الاتحاد الأوروبي واليونيسف يضعان حجر الأساس لمحطة لتحلية مياه البحر بغزة
غزة 20-3-2014
- أعلن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الخميس، انطلاق الإنشاءات في محطة رئيسية لتحلية مياه البحر ستزود 75 ألف فلسطيني في غزة بمياه صالحة للشرب.
ستنفذ اليونيسف هذا المشروع بفضل منحة بقيمة 10 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي، وسيوفر المشروع 6 آلاف متر مكعب من مياه البحر المحلاة يومياً لصالح السكان في خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، ويتم إنشاء المحطة على أرض محاذية للبحر قرب دير البلح.
ووضع ممثل الاتحاد الأوروبي جون جات- راتر، حجر الأساس للمحطة، بحضور ممثلين عن سلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل في غزة والبلديات المحلية واليونيسف.
وفي كلمته أمام المشاركين في الاحتفال، قال جات- راتر: 'إن الوصول إلى مياه نظيفة حق أساسي من حقوق الإنسان للجميع. ومع ذلك، يواجه العديد من أهالي غزة نقصاً حاداً في المياه بشكل يومي. ولا يستطيع آخرون الوصول إلا إلى مياه ذات نوعية رديئة جداً'.
وأضاف أن انطلاق أعمال البناء في هذه المحطة لتحلية المياه يتيح إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة لآلاف عديدة من الأسر في خان يونس ورفح. وهي تشكل جزءاً من التزام أوسع نطاقاً للاتحاد الأوروبي بتحسين حياة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ولا سيما في مجال المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة'.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي 'إن الوضع في قطاع غزة، بما يشمل التصعيد الخطير في الآونة الأخيرة وتدهور الظروف الإنسانية، يعيد التأكيد على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل دائم للصراع'.
وتعد تحلية مياه البحر الخيار الإستراتيجي الذي اتخذته سلطة المياه الفلسطينية، إذ استنتجت دراسة مقارنة أجريت سنة 2011 أن هذا الخيار هو أفضل حل عملي لتوفير إمدادات ثابتة من مياه الشرب الآمنة للسكان في غزة الذين يتزايد عددهم.
كما أن تحلية المياه من البحر الأبيض المتوسط ستساعد كذلك على تقليل الاستخراج المفرط للمياه الجوفية، وحماية الخزان الجوفي الوحيد في غزة من الانهيار التام. إذ حذر تقرير للأمم المتحدة صدر سنة 2012 من أن الاستخراج المفرط للمياه الجوفية يمكن أن يجعل الحوض الجوفي الساحلي غير صالح للاستعمال بحلول سنة 2016.
وقالت الممثلة الخاصة لليونيسف جوون كونوغي: 'بفضل الدعم السخي من الاتحاد الأوروبي، ستتعاظم إمكانية الوصول إلى مياه شرب آمنة في غزة. إن هذا التدخل المتوسط إلى البعيد المدى سينهي المعاناة اليومية التي يواجهها 75 ألف شخص في تأمين الوصول الكافي إلى المياه من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية'.
يشار إلى أن ما يتراوح بين 5-10 بالمائة فقط من المياه المستخرجة من الحوض الجوفي الساحلي تبدو صالحة للاستهلاك البشري. وقد تسبب تسرب مياه البحر ومياه المجاري والأسمدة الزراعية في تلويث المياه بمستويات عالية من الكلوريد والنترات، بما يصل في بعض المناطق إلى ستة أضعاف الحد المقبول حسب منظمة الصحة العالمية.
ونتيجة لذلك، يشتري أكثر من أربعة أخماس الفلسطينيين في غزة مياه الشرب من باعة في القطاع الخاص غير خاضعين للرقابة، وهو ما يشكل عبئاً ثقيلاً على الأسر الفقيرة وسكان غزة بشكل عام، البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة يعيشون في إحدى أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان. فبعضهم يدفع ما يصل إلى ثلث دخل الأسرة مقابل مياه لا يمكنهم الثقة في جودتها، إذ يقدر أن أربعة أخماس المياه التي يوفرها الباعة في القطاع الخاص ملوثة.