التاريخ : الأربعاء 10-12-2025

المنظمات الأهلية تدعو لتوحيد الجهود تحت مظلة الأمم المتحدة لوقف جرائم الاحتلال    |     الاحتلال يصعّد عدوانه في الضفة: هدم منازل ومنشآت ومتنزه وتجريف ملعب وأراضٍ زراعية    |     الرسام الفلسطيني حمزة الكاي يهدي الممثل الخاص للرئيس لوحة فنية من اعماله    |     بيروت: مهرجان سياسي طلابي في الذكرى ال 66 لتأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين    |     الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق المعتقلين ضمن تحقيقاتها في جرائم الحر    |     الرئيس يجتمع مع ملك إسبانيا    |     مصطفى: نعمل على الحوكمة المؤسساتية لقطاع الصحة لنصل إلى الاستدامة المالية وتقديم أفضل الخدمات    |     "اليونيسف" تحذر من ارتفاع مستويات سوء التغذية لدى الأطفال والحوامل في غزة    |     بيان أوروبي: الاستيلاء على ممتلكات أممية انتهاك صارخ لاتفاقية الامتيازات والحصانات الخاصة بالأمم الم    |     الأمم المتحدة: نرفض ونعارض بشكل قاطع أي تغيير في حدود غزة    |     المجلس الوطني: جرائم الاحتلال تمثل اختبارا قاسيا للقيم الإنسانية في يوم حقوق الإنسان    |     الاحتلال يعتقل 43 مواطناً ويحتجز العشرات في عدة محافظات    |     غرفة العمليات الحكومية تطلق مناشدة عاجلة لتوفير مستلزمات الإيواء وتوزيعها في غزة    |     هيئة الأسرى: سجون الاحتلال تشهد أسوأ موجة برد في ظل حرمان المعتقلين من الأغطية والملابس    |     الممثل الخاص للرئيس والسفير الاسعد يلتقيان السفير الروسي في لبنان    |     البرلمان العربي يدين اقتحام الاحتلال لمقر "الأونروا" في القدس    |     منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام الاحتلال لمقر الأونروا في القدس    |     مجلس الوزراء يطالب بتحركٍ عاجل لمواجهة إعلان الاحتلال البدء بإقامة 17 مستعمرة جديدة    |     السفير الاسعد يستقبل النائب في البرلمان اللبناني بلال الحشيمي    |     الممثل الخاص للرئيس عباس يلتقي مديرة الأونروا في لبنان لتهنئة الوكالة بتجديد تفويضها    |     الرئيس يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الكازاخي    |     الرئيس يهنئ الرئيس السوري بالذكرى السنوية الأولى ليوم التحرير    |     الرئيس يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الكازاخي    |     الأردن يدين تصريحات سموتريتش وخطط التوسع الاستيطاني: لا سيادة لإسرائيل على الضفة الغربية
الاخبار » زينب الوزير في ذمة الله
زينب الوزير في ذمة الله

زينب الوزير في ذمة الله

عدلي صادق/ الحياة الجديدة

بتاريخ 29-4-2014

غيّب الموت الحق، اختنا زينب الوزير (أم أحمد) بعد مشوار عمرها الزاخر بالعطاء بلا حدود، على طريق فلسطين، مفعمة بروح الانتماء الحصري لقضية شعبها ومجتمعه وتفصيلات حياته اليومية، دون أن تغادر الظلال أو تصطاد الكاميرات. فقد عاشت حياتها تعلم جيداً متى ينبغي أن تكون حاضرة. سيّدة من نمط خاص، ذات مشاعر فيّاضة وأحاسيس مرهفة، ودفء انساني ظاهر الحنان. تتبدى زهرة جميلة في مواجهة صعاب الحياة وضغوط أوقاتها. تراقب الأحداث وتعيشها، لأن الدنيا الفلسطينية كانت عندها ـ كمربية ومعلمة ـ بمثابة الفصل الدراسي الذي يتوجب عليها الاعتناء به والاسهام في أخذه الى سوية الكياسة والرُشد والأدب الجَمْ.
اختنا «أم أحمد» تمثلت طوال حياتها روح وطيف شقيقها أمير الشهد «أبو جهاد» بما عُرف عنه من دماثة الخُلق والتواضع والمثابرة، وهو من هو، في ركوب الأخطار ومواجهة التحديات وصنع الثورة. اكتفت من تغذية الروح والفخار العائلي، بقليل من الصور العائلية مع شقيقها القائد. وضعتها في أطرٍ صغيرة، حملتها معها أينما ذهبت واستقرت، فعاش معها «أبو جهاد» بذكراه وسمات وجهه المتفائل المشرق!
عندما انتهت الحرب التي شنها المحتلون على لبنان، وتوزعت قواتنا على المنافي الجديدة؛ كان الشهيد «أبو جهاد» يريد انتشاراً باحداثيات تناسب القطاع العسكري الذي يُديره ويتعلق بالأراضي المحتلة. فـ «أبو عمار» عندما سُئل قبل الابحار من مرفأ بيروت «الى أين؟» أجاب بلغة مجازية: «الى فلسطين». وكانت تلك، الوجهة العامة للحركة الوطنية الفلسطينية. و»أبو جهاد» هو المعني بالوُجهة التفصيلية، لكي لا يكون القول المجازي شعاراً بلا عمل. قال لنا: «ما فائدة وجودكم لعملنا، في معسكرات اليمن والسودان والجزائر وتونس؟» وأجاب بنفسه: «أريدكم حيثما يوجد فلسطينيون يذهبون ويعودون الى الأراضي المحتلة، في غضون أيام. فمعهم وبينهم يكون عملكم». ولما أوصلتني الدروب الى دولة الامارات، وفق تلك التعليمات، والتحقت بصحيفة «البيان» في دبي للعمل كمحرر؛ كانت «أم أحمد» هي العنوان الأول، وكان للعنوان أهميته. فقد أسست زينب الوزير، جمعية للمرأة الفلسطينية، أصبحت سفارة أخرى ومنبراً، واستوعبت شباباً للفرق الفنية التي تؤدي التراث الشعبي الفلسطيني، وترفد الثورة بالشباب المستعدين للقتال. وكانت «أم أحمد» بما تمتعت به من أدب ظاهر وايمان صوفي بقضية شعبها ومثابرة تدعو الى الاعجاب، قد حظيت بمساندة الشيخة جواهر القاسمي حرم الفاضل المؤرخ والأديب الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. ففي تلك الفترة عملنا معاً، كلجنة لحركة «فتح» وأخرى بعدئذٍ، لدعم الانتفاضة الطويلة الأولى. تعلمنا منها كيف نؤدي واجبنا في صمت وبتفانٍ، وفق ما يقتضيه المكان، وكنا جئنا من مناخ صاخب. فقد خبأت زينب الوزير وراء ما يتبدى من هدوء نفسها وطبعها، روحاً هادرة مسكونة بالسياسة وباحساس عالٍ بالمسؤولية. وقد أعانها في عملها، وأعانته، زوجها الصديق موسى الوزير «أبو أحمد» الذي ظل قائماً مثابراً، في قلب مشروع العمل الوطني. ومع الانتقال الى الوطن، شغلت «أم أحمد» موقعاً قيادياً في وزارة التعليم، وهي ميدان عملها المناسب.
كان الفتحاويون منصفين، عندما اختاروا أختهم زينب، في مؤتمرهم العام السادس، عضواً في المجلس الثوري، برلمان الحركة، مع شقيقها د. زهير، المناضل منذ الخلايا الأولى. واللافت أن أعضاء هذه الأسرة، يتسمون جميعهم بميزة العطاء بلا تباه ولا غرور، ويفرضون احترامهم، على النحو الذي يليق بالكبير الشهيد «أبو جهاد». رحم الله أختنا «أم أحمد» وجزاها عن الاحسان احساناً، ومنحها درجة الصابرات اللاتي يُوفَيْنَ أجورهن، وهو القائل سبحانه:»انما يُوَّفى الصابرون أجرهم بغير حساب».
adlishaban@hotmail.com

2014-04-29
اطبع ارسل