحدة.

وفيما يلي نص الكلمة:

هنا من دوار الشهيد ياسر عرفات نؤكد على تمسكنا بثوابتنا الوطنية وأردد كلماته الشهيرة 'ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة تراب من قدسنا الحبيبة'، اليوم شعبنا في كل محافظات الوطن إضافة إلى محافظة رام الله والبيرة، شعبنا اليوم يوصل هذه الرسالة الرائعة المتكاملة بأن ما قبل أيلول ليس ما بعد أيلول، وإننا الآن في مرحلة مفصلية تشكل إن شاء الله، تراكما نوعيا يضاف إلى تراكمات نضال شعبنا وإنجازاته وانتصاراته، لم تقدم القيادة الفلسطينية على هذه الخطوة للقفز في الهواء أو للقفز فوق منظمة التحرير، ولكنها أقدمت عليها بعد دراسة عميقة وتأني، هذه هي سنة قيادتنا، دراسة الموضوع من جميع جوانبه، وتقييم الوضع من كافة الأوجه حتى لا نقفز قفزة بالهواء، وحتى لا نحمل شعبنا تضحيات لا لزوم لها، كانت دراسة موضوعية لنلجأ إلى المجتمع الدولي ونحتكم إليه بعد أن نفذت كل المحاولات، ودعوني أقول لكم بصراحة بعد أن فشلت كل التأكيدات المميعة من أجل الوصول إلى تحقيق دولتنا وعاصمتها القدس ومن أجل تحقيق ثوابتنا التي أكدتها منظمة التحرير الفلسطينية، وهذه رسالة نبعثها إلى رئيسنا خليفة الشهيد الراحل ياسر عرفات، إلى الأخ الرئيس محمود عباس بأن الشعب خلف قرارك وخلف قيادتك وخلف منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية والقيادة الفلسطينية، لأن الشعب يلتف من حولك، ولأن خطوة القيادة هي تعبير عن إرادة هذا الشعب المصمم على أن تكون دولته قائمة وذات سيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، هذه الرسالة التي يرسلها شعبنا يؤكد فيها أنه خلف قيادة منظمة التحرير ممثله الشرعي والوحيد صاحبة الولاية على السلطة وعلى الدولة إلى أن تحل كافة قضايا الوضع النهائي، بما فيها قضية اللاجئين.

 هذه الرسالة هي أن الشعب مع إقامة دولته على كامل الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشريف، أن هذا الشعب لن يقبل إلا بتحرير مقدساته، الأقصى الشريف وكنيسة القيامة.

إن هذه رسالة نبعثها إلى العالم بأننا مع الشرعية الدولية، وإننا نحتكم إليها وإننا لا نسير خارج النص وعلى العالم أن يكون حكما نزيها وعادلا لإنهاء هذا الاحتلال الذي يشكل آخر احتلال في هذا العصر لنكون الدولة 194 في الأمم المتحدة، نلجأ إلى الشرعية الدولية لأننا على ثقة بأنها ستكون مع الحق ومع العدل، وأنها ستلتزم بقراراتها السابقة وستفرض على كل من يحاول أن يلتف حول قراراتها الخضوع لإرادة المجتمع الدولي، الشعب الفلسطيني وكل العالم يطالب بذلك، لابد أن يكون له مكان يليق به تحت الشمس.

 هذا الشعب صاحب رسالة حضارية ولن ينكسر مهما كانت الضغوط، مهما كانت الإغراءات ومهما كانت الحشود التي يحشدونها الآن ضدنا حتى لا نقدم طلبنا إلى مجلس الأمن الدولي.

 الشعب يقول كلمته صريحة مدوية بأننا سئمنا مللنا المفاوضات من أجل المفاوضات، الشعب يريد أن يقول إن المفاوضات لا بد أن تستند إلى مرجعية واضحة، والمرجعية الواضحة يعرفها كل العالم بما فيه الإسرائيليون.

 الشعب يريد سقفا زمنيا محددا من أجل أن يمارس سيادته فوق أرضه بكل حرية واستقلال.

 الشعب، كل الشعب الفلسطيني يرفض أن يكون جزءا من دولة الأبارتهايد تمارس عليه العنصرية، نحن نقول حل الدولتين، أما أن نكون تابعين وخاضعين وعبيدا للاحتلال الإسرائيلي فلقد مضى هذا العهد الذي لم يكن أصلا لأننا كنا نقاوم منذ أول غزوة صهيونية لبلادنا، قدمنا الشهداء تلو الشهداء والجرحى والأسرى والمعوقين واليتامى والثكالى الذين عانوا من هذا الاحتلال البغيض لعشرات السنين، نرفض أن نكون جزءا من دولة الأبارتهايد، وبالتالي لا يستطيعون أن يمرروا علينا أو يتسللوا من خلال الاستيطان في أرضنا لكي يستولوا على أرضنا ويهجروا شعبنا أو يجعلوه جزءا من هذه الدولة العنصرية التي تمارس أبشع أنواع العنصرية وأبشع مما مورس في جنوب إفريقيا.

إن اليمين الإسرائيلي، حكومة نتنياهو وليبرمان، يخاطبوننا بعكس هذا كله، يهددوننا بالويل وعواقب الأمور، يهددوننا بوقف أموالنا بظن منهم ولوهم لديهم بأن شعبنا سيخضع عندما يجوع، لن نجوع ولن نخضع، هذا شعارنا الذي نتمسك به دائما، يهاجموننا بإنهاء الاتفاقيات الموقعة وكأنهم قد اقتدوا بهذه الاتفاقيات أو أنهم تمسكوا بها، كنا نسمع دائما أن المواعيد غير مقدسة، الاتفاقيات والمرحلة الانتقالية مدتها انتهت في عام 1999. وماتوا وتماوتوا من اجل أن تظل المفاوضات طحنا في الماء بلا أية نتيجة، يهددوننا الآن بالمستوطنين، والكثيرون الآن من محافظة رام الله والبيرة لم يستطيعوا أن يصلوا إلى ميدان الشهيد ياسر عرفات نتيجة قطعان المستوطنين الذين يقطعون الطرقات ويهددوننا بكلابهم المسعورة وبالسلاح في وجه الباصات وفي وجه المواطنين القادمين من كل أنحاء المحافظات.

اليمين الإسرائيلي وحكومة نتنياهو وليبرمان يمارسون الضغوط على بعض الدول الكبرى مستغلين كما يقولون حاجتهم للوبي الصهيوني من اجل انتخابات الرئاسة يهددون ويتوعدون، ويمارسون كل الأساليب غير المشروعة من اجل ألا يعترف المجتمع الدولي بأحقية عضوية دولتنا في الأمم المتحدة، ولكننا نقول في المقابل إن قوى السلام في إسرائيل ترفض هذه السياسة رفضا قاطعا، وقد أوردوا بالأمس 50 سببا لرفضهم لسياسة حكومة نتنياهو ليبرمان، يقولون إن هناك شريكا فلسطينيا ولكن ليس هناك شريك إسرائيلي، لأننا نفذنا كل التزاماتنا ونزعنا كل الذرائع والمبررات والحجج التي يستمعون لها.

 هم يريدون أن يجروننا إلى مربع العنف حتى يقولون إن الفلسطينيين لا ينفذون التزاماتهم، هناك مئات من المفكرين والمسرحيين والكتاب والشعراء والأدباء في إسرائيل رفعوا عريضة بـ'أننا كشعب إسرائيلي لابد أن نعترف أولا وقبل غيرنا بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، لأنه بدون ذلك لا أمن ولا أمان في منطقة الشرق الأوسط'، مادام هناك احتلال وما يسمونه بالربيع العربي هناك ربيع في إسرائيل يرفع شعارات لا رفاهية مع الاحتلال، وهذه الكرة يمكن أن تتدحرج في المستقبل ضد حكومة اليمين الإسرائيلي التي تخطط لأن تكون من البحر إلى النهر، موقف حكومة اليمين الإسرائيلي ونحن على قناعة من ذلك ومن الواضح من واقع اتصالاتنا وتجربتنا والحقائق تقول إن الشعب الإسرائيلي يريد السلام، وإن الشعب الإسرائيلي يريد للشعب الفلسطيني أن ينال حقوقه ولكنهم دائما يخوفونهم (اليمين الإسرائيلي) من حمام الدم ومن العنف الفلسطيني ومما يسمونه الإرهاب الفلسطيني لعل وعسى أن يخمدوا هذا الصوت العاقل، وأن يكتموا أنفاسه حتى لا تكون هناك جبهة قوية داخل إسرائيل تتصدى لهذه الأفكار اليمينية العفنة التي انتهى تاريخها وزمانها.

أخيرا بعد اتضاح كل هذه الحقائق الغريب أن هناك دول تتجاوب مع اليمين الإسرائيلي، وتلبي له ما يريد، هذه الدول جربتنا لسنوات طويلة، وأخص بالذكر الولايات المتحدة الأميركية، جربتنا على مدى عامين ونصف، كنا نحن الملتزمين بكلمتنا، والذي أثبتنا أننا عند التزاماتنا لكن موقفهم بدأ يهترئ ويتراجع، وقالوا لنا في كل الجلسات المغلقة قبل الزيارات الأخيرة، الحق معكم وإلى جانبكم وليس هناك شريك إسرائيلي يريد السلام، واستقال ميتشل وغيره، وعند خرج وزير الدفاع الأميركي من السلطة قال كلمته المشهورة 'إن سياسة إسرائيل خطر على المصالح الأميركية الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط'، هذه هي الحقيقة، لقد جربونا وكنا مرنين في التكتيك ولكن متمسكون بالثوابت التي لن نحيد عنها، والتي أقرتها منظمة التحرير الفلسطينية، قالوا لنا أوفيتم بالتزاماتكم والحق إلى جانبكم، الآن وبعد الانحناءة للضغوط الصهيونية والإسرائيلية يقولون إن هذا إجراء أحادي الجانب، أن نذهب إلى المجتمع الدولي أحادي الجانب، أن نحتكم إلى العالم أحادي الجانب، أما الاستيطان فليس إجراءا أحادي الجانب، أما الاعتداءات المستمرة على أبنائنا ليست إجراءات أحادية الجانب، قطع أموالنا ليس إجراء أحادي الجانب، التهديد بإلغاء الاتفاقيات ليس إجراء أحادي الجانب، هذا كلام غريب عجيب، الاحتكام إلى الشرعية الدولية يكون إجراء أحادي الجانب!، والاستيطان الذي باعونا عنه كلاما في جامعة القاهرة وفي غيرها بأنه يدمر عملية السلام ولا بد أن يتوقف، هذا إجراء ليس أحادي الجانب!؟.

الآن يمارسون الضغوط على جميع الدول في الأمم المتحدة لكي لا يكون معنا 9 دول تتقدم بطلبنا إلى مجلس الأمن بكل أشكال الضغوط والإغراءات، بلا مواربة يحاولون أن يفسدوا قرارنا وأن يفسدوا توجهنا إلى المجتمع الدولي، ولا اخفي عليكم أن المعركة بدأت تسخن خلال الأيام القليلة الماضية وستسخن خلال الأيام القليلة القادمة، ويحاولون ألا يتوفر لنا نصاب 9 أصوات، ويحاولون بالإغراءات أن تتقدم الرباعية الآن، ولكن بعد فوات الأوان، ببيان أو قاعدة للتفاوض ولا نتقدم بطلب العضوية، كل أشكال الضغوط والإغراءات تمارس، أين كانوا عندما كنا نستصرخ منذ عام بان المفاوضات متوقفة، وان الشعب الفلسطيني لديه خياراته التي لا يمكن الا أن يكون متمسك بها في مواجهة هذا العبث في المفاوضات.

إضافة إلى ذلك يهددوننا بقطع المساعدات وكأننا أجراء عندهم نريد أن نأكل فقط، لا يعرفون معنى الحرية التي يريدها شعبنا، هي أن يكون حرا مستقلا على تراب وطنه حتى ولو سف تراب هذا الوطن.

نؤكد أن واجب المجتمع الدولي أن يمد الدعم والمساندة لأننا شعب تحت الاحتلال، وإذا أصروا على موقفهم هذا نقول بكل صراحة ليأتي الاحتلال وليتحمل المسؤولية وليكون وجها لوجه مع هذا الشعب الصامد الصابر الذي لن ينكسر.

نطالب هؤلاء بالعودة عن سياساتهم، مضت سنتان ونصف دون نتيجة، ونوجه رسالتنا للولايات المتحدة الأميركية، بأن كل لقاء كنتم تأتون بمشاريع تراجعية، وبقينا ملتزمين أوفينا بكل التزاماتنا باعترافات الجميع، ونحن داخلين على سنتين ونص وعلى الثالثة، جربناهم، أشادوا بكل ما يسمى ثورات الربيع العربي والديمقراطية ونحن معها ومع الشفافية، واحترمنا إرادة الشعوب العربية ولكن نريد الحرية، نحن شعب يتطلع إلى الحرية

سياسة الوجهين لا بد أن تنتهي وكل من يحاول أن يضغط علينا أو يكسرنا نقول إننا شعب يريد الحرية، نحن أولى من غيرنا بأن تقفوا معنا مع احترامنا لكل تحركات الشعوب العربية، ومن هنا نحن نطالبهم بتحمل مسؤولياتهم التاريخية وعلى الجميع أن يدرك إذا تغاظوا أو تجاهلوا عن إرادة وتطلعات شعبنا بأن هذا الربيع العربي كله سيكون إلى جانبنا، فإن هذا الربيع العربي في قلبه ووجدانه تسكن القضية الفلسطينية وفي نبض عروقه، ولا تتوهموا إطلاقا أن هذه الشعوب العربية التي تنادي بالديمقراطية والشفافية بأنها بعيدة عن ربيع فلسطين وسؤكد المستقبل مجدداً بأن القضية الفلسطينية على رأس أولويات الشعوب العربية وتطلعاتها .

عليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم وإلا فإنه لا أمن ولا استقرار ولا أمان في هذه المنطقة دون أن تتحقق الحرية لشعبنا الفلسطيني المناضل الذي هو آخر شعب يقع تحت الاحتلال

إذا استمروا في موقفهم فإنهم يقفون ضد الحق والعدل والشرعية الدولية لان قضيتنا هي كل الحق وجوهره.

بهذه السياسة هم يشرعون العدوان والاستيطان، نتنياهو الآن يذهب إلى الأمم المتحدة ويتوهم أن المجتمع الدولي سيقابله كما قابله الكونغرس الأميركي بثلاثين وقفة وتصفيقا، لكن المجتمع الدولي يختلف فإنه ينظر بعين ثاقبة، عين الحق والعدل لا ينظر نظرة المصالح الضيقة لهذا العضو في الكونغرس أو ذاك، 30 عضو كونغرس أميركي يخرجون بالأمس ويقولون لإسرائيل: عليك أن تعيدي احتلال الضفة الغربية، وكأن الضفة الغربية محررة، هذا كلام استعماري وهذا كلام الأربعينات والخمسينات مضى عهده وولى بعد أن أثبتت الشعوب أنها فوق إرادة المستعمر وإنها اقوي من المستعمر والته.

يشجعون العدوان والاستيطان وإن كانوا يرفضونه قولا ويقفون ضد شعبنا وعدالة قضيته، وهم بذلك يقفون ضد الشعوب العربية، فشعوبنا تقيس جدية الدول بمقياس ما تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وبمقدار ما تسعى جاهدة وبكل أمانة وإخلاص لإنهاء هذا الاحتلال الذي يجثم فوق صدورنا.

فكيف يقبلون على أنفسهم أن يقفوا ضد أغلبية الثلثين في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكأنهم يقولون إن هذا المجتمع الدولي كم مهمل لا وزن ولا قيمة له، أما كلمتهم هم فهي العليا ونحن الدنيا، هذا الكلام مرفوض من أساسه، سيخلقون لنا الصعوبات الكبيرة ولكنهم لن يؤثروا على حتمية التاريخ ولن يوقفوها ربما تتأجل ممارسة سيادتنا على أرضنا بهذه السياسة المنحازة إلى جانب إسرائيل ولكنهم لن يلغوا حتمية التاريخ الذي اثبت في كثير من الأماكن في هذا العالم بأن الشعوب تنتصر وبأنها لابد أن تكون صاحبة الإرادة فوق أرضها حرة مستقلة.

لقد جربونا في الماضي، وأثبت الشهيد ياسر عرفات واثبت الأخ الرئيس محمود عباس بذهابه إلى الأمم المتحدة بأنه لا تنازل عن ثوابتنا وبأنه آن الأوان لتغيير قواعد اللعبة، وأن الأيام القادمة وكما اثبت لهم جيلكم، فإن الأجيال القادمة أكثر منا صلابة وأكثر منا تصميما وعزما على مواصلة الدرب من اجل تحقيق الأهداف الوطنية، ونقول لهم بكل صدق عليهم أن يغيروا من هذه المواقف التي أثبتت فشلها وعجزها عن تحقيق أهدافها، وأن يثبتوا بأنهم مع السلام الحقيقي حقا وفعلا وحقيقة، لا كلاما، نريد أن نرى أفعالا وليس أقوالا بأنهم مع الحق والسلام العادل الذي يحفظ لكل الشعوب في المنطقة أن تعيش بحرية وامن وسلام وعلى قدم المساواة .

لن يقبل شعبنا بعد اليوم كل الحجج المملة والعقيمة، لن يقبل بسياسة التضليل ولي العنق مهما كانت الضغوطات ومهما كانت الإغراءات .

عليهم أن يثبتوا مصداقيتهم تجاه حريتنا العادلة، بعد أن سمعنا كلاما معسولاً ولكننا مللنا من الجولات التي كان الهدف منها في كل مرة محاولة انتزاع تنازل. عليهم أن يثبتوا مصداقيتهم الآن بالوقوف إلى جانب إرادة المجتمع الدولي بأن يكون لهذا الشعب دولة مستقلة ومكان لائق به تحت الشمس، هذا الشعب الذي قدم آلاف الشهداء والآف ألاف الجرحى والأسرى، ونحن على العهد كما طالب الشهداء وكما يطالبنا جميع شعبنا وأسرانا ولا نحيد عن ثوابتنا مهما طال الزمن.

عليهم أن يوقفوا ضغوطهم على المجتمع الدولي وبعض الدول، ونحن على ثقة بان ضمير المجتمع لن يموت وسيبقى حيا، إذا كانت قلوبهم قد ماتت وعيونهم قد عميت عن رؤية الحق والحقيقة فإننا متمسكون والعالم كله متمسك بالحق والحقيقة طال الزمن أم قصر.

عليهم أن يكونوا مع حركة التاريخ وليس ضدها، فالتاريخ والشعوب انتصرت في كل المرات، فانتصر الشعب في جنوب إفريقيا وانتصر الشعب في فيتنام وانتصرت كل الشعوب المحبة للعدالة والاستقلال والحرية.

المعركة ليست سهلة وإنما صعبة، وقد تحدثت مع إخوتي في نيويورك، كان لدينا تصور بأن المعركة ستكون ساخنة في اللحظة الأخيرة، ولكنها الآن أسخن من اللازم، ونحن نطمئنكم كما طمأنني السيد الرئيس، بأننا يوم الجمعة وبعد أن ينهي الرئيس خطابه في الأمم المتحدة سيذهب ويقدم لمجلس الأمن طلب العضوية لدولة فلسطين، وليتحمل بعد ذلك كل واحد مسؤولياته، لن ننجر على مربع العنف أيها الإخوة، هم يحاولون جرنا إلى مربع العنف حتى يرددوا اسطواناتهم المشروخة بأننا ضد السلام وتخلينا عن التزاماتنا، شعبنا الآن لديه تجارب وحصانة ومناعة وبعد الرؤية بأنهم يريدون جرنا إلى المربع الذي يريدون حتى يتنصلوا من التزاماتهم ويقولوا للعالم: انظروا هذه هي سياسة محمود عباس التي ستؤدي إلى العنف والإرهاب كما قالوا ذلك من قبل على زعيمنا ورئيسنا ياسر عرفات، لذلك يجب علينا أن نكون واعين وحذرين، إنهم يدعمون قطعان المستوطنين، يجب أن ندافع عن مدننا وقرانا ولكن بدون أن نحقق لهم هدفهم، وهذا ما يجب أن نكون واعيين له وكلنا ثقة بان شعبنا الفلسطيني واعي لذلك.

 ستعود القيادة بعد هذه المعركة المفصلية التي لا نهون منها ولا نهول فيها ستعود لتقييم الموقف، ولنتخذ الخطوة القادمة، التي يجب أن نقوم بها، أسئلة كثيرة ستجيب القيادة الفلسطينية عنها وسيكون شعبنا مشاركاً في القرار.

نحن أمام ظروف صعبة قادمة، لذلك نناشد دولنا العربية بأن تظل على موقفها تدعمنا، وفي هذا المجال نقدم باسمكم جميعا نقدم الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على الدعم الذي قدمه لنا، كما نشكر دولة الكويت ومن قبل ومن بعد، كل الأشقاء الذي يدعمونا لنفقد الذين يريدون كسر إرادتنا ورقة الضغط المالي علينا، نحن شعب كله ثقة بأمته ولن يفقد الثقة أبدا بعزم شعبنا على الصمود والتضحية.

نتوجه أخيرا إلى أهلنا وأحبتنا في قطاع غزة في المحافظات الجنوبية من الوطن، ونقول لهم إن الوحدة وإنهاء الانقسام حتمية شاء من شاء وأبى من أبى، ولكننا نستغرب هذا الموقف من البعض في غزة الذين يشككون بهذه الخطوة في الأمم المتحدة وقولهم إنهم لن يسمحوا لشعبنا بالتضامن معها وتأييدها من خلال المظاهرات وأشكال الفعاليات الأخرى، نقول لهم كفاكم تقديم أوراق اعتماد للاحتلال، لقد قدمتم أوراق اعتماد كثيرة، والشعب يفرق بين الغث والسمين، الشعب يفرق بين قولة الحق والتضليل، وهو مع قيادته في نيويورك يقف معها ووراءها، الشعب لن يكون إلا خلف قيادته ملتفا ومباركا ومؤيدا وداعما لها، لأنها على الحق ولأنها لن تحيد عن الثوابت وعلى درب الشهيد ياسر عرفات ماضية و متمسكة بالثوابت التي قضى من اجلها.

انقل لكم كل تحيات ومحبة القيادة الفلسطينية على هذا الموقف، إلى جماهير شعبنا في نابلس والخليل وأريحا وطولكرم وبيت لحم قلقيلية وفي كل محافظات الوطن وأولها القدس عاصمتنا الأبدية، نقول لهم إننا على العهد باقون والعهد هو العهد والقسم هو القسم والرحمة لشهدائنا والحرية لجرحانا البواسل.

2011-09-21
اطبع ارسل