بيان صحافي
بمواجهة احداث غزة المأساوية لجنة الحوار تدعو الى اجتماع طارئ في السراي الكبير
بدعوة من رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق د. حسن منيمنة وحضوره، عقدت سفارة دولة فلسطين وكافة الفصائل الفلسطينية اجتماعاً في السراي الكبير، خصص لمناقشة الهجوم البربري الذي يتعرض له قطاع غزة والاراضي الفلسطينية، وتوصلت الى اعلان ما يلي:
اولاً: يأتي العدوان الصهيوني الذي يتعرض له القطاع، بما فيه من مدن ومخيمات ليؤشر الى مدى المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية بهدف شطب كافة الانجازات التي تحققت على الصعيد الدولي والوحدة الوطنية الفلسطينية المتجلية بحكومة التوافق الفلسطيني وهذا ما عبر عنه المسؤولون الصهاينة مراراً وتكراراً.
ان هذه الحملة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وتتصاعد في ظل صمت عربي ودولي يفيد منه العدو للاتسمرار في محاولة تحقيق أهدافه وما التذرع بمصرع المستوطنين الثلاثة لشن هذه الهجمة فتكذبه الوقائع الدامغة. ان حرق الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير واحراقه لم يكن رداً على مقتل المستوطنين بقدر ما كان تعبير عن حلقة في المخططات الاسرائيلية التي أباحت الدم الفلسطيني منذ عقود وعملت على ابادة شعبنا مستخدمة كل ما تملكه من آلة حرب عاتية واجهزة عسكرية وامنية.
ثانياً: ان مقدمات الهجوم البري الواسع الذي تهدد به اسرائيل ما هو الا تعبير عن سياسة ارهاب الدولة الذي يعتمده الكيان الصيوني منذ قيامه وهو ارهاب يتركز حالياً على الضفه والقطاع وتهويد القدس على حد سواء بعد ان طال الدول العربية المحيطة ويتمظهر في سياسة تهديد حرمة الاماكن الدينية من مساجد وكنائس واستباحتها وفرض الحصار الظالم على المدن والقرى ومصادرة وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها وقتل المدنيين من نساء واطفال وشيوخ، اضافة الى اشكال القمع العاري المعروفه كفتح السجون للمناضلين وتدمير الارزاق من مزارع ومحترفات وممتلكات وتقطيع الاوصال بين المدن والقرى ومصادرة الاراضي وتكثيف الاستيطان وبناء المزيد من المستوطنات على حساب الفلسطينيين ومجتمعهم.
ثالثاً: ان العدو الاسرائيلي يقطع الطريق على اي حل سياسي ويرفض الاعتراف بالحقوق الثابته للشعب الفلسطيني ويلجأ دوماً الى الخيار العسكري الهمجي وتتبارى الاحزاب والكتل اليمينية في اطلاق نفير الحرب تكريساً لمنطق الاحتلال والعدوان وقهر الشعوب وهدر كرامتها ولعل رفض القرارات الدولية التي تصدر عن الامم المتحدة وسواها من منظمات دولية هو الوجه الاخر لهذه العدوانية السافرة التي تهدد الشعب الفلسطيني في حياته وارضة وسبل عيشة.
رابعاً: ان استشهاد العشرات من الاطفال والنساء والشيوخ وجرح المئات من الابرياء العزل وتدمير المنازل على من فيها من سكان آمنين، ما هو الا تعبير عن عنصرية هذا الكيان وضربه عرض الحائظ بكل المواثيق والاعراف الدولية. ان المجتمعين إذ يدينون هذه الجمريمة البربرية المتجددة والتي تذكر بجملة الجرائم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في السنوات السابقة، يدعون الى تنظيم اوسع حملة تضامن مع غزة وشعبنا الفلسطيني والى تقديم كل مقومات العون والصمود في مواجهة هذه المجزرة التي يراد لها ان تتم وسط الصمت الذي يصم آذان الشهداء والجرحى واللاجئين والمشردين. كما يدعون مجلس الامن الدولي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي الى القيام بخطوات عاجلة لوقف العدوان ويحثون دول العالم والمنظمات الحقوقية والانسانية والاغاثية العاملة الى رفع الصوت عالياً وممارسة كل اشكال الضغط لوقف العدوان الذي ينذر استمراره بالمزيد من التوغل في الدم الفلسطيني. كما تدعو المنظمات الصحية العربية والدولية الى ارسال التجهيزات الطبية العاجلة وايفاد البعثات المختصة من اجل المساعدة على علاج الجرحى والتخفيف من اآم المعذبين. ويحثون الأخوة في مصر على فتح الحدود لاستقبال قوافل الجرحى والمصابين ونقل مقومات الحياة الضرورية في هذه المرحلة الخطيرة من حياة امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني.
واشاد المجتمعون بالوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني والتي تجلت في مختلف ارجاء الوطن وفي مناطق الشتات واعتبروا ان هذه الوحدة هي ضمانة الانتصار على هذه الحلقة الجديدة من المؤامرة.