الرئيس أمام المجلس الثوري: لا تراجع عن طلب عضوية فلسطين في اليونسكو
علينا الإجابة على سؤال: إلى أين نحن ذاهبون؟
رام الله 27-10-2011
أكد الرئيس محمود عباس، أن لا تراجع عن طلب عضوية فلسطين في اليونسكو.
وقال سيادته في كلمة باجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله أمس الأربعاء، إن المعركة حول عضوية فلسطين باليونسكو حامية جدا، نحاول أن ندرسها ونرى أبعادها، مشيرا إلى أن هذا الموضوع صعب ومعقد، لكن نحاول أن نعالجه بأقل الخسائر، وبصراحة دون تراجع عنه لأننا قدمنا الطلب، ولا مبرر للتراجع عنه.
وتساءل سيادته: إلى أين نحن ذاهبون؟ هذا السؤال مهم، وعلينا الإجابة عليه، لبحث ثلاث قضايا، هي: الذهاب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبيانات اللجنة الرباعية الدولية، ومستقبل السلطة.
وأضاف أن لجنة المتابعة ستجتمع في الثلاثين من الشهر الجاري لنعرف إلى أين سنذهب، لأننا نستشير أشقاءنا العرب، ويهمنا أن يكونوا بالصورة دائما.
وجدد الرئيس مطالبته بتنفيذ ما اتفق عليه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت، بشأن إطلاق سراح دفعة من الأسرى بعد إتمام صفقة شاليط، بنفس العدد والنوع. وقال: بيني وبين أولمرت اتفاق بمحضر، قال لي سأعطيك أكثر ممن سيفرج عنهم في صفقة شاليط بالعدد والنوع، ولكن أريد منك عدم الإعلان عن ذلك حتى تنفيذ الصفقة.
وطالب سيادته برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، خاصة بعد انتهاء قضية شاليط التي كانت تتذرع بها إسرائيل لمواصلة الحصار.
وفيما يلي كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية لا بد من أن نهنئ إخوتنا الأسرى الذين أطلق سراحهم خلال الفترة القصيرة، والذين أشاعوا جوا من الفرحة والبهجة بين صفوف الشعب الفلسطيني. وهناك على ما نعرف جزء من الصفقة سيتم بعد شهرين من تاريخ عقدها، ولذلك نعلن عن فرحنا وسعادتنا وسرورنا بهذا العمل الذي أنجز مؤخرا والذي أدى إلى إطلاق سراح هؤلاء الإخوة الذين قضوا في السجون ما بين عشر سنوات وثلاث وثلاثين سنة.
وسأمر بعد ذلك إلى حديث آخر أو على موضوع آخر يتعلق بالأسرى جرى بيننا وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (ايهود اولمرت) ونتابعه وسنضعكم في الصورة حول هذه المتابعة.
أيضا لا بد من البداية أن نعزي المملكة العربية السعودية، ملكا وحكومة وشعبا بوفاة سمو ولي العهد سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي. لقد كان شخصا عزيزا على قلوبنا، وكان يسمى سلطان الخير لأنه دائما وأبدا يقوم بأعمال الخير.
وأيضا نعزي الشعب التركي الشقيق على الأحداث المؤسفة التي جرت وهي زلزال من النوع الضخم الذي أودى بحياة عدد كبير من الإخوة الأتراك في جنوب شرق تركيا.
وهناك حدث آخر، هو أن العقيد معمر القذافي قد انتهى عهده وتوفي أو قتل ونتمنى أن يفتح الشعب الليبي صفحة جديدة سعيا وراء الديمقراطية والحرية وأن تهدأ الأمور وتستقر وأن يتمتع هذا الشعب بالأمن والأمان.
كما تعلمون أيها الإخوة ذهبنا إلى مجلس الأمن، وأعتقد أننا ربما في الدورة الماضية، ربما جاء هذا بعدها، تحدثنا في هذا الأمر وقلنا نحن نريد أن نذهب إلى مجلس الأمن، للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وكان سبب هذه الخطوة هو أن المفاوضات لم تقلع منذ جاء الرئيس أوباما إلى الحكم، ومنذ أن جاء نتنياهو إلى الحكم. أي منذ أن انتهى عهد أولمرت والمفاوضات تراوح مكانها. ولذلك أبلغنا العالم كله وتحدثنا في المؤسسات الفلسطينية بأننا ذاهبون إلى مجلس الأمن للحصول على عضوية، نريد أن نشكو أمرنا للعالم للأمم المتحدة لنقول لهم إلى متى يبقى الشعب الفلسطيني بعد 63، أو 64 عاما دون هوية، يضاف إلى هذا كما تذكرون أن هناك ثلاثة أسباب دعتنا إلى هذه الخطوة:
السبب الأول أن الرئيس أوباما أعلن في الدورة السابقة أنه يريد أن يرى عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة وكان يشير في هذا إلى فلسطين.
النقطة الأخرى أن الرباعية قالت وأكدت وأصدرت بيانات في ذلك، إن المفاوضات تبدأ في سبتمبر وتنتهي في سبتمبر، فلا بدأت في سبتمبر ولا انتهت في سبتمبر.
الموضوع الثالث هو أننا تعهدنا من طرفنا أن يكون لدينا مؤسسات دولة قادرة على أن تتحمل أعباء الدولة إذا أعلنت هذه الدولة.
هذه الأسباب هي التي جعلتنا نذهب إلى مجلس الأمن، ولذلك لا نستطيع أن نقول ولا يستطيع أحدا أن يقول إنه قد فوجئ بهذه الخطوة، لأنه تحدثنا في أكثر من مرة شفاهة وكتابة أمام لجنة المتابعة العربية، بأننا ذاهبون للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. ومعروف أن الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة لا يتم إلا من خلال مجلس الأمن.
طبعا عندما وصلنا إلى الأمم المتحدة أو قبل أن نصل سبقتنا الكثير من الإشاعات التضليلية. وأبرز هذه الإشاعات، أننا اتفقنا مع الولايات المتحدة على أن نقدم الطلب ونضعه على الرف. وعندما سألنا عن مصادر هذه الإشاعات، أو من قيل إنه مصادر هذه الإشاعات، أنكروا ذلك تماما، لإننا وبكل بساطة لا يمكن أن نتفق مع الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة ضد أن نذهب إلى مجلس الأمن أو أن نذهب إلى الجمعية العامة، فكيف يمكن أن نتفق معها على مثل هذه الخطوة؟ لكن هذا كان معروفا. لماذا مثل هذه الإشاعات؟ حتى تثنينا عن الذهاب إلى مجلس الأمن وإلى الجمعية العامة؟ في نيويورك جلسنا حوالي خمسة أيام كانت مليئة بالأحداث، فالتقينا مع 54 وفدا جميعهم قالوا لنا لا تذهبوا إلى مجلس الأمن. ثم التقينا مع أشقائنا وأيضا قيل لنا نفس الكلام. وعندما ذهبنا للقاء السيد الرئيس أوباما، قال تعرفون أننا نحن ضد. وبالنتيجة لا نريد أن نستعمل الفيتو ولكن لا تضطرونا إلى ذلك. الذي حصل أننا كنا قد اتخذنا القرار واتخذنا التفويض من القيادة الفلسطينية بأن نذهب إلى مجلس الأمن وذهبنا إلى هناك. طبعا العالم استمع بشكل جيد إلى الخطاب، ونحن اشتغلنا بشكل ممتاز على هذه الكلمة حتى لا يكون فيها أية ثغرات أو مثالب أو نواقص أو زوائد. ونحن في العادة إذا كان عندنا حدث نهتم أن نقول شيئا مكتوبا، ولكن كان اهتمامنا أكبر وأعظم عشرات المرات في الذهاب إلى الأمم المتحدة لأننا هنا سنخاطب العالم. لا نريد أن نرتكب خطأ أو خطيئة من شأنها أن تركز الأضواء على هذا الخطأ أو هذه الخطيئة، وتنسى باقي القضايا التي ذهبنا من أجلها. إذا كنا في جو مربك تماما، في جو متلبد تماما والكل يقول لا تذهبوا إلى مجلس الأمن. والحقيقة أن أميركا كانت لا تريدنا أن نذهب إلى مجلس الأمن واستعملت نفوذها لدى العالم وهي دولة صاحبة نفوذ ليس في ذلك شك من أجل أن يثنونا عن هذا الموقف. طبعا بين قوسين أميركا صديقتنا، لا حدا يفكر أنني معاد لأميركا، أميركا تدعمنا وتساعدنا. نحن قد نختلف أو نتفق. وان اختلفنا كثيرا كانت تمر هذه الخلافات ببساطة أو بشيء من العتب، لكن بالنتيجة كانت تمر. وبالتالي عندما اختلفنا في هذه المرة لا يعني أن هذا فراق بيننا وبينهم، لا يعني أننا أصبحنا في مواقع العداء مع الولايات المتحدة وإنما نقول رأينا، لماذا لا نذهب إلى مجلس الأمن؟ ما هو المبرر؟ وعندما لم نسمع أي مبرر، وفعلا لا يوجد أي مبرر.
لذلك أبرز هذه الردود كان أن أبو مازن قبل 23 غير أبو مازن بعد 23، اكتشفوا اكتشافا، بعد اليوم نحن غير شكل، فبدأت أراجع نفسي ماذا تغير. كل جملة في الخطاب قلناها مئة مرة، ولا توجد كلمة جديدة على قاموسنا السياسي، إذاً ما الذي حصل؟ الحقيقة ربما كانت المناسبة أو الظرف أن الناس شعرت بحجم التوتر الموجود في العالم، ولذلك انتبه واستمع واستحسن، وكثيرون ممن عارضونا قالوا انه لم يكن لدينا خبر. وأيضا خالد مشعل قال إن هذا الخطاب خطاب جيد لم يستطع أن ينكر أن كل كلمة كانت في محلها، ووجهنا للعالم هذه الرسالة وننتظر أن نحصل على جواب، هذا بالنسبة إلى الأمم المتحدة.
في يوم 23 أيلول أعلنت الرباعية بيانها الجديد بعد إلقائي الخطاب. قبل ذلك، جاءونا بعناصر بيان وهذه العناصر حقيقة لا يمكن لأي إنسان أن يقبل بها، الدولة اليهودية حدود 67 ليست حدود 67، تلبية رغبات إسرائيل الأمنية. ولا يوجد أي إشارة للاستيطان، وقالوا هذه أرضية جيدة فلنذهب إلى المفاوضات، قلنا هذه أرضية سيئة، ولا يمكن أن نقبل بها، ولا يمكن أن نسير بها لأنها تأخذ وجهة نظر إسرائيل بشكل كامل وتقدمه لنا وعلينا ان نقبل وإذا كانت إسرائيل ترفض شيئا فلا يتم الضغط على إسرائيل بل يتم الضغط علينا، ولذلك جاءوا بهذه العناصر. وهذه العناصر قدمتها للرئيس اوباما وقلت هل هذا يجوز؟ والحقيقة انه أبدى استغرابه منها، وقال من أين هذه الكلمات، وكنا في جلسة مغلقة ولا يوجد احد غير وزيرة خارجيته وأنا معي الأخ صائب، وطلع فيها وقال ما هذا. على كل حال، قلنا له إذاً نحن في حل من هذا الكلام. قال لي ان اللجنة الرباعية ستستجمع غدا، واجتمعت اللجنة الرباعية وأصدرت بيان خلاصته العودة إلى المرجعيات والاتفاقات وغيرها، باختصار يتكلم عن حدود 67 وعن الاستيطان، لانه عندما يقول خطة خارطة الطريق فهي واضحة تماما وقرارات مجلس الأمن حدث ولا حرج بالنسبة إلى الاستيطان، هناك حوالي 15 قرارا من مجلس الأمن تتحدث عن عدم شرعية الاستيطان بل لا يد من اجتثاث الاستيطان. وتتحدث الخارطة عن دولة على حدود عام 1967، اذا نحن قبلنا بالبيان وأرسلنا رأينا مباشرة بالإعلام اننا موافقون على ذلك.
هنا قبل أن نعلن لأنه كان عندنا اجتماع للقيادة ولم نكن قد قررنا ماذا نقول اتصلت بي (المستشارة الألمانية) السيدة ميركل وقالت لي ما رأيك ببيان الرباعية؟ قلت لها من حيث المبدأ فهو جيد، لكن أنا لا أستطيع أن أعطيك قرارا الآن، فلا بد أن نجتمع وأن نقرر. أما حقيقة أنا أراه جيدا، فقالت هذا شيء جيد هل استطيع أن أتحدث مع نتنياهو؟ قلت لها طبعا. تحدثت مع نتنياهو وقالت سأعود لك غدا. لم ترجع غدا ولا بعده ولا بعده، تبين أنها لم تحصل على شيء، ومستشارها استدعى سفيرنا وأبلغه أن نتنياهو لا يريد شيئا. الآن هذا الموضوع موجود واليوم في اجتماع مع الرباعية، الأميركان اقترحوا أن يكون هناك لقاء بين الرباعية وأن يكون الفلسطينيون والإسرائيليون موجودين، فقلنا إن هذا الكلام لا يجوز، لكن يمكن أن نجتمع نحن مع الرباعية وأن نقدم لها ما لدينا وأن تسألنا عن كل ما لديها. وأن تذهب إلى الجانب الإسرائيلي وتعود لنا، وعندما يكون هناك أرضية مشتركة للعودة إلى المفاوضات سنكون جاهزين لذلك.
اليوم ذهب صائب عريقات و(محمد) اشتية عادوا قبل نصف ساعة من الرباعية. يمكن أن يضعوكم بالصورة حول ماذا تم في هذا اللقاء.
إذا نحن في نيويورك سمعنا بيان الرباعية أبدينا رأينا فيه والرباعية اليوم تذهب ولا ندري إلى أين الأمور تسير، لكن نحن مستمرون في مساعينا.
بعد أسبوع أو اثنين عدنا إلى أوروبا، إلى ستراسبورغ حيث المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة أخينا أبو الأديب، وأعضاء معه كانوا هناك في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، هذا غير الاتحاد الأوروبي، وهي جمعية برلمانية تشكل 47 دولة أوروبية، بمعنى أن تركيا أوروبا، التشيك أوروبا، روسيا أوروبا، وليس الاتحاد الأوروبي وإنما مختلف الدول التي تمتّ بصلة إلى أوروبا، وكل دولة لها ممثلون يأتون إلى المجلس ويجتمعون وعنده محكمة لحقوق الإنسان فيها 47 قاضيا، تحاكم الدول والأفراد، يعني الواحد يستطيع أن يرفع قضية على حكومته والمحكمة تناقش حكومته.
الإخوان قدموا طلبا لهذا المجلس وقبلنا كأعضاء مشاركين، لأننا لسنا أوروبيين لكن لأننا محترمون ولدينا مقومات دولة. الأوروبيون رأوا هذا الشيء وقالوا: قبلناكم. وهناك دولة عربية واحدة وهي المغرب فأصبحنا أعضاء في هذا المجلس، ولهذا ذهبت إلى هناك وألقيت كلمة وبعدها أسئلة وأجوبة، من قبل أعضاء المجلس ونجحنا في الامتحان، والحقيقة أصبحنا الآن أعضاء في هذه الهيئة المهمة.
بعدها ذهبنا إلى الدومينيكان وهي صديقة لنا وعلاقاتنا متميزة ورئيسها زارنا هنا، لذلك عملوا لنا الذي لا يعمل، ووجدنا كل الاحترام والتقدير. وقابلنا الجاليات الفلسطينية، وقلنا إنه لا بد أن نهتم أكثر فأكثر بالجاليات الفلسطينية الموجودة هناك، لأنها فعلا كلها حيوية ونشاط وارتباط بالوطن، وقد سمعوا خطابي وتأثروا به.
في السلفادور لم يكن الرئيس معترف بنا، ولكن قبل أن نصل كان وزير الخارجية معه اعترف بنا وكان مستعدا لأي مساعدة نحن نطلبها، ونحن يمكن أن نعين سفيرا أو سفيرا غير مقيم في هذه الدولة.
أما كولومبيا فهي دولة عضو في مجلس الأمن، والرحلة كلها كانت من اجل أن نصل إلى كولومبيا لعل وعسى أن نغير أو نبدل في موقفهم وهم أصدقاء لأميركا 200%، وأصدقاء لإسرائيل 300%، وهناك التجارة والمصالح، لذلك كان لا بد من مدخل، فقلنا إننا نعرف علاقاتكم مع أميركا وإسرائيل ونحن علاقاتنا مع أميركا جيدة ولا نعترض على علاقاتكم مع إسرائيل فتعالوا لنرى ماذا يمكن أن تفعلوا أنتم كدولة صديقة لكل الاطراف. وبدأت الأمور لدرجة أن الرئيس قال لي: أنا أرى أن النقطة الأساسية هي وقف الاستيطان. قلت له هذه هي، فقال لي أنا الليلة سأتكلم مع نتنياهو، وتكلم معه وبعث لي خبرا أنه ما حصل على شيء، ولكن سيبعث وزيرة خارجيته لتتحدث معنا ومع إسرائيل، وبالفعل جاءت إلينا قبل أن نصل. المهم لا نستطيع القول إننا كسبناهم، ولكن نقول إنهم عرفونا وتفهموا موقفنا، يمكن أن يتحسن الوضع شيئا فشيئا مع هذه الدولة والتي هي صديقة لنا.
وبالمناسبة عندما يقول لي شخص إنه صديق لإسرائيل أقول له ليس لدي مشكلة، ولكن كن صديقا لنا وأبد رأيك بالخلاف الذي بيننا.
كذلك ذهبنا إلى صديقنا تشافيز في فنزويلا، لنطمئن عليه والذي رآها كبيرة منا أن نطمئن عليه، خاصة نحن الوحيدون بعد أكثر من يوم أن نقول له الحمد لله على السلامة. المهم قال: ماذا تريدون؟ قلت له: في المرة السابقة جئت عندكم ورأيت أرقى مستشفى عيون، فهل تستطيع أن تقدم لنا واحدة. أخبرني فورا، وإن شاء الله نبدأ العمل لإنجازه، وبالفعل لديه مستشفى يشرف عليه الكوبيون ولكن بتكنولوجيا غربية، فقال لي: نعم، وقلت له شكرا جزيلا.
ونحن عائدون مررنا بالرئيس ساركوزي، والذي تعرفون أنه في الجمعية العامة جاء إلي فورا من المطار، وقال لي: نريد أن نساعد وأن نخدم. وقال: ما رأيك أن تذهب إلى الجمعية العامة؟ فقلت: هذا مشروع يستحق الاحترام والدراسة والتعمق. وإن شاء الله بعد عودتي إلى الوطن سأدرسه، ولكن الآن نحن ذاهبون إلى مجلس الأمن.
وخطابه كان كله فلسطينيا من الألف إلى الياء، يعني رئيس فرنسا جاء إلى الجمعية العامة ويخاطب العالم كل سنة مرة وكل حديثه حول القضية الفلسطينية وهذا شيء يشكر عليه.
الآن هو اقترح علينا اقتراحا، قال: ما رأيكم أنه في بداية شهر 11 (تشرين الثاني) هناك اجتماع لمجموعة العشرين والتي هي أغني دول العالم، وسنقوم بدعوتكم ودعوة نتنياهو والسعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، ونأتي كذلك بنتنياهو ونقول له: يجب أن توقف الاستيطان، فإذا وافق نعود إلى المفاوضات، وإذا لم يوافق فكلنا نذهب معك إلى الجمعية وتحصل على دولة غير عضو، فقلت له مع كل الاحترام لهذا الاقتراح الجيد، ولكن ماذا نستفيد؟ إذا لم يوافق نتنياهو يجب أن تعاقبوه، ومع ذلك سنفكر في ذلك، والاقتراح رفضته أميركا وانتهى.
في هذه الأثناء سفيرنا في اليونسكو قدم طلب العضوية للمنظمة، قالوا لي إنهم غير موافقين على الذهاب إلى اليونسكو، فقلت أنا الآن موافق على الذهاب إلى اليونسكو، فقولوا لي لماذا لا نذهب، دعوني أفهم. وفهمت وازددت قناعة، لماذا لا نذهب إلى اليونسكو، قالوا يوجد تشريع في الكونجرس يحرم التعامل معنا بصفتنا منظمة إرهابية، هذا القانون منذ 22 سنة وتسريت مياه كثيرة، أولا إسرائيل اعترفت بالمنظمة في الاعتراف المتبادل، وقال رابين أعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وأتفاوض معها على هذا الأساس، ولم نعد إرهابيين. ثانيا: منذ ذلك اليوم وأنتم تقدمون لنا المال ونذهب إلى واشنطن. الآن أصبحنا إرهابيين؟ فقالوا هذا القانون لا نستطيع أن نغيره، وقالوا هناك سبب ثان، أنتم ذاهبون إلى الأمم المتحدة فلننتظر النتيجة، فقلنا هل انتم موافقين على أن نذهب إلى الأمم المتحدة؟ فقالوا: لا، فقلنا: ما دام أنتم معترضين وأنتم تعرفون النتيجة، تلاحقوننا من بلد لبلد حتى لا نحصل على التسعة أصوات، وإذا حصلنا هناك الفيتو، وهناك الآن معركة حامية جدا حول اليونسكو نحاول أن ندرسها ونرى أبعادها، لأنهم قالوا إذا انتم أصبحتم عضوا فلن تدفع أميركا قرشا لليونسكو، وأنتم ستدمرون اليونسكو. نحن لا نحب أن ندمر اليونسكو.
هذا موضوع صعب ومعقد لكن نحاول أن نعالجه بأقل الخسائر، وبصراحة دون تراجع عنه لسبب أننا نحن قدمنا الطلب، ولسبب آخر أنهم لم يعطوننا مبررا واحدا منطقيا لنقول إننا مخطئون. على كل حال التصويت سيكون في الثلاثين من الشهر الجاري، أنا كنت الآن مع وزير الخارجية نحاول أن ندرس المواضيع، وهو سيتوجه إلى فرنسا لمتابعة هذا الموضوع، وسنرى إن شاء الله ماذا سيحدث.
صفقة الأسرى، لا شك كما قلت في بداية الحديث صفقة الأسرى مهمة، وأنا شخصيا وأنتم كلكم نحب أن نرى كل أسير يعود إلى أهله، وأنا أقول أكثر من ذلك، ليس من المبالغة بشيء ومن الواقعية أن أي عائلة لأي أسير أولويتها الأولى والثانية والعاشرة أن يعود الولد، يعني أساسا مطلبهم الأساسي هو الأسير، ولذلك عندما يطلق سراح 400 أو أكثر وكلهم من المدد البعيدة أو بعضهم أو إلى آخره، نحن نفرح. طبعا البعض يقول لماذا فلان تحرّر وفلان لم يتحرر، ولماذا كذا ولماذا كذا. إذا أردنا البحث عن مثالب في هذه الصفقة سنجد 100 مثلب، ولكن ليس من المصلحة أن نقول إنه في مثالب كثيرة. لا توجد صفقة كاملة وفيها مصلحة كاملة لطرف دون آخر. هذه ليست أولى الصفقات ولن تكون آخرها، ولذلك أنا قلت يوم خروج الأسرى واستقبالهم، إنه بيني وبين أولمرت اتفاق بمحضر، موجود المحضر، قال لي بالحرف الواحد أنا كل ما أراه أحكي له عن قضيتين: الأسرى والاستيطان، قال لي: بالنسبة للأسرى سأعطيك أكثر ممن سيفرج عنهم في صفقة شاليط بالعدد والنوع، ولكن أريد منك عدم الإعلان عن ذلك حتى تنفيذ صفقة شاليط، قلت له موافق، وكما رأيتم لم نتحدث عن ذلك. الآن جاء الوقت، ولكن بعهد جديد وبعثنا رسولين للإسرائيليين لنتنياهو ومساعديه، بصراحة لا يريدون، لكن هذه قضية، وقلت لصائب (عريقات) ومحمد (اشتية) ضعوها في جدول أعمال الرباعية، وهي حدود 67 ووقف الاستيطان والأسرى، لأن هذه القضية وعد بأن يعطينا نفس العدد، قالوا سنعطيك الـ550 الباقين من الصفقة. أنا ليس لا علاقة بهم، أريدهم أن يتحرروا، لكن ليس لي علاقة، هذه صفقة منفصلة وأنا أريد صفقة أخرى.
تذكرون في التاريخ أننا اعتقلنا إسرائيليا سنة 1968، اعتقل في نادي المطلة في الشمال أو جنوب لبنان وأخذ وتم إخفاؤه. بدأ الصليب الأحمر يتصل ويروح ويأتي وعقدت صفقة، قالوا لأبو عمار رحمه الله، ماذا تريد؟ قال: أريد واحدا مقابل واحد، قالوا: من تريد؟ قال لهم: محمود بكر حجازي مقابل هذا. خرج أيضا آلاف وآلاف، ونحن أيضا أخرجنا أكثر من صفقة، وصفقة شاليط ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وإنما كان هناك صفقات، ولكن من الشيء المخجل صفقة الكنيسة، الآن لا أريد أن أسقط صفقة الكنيسة على غيرها، هذا كلام يجب ألا يفهم خطأ. طبعا في ذلك الوقت كانت ظروف معينة. أنا شخصيا يومها كتبت عنها أننا لا نقبلها وهي صفقة عار، وللآن ومن سنتين وثلاث لم يعد أحد من المبعدين، ولذلك نحن دائما في بالنا المواطن الفلسطيني وأي مواطن في أي دولة في العالم، وحسب القانون الدولي لا يجوز إبعاد المواطنين، تستطيع أن تحكم عليه بالإعدام أو بالسجن المؤبد وعشر مؤبدات، إما أن تخرجه من بلده فهذا لا يجوز. هذه كانت صفقة لم نكن سعيدين بها، وبصراحة من أبرمها ثلاثة: خالد اسلام، ومحمد دحلان، وحسن عصفور، ومع الأسف لا توجد أي ورقة كيف عقدت، وكيف صارت. ما عرفنا إلا وقد نفذت. نتمنى أن ننتبه، وإن كانت حماس فاوضت أربع سنوات أو خمس، وليس من المعقول أن تفاوض سنوات أخرى، لكن إذا أحد أراد أن يقول إن له ملاحظات، فالملاحظات كثيرة، المهم أن الأسرى خرجوا وفرح أهلهم فيهم. طبعا نحن حصلنا على هدية من السيد نتنياهو، وهدية قيمة جدا وهي أنه بدأ يبني عشرات الألوف من المستوطنات، هذه عطيته لنا، ويحصل الكلام الذي يقوله هو أو ليبرمان أو غيره. يجب أن يسأل الشخص نفسه، ويعدل سلوكه إذا كان ضد السلام.
لا يوجد فقط حديث مع نتنياهو، ولكن أيضا حديث مع الإدارة الأميركية وقصته على النحو التالي: جاءنا السيد ديفيد هيل ودانيال روبنشتاين، وقالوا تمهيدا لإنجاح المفاوضات ومساعدة لرصف الطريق أمام نجاح هذه المفاوضات، الرئيس أوباما تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي واتفقا على أن يقدم لكم السيد نتنياهو مجموعة من خطوات إعادة بناء الثقة. قالوا لي: ما رأيك؟ منها تخفيف الحصار عن غزة، وإزالة حواجز، ومد القطاع بعدد من مواد البناء، ومنها أسرى، فقلت لهم: لا أريد فاستغربوا: لماذا لا توافق؟ قلت لا أريد. غابوا شهرا وقالوا ممكن أن نفهم لماذا لا تريد؟ قلت لا أريد. إذا أعطاني شيئا سيفاوضني غدا على قضايا الحل النهائي، وأنا لا أريد ذلك، وعادوا مرة ثالثة، وقالوا على ضمانتنا، نحن مستعدون أن تأخذ كل هذه الأشياء لوحدها دون مفاوضات. قلت: لا أريد أن يفاوضني على شيء؟ قالوا: نعم، فقلت موافق.
بعدها قلت: أين ما تحدثتم عنه، قالوا: لديهم طلبان، ومع ذلك هم عرضوا، وهذا العرض إلى جانب عرض أولمرت يجب أن نتمسك به.
هناك نقطة مهمة وهي الإخوان الذين عقدوا صفقة شاليط، قالوا لا بد من فك الحصار على غزة لأنه شيء منطقي، لأن الحصار فرض على غزة مقابل شاليط، هذه القصة الطويلة. الآن قصة شاليط انتهت، لماذا لا يرفع الحصار عن غزة؟ هذا ما نتكلم به مع الجانب الأميركي والرباعية، لأنه لا توجد قنوات رسمية بيننا وبين الإسرائيليين، توجد قنوات غير رسمية. نحن نتكلم معهم لكن هذا مطلب أساسي كنتيجة لعملية شاليط.
ليبرمان ونتنياهو وأحاديثهم وشتائمهم وتهديداتهم بأنه يجب التخلص منه، يعني الظريف أن المؤسسة الإسرائيلية منقسمة على نفسها، الأمن والجيش يقولون خطأ ويجب كذا، وأولئك يقولون يجب أن نقتله، وعلى كل حال سنرى من سينتصر.
المصالحة الفلسطينية، نحن تكلمنا أكثر من مرة في جلسات هنا. بعد مايو اتفقنا على تشكيل حكومة وكذا وكذا، لكن الآن هناك ظروف أخرى سنتابع الموضوع مع حماس في مطلع الشهر، وأنا سألتقي مع خالد مشعل، ولم يكن لدي في يوم من الأيام اعتراض على مقابلته، ويوم الاتفاق على الصفقة اتصل بي هو وإسماعيل هنية وكنت في فنزويلا، وهنأوني وهنأناهم، وفعلا باركنا من قلبنا، ولكن الآن سيصير حديث آخر، وربما نلتقي معهم ونتحدث ليس فقط في المصالحة، وإنما في السؤال الذي نطرحه وطرحناه على القيادات ونطرحه عليكم اليوم إلى أين؟ هذا السؤال من المهم جدا أن نجيب عليه. نحن أين ذاهبون وهذا قلته للرئيس اوباما، بأننا سنعود لنبحث ثلاث قضايا، الأولى اقتراحات الأمم المتحدة بالذهاب إلى الجمعية العامة، والقضية الثانية هي بيانات الرباعية، والقضية الثالثة هي أن السلطة ليست سلطة ويسألني الناس والمؤسسات الفلسطينية عن جدوى استمرار السلطة.
نحن نريد أن نجيب على هذا السؤال، لذلك سيكون أحد المواضيع التي سنبحثها مع أخينا خالد مشعل، باعتباره قائد حماس.
السؤال الذي يجب أن نجيب عليه، إلى أين نحن ذاهبون. يجب أن نجيب عليه، وماذا سنعمل؟ يجب أن نجيب عليه، والسؤال أن السلطة لم تعد سلطة.
الإمارات العربية ومصر والسعودية، ذهابنا إلى مصر جولة مهمة، لقاء مع المجلس العسكري والمخابرات ووزير الخارجية ولقاء بالإعلام والصحف. إخواننا المصريون لم يتغيروا، والربيع العربي ماذا تغير، مشاكل الربيع العربي داخلية ولكن خارجيا القضية الفلسطينية لم تتغير، لم يتغيروا، لا مسؤولين ولا شعب. يمكن كلامي لا يعجب البعض، يعني مبارك كان جيدا معكم؟ نعم كان جيدا معنا، وزين العابدين كان جيدا معنا، ولكن الشعب المصري لا يريده هذا موضوع يخصه، فالموضوع الفلسطيني لم يتغير لا سابقا ولا لاحقا، قبل 23 وبعد 23 (يناير/ كانون الثاني)
كذلك في الإمارات التقينا الشيخ محمد بن زايد ولي العهد، وتحدثنا معه حول قضايا السياسة الحاضرة والحالية، وكان الحديث مقتصرا على هذه القضايا.
في السعودية طبعا عزينا الأمراء جميعا بهذا المصاب وعدنا، وهذه كانت نهاية الجولات يضاف إليها المتابعة العربية ستلتقي في 30 الشهر الجاري من اجل أن نعرف أين سنذهب، لأنه كلما نحن نستشير بعضنا البعض، ونأخذ قراراتنا، يهمنا جدا أن يكون العرب في الصورة وأن يوافقوا معنا، وألا يفاجأوا بخطوة نقوم بها، ومن دون شي يقول بعضهم فاجأتونا، الآن لن نفاجئ أحدا بأي قضية.
القضية ما قبل الأخيرة، وهي المشاريع التي نقوم بها في لبنان، نحن منذ مدة فتحنا صندوقا أسميناه صندوق الرئيس، الإخوان الطلاب الذي ينهون الثانوية في لبنان، كان العدد العام الماضي 850، السنة أكثر من ألف، نحن أخذنا قرار صعبا أن نستمر في هذه المسؤولية لتعليم الطلاب، كذلك مشروع التكافل الأسري، وهو أن يقدم الشخص 100 دولار لعائلة هو يختارها، تساعد هذه العائلة، وسميناه التكافل الأسرى، وأعرف أن المشروع مستمر، ولكن ليس بنسبة نجاح مشروع الطلاب، ولكن المشرفين على هذا الموضوع يبذلون جهودهم.
الموضع الثالث، هو المشاريع الأسرية البيتية، مشاريع للناس فردية، يستطيع الشخص أن يفتح دكان أو كشكا، أو مدجنة صغيرة. قررنا ألف مشروع من هذا النوع في لبنان، فهذه المشاريع إن شاء الله ستنجح، وصندوق الاستثمار كان هناك وسيتابع، وأنا أعتقد أن هذه الأمور ترفع من معنويات الناس، خاصة أن علاقاتنا مع لبنان في القمة، يعني الآن علاقتنا مع الحكومة والشعب اللبناني في أحسن ما يمكن، وهذا يساعدنا في التخفيف من القيود التي توضع في طريق العمل الفلسطيني، لكن المهم أن نطمئنكم أن أمورنا مع لبنان من أحسن ما يمكن. أضيف أيضا أن موقفنا بالنسبة للربيع العربي معروف، نحن لا نتدخل إطلاقا في المشاكل الداخلية العربية، وإنما نتمنى للشعوب العربية أن تحقق ما تريد. يعني ما حصل في مصر هذا موقفنا، وما حصل في تونس هذا موقفنا، وكذلك ليبيا، ولا تغيير ولا تبديل فيها، لذلك ما يجري الآن في سوريا أو اليمن نحن لا نتدخل فيه، ونتمنى لهذه البلاد الشقيقة السلامة الكاملة.
نعود إلى موضوع البعثات، وأنتم تعرفون أن لكم أهل في مصر، فلسطينيين في مصر من 1948، وهؤلاء حالتهم تحت الصفر بكثير، ويعيشون في منطقة الشرقية وحالتهم صعبة، أحيانا (السفير) بركات الفرا يساعدهم في بعض القضايا. قلنا أفضل شيء أن نعمل مشاريع، فاتفقنا مع الجالية وقلنا لهم يا إخوان ادرسوا احتياجات الناس، ولكن هذه المشاريع التي ستجري في لبنان ومصر ستكون دينا وليست منحة، ونرجو الله أن تنجح وأن نكون قد ساعدنا أهلنا في القليل مما يحتاجونه.
بعثنا وفدين إلى ليبيا، وكل بعثة على رأسها الأخ عباس زكي، ومعه أطباء وممرضون، وفتح حوارات جيدة جدا مع المسؤولين الليبيين وفي قلوبهم غصة، أننا كنا نجلب سلاحا إسرائيليا لليبيا، وهذا نحن ليس لنا علاقة به، ولا أدري إذا كانت لديهم بينات على ذلك، وإنما الموضوع انتهى، لأنه في المرة الأولى رفع العلم الفلسطيني فوق ساحة التحرير وتم إنزاله، ثم كشفت الأمور لهم وأعيد العلم مرة أخرى، وعلاقتنا معهم ممتازة، وهذا يساعدنا جدا في حل مشكلة الخريجين والعمال والممرضين والأطباء، ونتمنى أن يفتحوا لنا الباب، ونحن على الأقل ناس محترمون.
اللجنة المركزية اتخذت قرارا بفصل محمد دحلان من الحركة، وهناك ذهبوا إلى المحكمة الحركية والمحكمة قالت رأيها في الموضوع، وإنما هذا القرار اتخذ، وهناك قضايا عليه.