'الكنائس الكاثوليكية': مقاومة الاحتلال لا يمكن أن تُساوَى بالإرهاب
لقدس 9-7-2014
قالت لجنة العدل والسلام في مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، إنّ العنف ردًّا على العنف عقيم ولا يؤدّي إلّا إلى عنف أشدّ.
وأضافت اللجنة في نداء أطلقته من أجل واقع جديد، أنه لا بدَّ من الاعتراف بأنّ مقاومة الاحتلال لا يمكن أن تُساوَى بالإرهاب، مقاومة الاحتلال حقٌّ مشروع، والإرهاب هو المشكلة.
وأوضحت أن الوضع الراهن في غزة، برهان على دائرة العنف التي لا تنتهي بسبب غياب رؤية بديلة لمستقبل جديد، وأكدت أن وقف دائرة العنف مسؤوليَّة تقع على عاتق الجميع، فالكلّ يجب أن يسعى إلى هذا الهدف الواحد: أن يرى في الآخر أخًا وأختًا وموضوع محبّة ومودّة، وليس عدوًّا يجب كراهيته وتصفيته.
وأعربت عن أملها في أن يقف العنف وأن تكون له نهاية، ورأت أن هذا الأمل محبط بسبب 'تصرّفات غير مسؤولة، في العقاب الجماعي وفي لغة انتقام تغذّي العنف وتحول دون وقفه أو اللجوء إلى أيّ بديل له. كثير من الذين بيدهم السلطة والقيادة السياسيّة ما زالوا متحصِّنين في معاقلهم، ويرفضون الدخول في أيّة مسيرة حوار واقعيّ ومعقول. بيدهم السلطة ويصبّون الزيت على النار بأقوال ومواقف تؤجِّج النيران وتزيد الصدام'.
وأشارت إلى أن لغة العنف في الشارع الإسرائيلي تنادي بالانتقام، وتدعمها مواقف وأقوال القيادات التي تصرّ على استعمال خطاب يغلب عليه التمييز العنصري ويفضِّل بصورة إقصائيّة حقوق طرف على آخر، كما يعمل على استمرار الاحتلال مع كل عواقبه المدمِّرة. وفيما يستمرّ بناء المستوطنات الإسرائيلية، يستمرّ أيضا تشتيت العائلات الفلسطينيّة وهدم بيوتها ووقف أعزّائها واغتيالهم. وقالت: 'يبدو أنّ القادة الإسرائيليّين يظنّون أن الاحتلال يمكن أن ينتصر وأن يسحق إرادة شعب يطالب بحريّته وكرامته، يبدو أنهم يظنّون أنّ إصرارهم سيُسكِت أخيرًا كلّ معارضة، أو أنّه سيحوِّل الخطأ إلى صواب'.
وأضافت اللجنة: 'في الشارع الفلسطيني أيضًا لغة عنف تنادي بالانتقام وتغذّيها مواقف وأقوال أناس فقدوا كلَّ أملٍ في الوصول إلى حلٍّ عادل للصراع عن طريق المفاوضات'.
وذكرت اللجنة بقول البابا فرانسيس في لقاء الصلاة في الفاتيكان في 8 حزيران 2014 من أجل السلام في إسرائيل وفلسطين: 'صُنعُ السلام يتطلَّب شجاعة، أكثر ممّا يتطلَّب أيَّ عمل حربيّ. يتطلَّب شجاعة القول ... نعم للقاء ولا للعنف... نعم للمفاوضات ولا للمخاصمات... نعم لاحترام الاتفاقيّات ولا للأعمال الاستفزازيّة... نعم للصدق ولا للكلام المزدوج. كلُّ هذا يطلب شجاعة وقوّة وإصرارًا'.
وشددت اللجنة على أن توظيف الموت وألم الناس لتكثيف الحرب على الفلسطينيّين، وعلى إرادتهم المشروعة في الحريّة والكرامة، هو استغلال للمأساة ولألم الناس، ولن يثمر إلَّا مزيدًا من العنف والكراهية والموت.
وأكدت على دور القيادات الدينيّة في نبذ الكراهية والعنف، وإسماع كلمة ترفض أن ترى في الآخر عدوًّا، بل تسمو وتقول صراحة كلُّنا إخوة وأخوات. 'القيادات الدينية مدعوّة إلى استعمال لغة مسؤولة تصبح أداة تبديل للعالم، فتحوّله من صحراء ظلام وموت إلى جنّة نور وحياة'.