ما أن أنجز إعلان الشاطئ وبدأت المساعي الحميدة نحو إتمام المصالحة حتى اشتعلت صفحات الإعلام الاجتماعي والمواقع الاخبارية الالكترونية بأسماء الوزراء المقترحين لحكومة التوافق الوطني.
وعلى اعتبار أن تلك الأسماء قد جاءت نتيجة اجتهادات وتنبؤات صحفية محضة فإن البعض قد ذهب نحو تقسيم دائرة الترشيحات إلى توجهات عدة قيل في البعض بأنهم قد طرحوا اسماءهم بصورة ذاتية بغية تلميع الذات بينما بث البعض عدداً من الأسماء التي يتمنون أن يحتل أصحابها مواقع وزارية.
وبين هذا وذاك فإن الطرفة طالت عالم ازدحام المواقع بأسماء المرشحين حتى ذهب البعض نتيجة هذا الازدحام إلى دعوة جموع الشعب الفلسطيني إلى عدم إشغال هواتفهم بالمكالمات وضمان وجود بطارياتٍ إضافية بوضع يضمن عمل أجهزتهم بصورة دائمة خوفاً من أن يجري ترشيحهم لموقعٍ وزاري وعدم توفر إمكانية الوصول إليهم!
بل من شدة الحرص على حل العقبات التي واجهها التشكيل في موضوع الحقائب والتندر على سبل الحل بإسناد تلك الحقائب لشخص الدكتور رامي الحمد الله فقد نشر ملصق يحمل أسماء الوزراء كرئيس الوزراء رامي الحمد الله ووزير المالية "بعين" الله ووزير الداخلية "بيسترها" الله والقائمة تطول.
وبين عالمي الافتراض والواقع وعالم التنبؤ والحقيقة وعالم التمني والمنطق فإن عدد الأسماء التي طرحت قد تعدت العشرات وصولاً إلى حاجز المئة إسم في صورة أوصلتني إلى الشعور بأننا لا نتحدث عن معالي الوزراء بل معالي الشعب الفلسطيني!
سمة باتت أقرب إلى عالم الإثارة من عالم الواقع ووضع لا يمكن تجاوزه مع كل مرة يجري فيها الحديث عن حكومة جديدة. واقع يطول معه الحديث عن الأولويات التي تشغل الناس وتلك التي تشغل الإعلام.
الحقيقة البائنة بأن الشارع للفلسطينيين وجراء تكرار المحاولات بإنجاز المصالحة قضى أسابيعه الماضية مشككاً في الأمر وغير مقتنع في جله بأن الحكومة ستنجز.. أما وأنها قد أنجزت الآن فإن التندر والتوقعات لن تبقى إلا ذكرى ظريفة لمن راقبها وساهم في إضافة عوامل الخفة والإبداع.. كل حكومة وأنتم بخير!
s.saidam@gmail.com