لقاء تضامني مع الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي
بيروت11-10-2011
أقيم في نقابة الصحافة اللبنانية اليوم الثلاثاء،لقاء تضامني مع الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي الذين ينفذون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 15 يوما تحت شعار "معركة الامعاء الخاوية"، وذلك بدعوة من هيئة الأسرى والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين في السجون الصهيونية، وبمشاركة أسرى محررين ومنظمات إنسانية ودولية وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
بداية، النشيدان الوطني والفلسطيني، ثم كلمة لعضو نقابة الصحافة فؤاد الحركة دعا فيها القيادة الفلسطينية الى "وضع خطة شاملة للاهتمام بكل الأسرى دون استثناء"، مناشدا الهيئات الدولية والإنسانية "تحمل المسؤولية تجاه الأسرى".
وتحدث ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي باسم التحالف الفلسطيني، لافتا الى "ان معركة "الأمعاء الخاوية" الذي يخوضها أسرانا الأبطال البواسل من وراء قضبان السجون وجدران الصمت العالمي والعربي هي معركة إرادات جديدة، يفرضها الأسرى على المحتل فرضا بأمعائهم الخاوية، لكن المشبعة بالعزيمة والتصميم والأمل بغد يقتلع فيه الإحتلال مثلما سينكسر فيه قيد السجان".
وألقى كلمة الأحزاب اللبنانية النائب مروان فارس، الذي رأى ان المقاومة هي الطريق الوحيد لحرية فلسطين وشعبها، مشددا على ان فلسطين يجب أن تبقى القضية المركزية، لأنها لا تعني الفلسطينيين فقط، بل العرب جميعا"؟.
ولفت الى ان "المقاومة وجدت لتبقى، رغم السجون والخطف والإعتداءات التي لا تنتهي ولن تنتهي"، مشيرا الى ان انتفاضة الأسرى "هي انتفاضة تعبر عن طريق الصراع الذي هو طريق تحرير فلسطين، وبالتالي حريتنا نحن في لبنان وسوريا ومصر والأردن وكل الدول العربية".
وعن أوضاع الفلسطينيين في المخيمات في لبنان شدد فارس على انها "يجب أن تبقى أوضاعا مؤقتة حتى عودتهم، لكن ذلك لا يمنع أن تعطي الحكومة اللبنانية الفلسطينيين حقوقهم كاملة، من حق العمل الى حق الطبابة وصولا الى حق التملك"، واصفا إياه "بالحق المشروع وشرط من شروط العودة". وقال: "كما انه لا يجوز أن يبقى أسرى في السجون الإسرائيلية، لا يصح أن يبقى الفلسطينيون أسرى في المخيمات، وهذا ما يجب أن نرفضه جميعا".
أما سفير دولة فلسطين في لبنان عبد الله عبد الله فقد وصف معركة "الأمعاء الخاوية بمعركة الحقوق والتحدي والنضال"، مؤكدا "ان قضية الأسرى هي في سلم أولويات القيادة الفلسطينية"، لافتا الى انها "ستبذل الجهود الكفيلة بإطلاقهم وعودتهم الى ذويهم في أقرب وقت ممكن".
وأكد السفير عبد الله ان "قضية الأسرى يجب أن يتم تبنيها من الشعوب العربية"، شاكرا لوسائل الإعلام اللبنانية والسياسيين والأحزاب والشعب اللبناني دعمهم قضية الأسرى. وقال: "معركتنا مع الإحتلال مستمرة في المحافل الدولية، وبالأمس استطاع الرئيس محمود عباس من الحصول على اعتراف 3 دول جديدة بدولة فلسطين إثر جولة بدأها منذ اسبوع"، مشيرا الى انضمام فلسطين الى الجمعية البرلمانية الأوروبية".
وذكر عبد الله بوثيقة الاسرى التي وجهها الأسرى منذ أكثر من خمس سنوات، رسالة عرفت في ما بعد باسم "وثيقة الأسرى" فكانوا هم الدليل والرائد الذي وجه البوصلة"، وأكد ان "النضال لا يستقيم ومشروعنا لا يصل الى النجاح إلا من خلال وحدتنا الوطنية".
من جهته، خص الاسير المحرر سمير القنطار الاسرى بالتحية، لانهم هم الذين كانوا الشرارة التي أطلقت في السجون، وقال: "انا كأسير هذه المرة الاولى التي يحدث فيها اضراب وانا خارج المعتقل. اعتذر اني لست معهم الان"، مؤكدا ان "هناك في المعتقل مساحة من الحرية والكرامة والشرف اكثر من الخارج".
وفي الختام، ألقى رئيس الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين الشيخ عطا الله حمود كلمة اكد فيها "ان سياسة الاضراب المفتوح التي اقدم عليها الاسرى المعتقلون داخل سجون الاحتلال تهدف بالدرجة الاولى الى نيل الحرية العامة والثانية انها تعيد صياغة البعدين الانساني والاخلاقي للقضية الفلسطينية كأبعاد مكملة للبعد السياسي، وفي المقابل تعمل على اسقاط الوجه الاخلاقي والانساني المضلل للاحتلال وكشفه على حقيقته بوصفه كيانا غاشما مغتصبا لا يقيم اي وزن للاعتبارات الاخلاقية والانسانية".
وأشار الى "ان توقيت هذا الاضراب يحمل في طياته رسالة مزدوجة: الاولى باتجاه الداخل الفلسطيني لنبذ الخلافات والانقسامات الداخلية، والثانية باتجاه الواقع العربي الرسمي الذي بات يغط في سبات عميق خصوصا لما يجري من تفتيت للقضية المركزية".
واكد "ان هذا العدو لا يفهم الا بلغة القوة"، معلنا "التضامن التام مع اعضاء الحركة الاسيرة داخل فلسطين واللجنة المركزية للاضراب المفتوح". وطالب الصليب الاحمر الدولي والجهات المعنية الدولية "بالتحرك العاجل وزيارة المعتقلات والزنازين الصهيونية واجراء الكشف والفحص الطبي على جميع الاسرى والمعتقلين".
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى العمل على "تأمين مطالب المضربين المحقة وان يترفع عن سياسة ازدواجية المعايير، كأن يستقبل عائلة الاسير جلعاد شاليط ويتجاهل استقبال مئات العوائل من الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب".