الحاخام العنصري والفلسطيني العصري
الحياة الجديدة 9-12-2010
موفق مطر
« لسنا في ضيافة احد، ولا تحت رعاية او وصاية احد كان من كان.. اننا لم نهاجر من اي مكان الى هنا، وانما اسرائيل هي التي هاجرت الينا، ولا يمكن لأي جهة ما ان تقتلعنا لان جذورنا عميقة».
صدق الفلسطيني الانسان محمد بركة وكذب الحاخاميون العنصريون حتى ولو كانوا خمسين، فرمي الكتب المقدسة بفرية العنصرية يعرفون انها بدعة اخترعتها اقلامهم التي يعذبون بها اتباع اليهودية، فهم يستدرجون الكراهية على عجلة العنصرية التي يدسونها كتعاليم مسممة في ادمغة المساكين من اليهود , ويطمسون بحبرهم الظلامي صورة الاخاء الانساني الذي يجب ان يسود بين الامم والشعوب واتباع الديانات.
لم تصدر « فتوى الخمسين» بدافع الكراهية الدينية او الصراع القومي وحسب، بل بدوافع عنصرية بحتة اهمها انهم لا يتحملون رؤية نمو شجرة الهوية الوطنية للعربي الفلسطيني صاحب الحق الطبيعي والتاريخي في هذه الارض ,فالأمر لايتعلق بعدد العرب الفلسطينيين -25%- الذي اثار مخاوف العنصريين، وانما لان الفلسطينيين ادركوا مكمن الضعف، فتسلحوا بالعلم والمعرفة والثقافة لحماية الشخصية الوطنية... فحاخام صفد الذي اطلق فيروس العنصرية الجديد كان عقد «اجتماعا طارئا» قبل شهر، تحت عنوان «الحرب الصامتة - نحارب الاختلاط (بين اليهود والعرب) في مدينة صفد المقدسة» حيث تداعى 400 من المتزمتين العنصريين للنظر بمشكلة تؤرق الدجالين وهي ان الطلاب العرب الفلسطينيين باتوا يشكلون الغالبية العظمى من طلبة الكلية الاكاديمية في المدينة !!، فحاخام صفد هو صاحب فتوى تحريم تاجير او بيع الاراضي والبيوت للعرب، , واعتبر كل من يخالف الفتوى منبوذا، ودعا ( المجتمع ) الى مقاطعة كل يهودي يخالف هذه الفتوى بجميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فكانت فتواه بمثابة الاشارة لمباشرة الاعتداءات على الطلبة العرب في صفد بدوافع عنصرية.
لاتستغربوا اذا كشفت ويكيليكس يوما بان الحاخاميين العنصريين تداعوا لبحث سبل سرية تجعل من نساء العرب عاقرات ورجالهم عقيمين !! فرئيس الحاخاميين عوفاديا يوسيف الذي لايرى العرب الفلسطينيين الا بصورة افاع وثعابين ويتمنى لهم ولرئيسهم ابو مازن الموت , ويمارسون الدجل – على عينك يا تاجر - ليس غريبا ان يفعلوا اي شي من اجل اقتلاع شجرة الانسان الفلسطيني من هذه الارض حتى لو احرقوا البيت وبيوت الجيران. فباروخ مارزل ممثل منظمة «منع الاختلاط في الارض المقدسة»كان في صفد لتعميم تجربة جماعته في التطرف والعنصرية ضد مواطني مدينة الخليل الفلسطينية.
فتوى الحاخاميين الخمسين هي طوق نجاة القي لانقاذ حاخام صفد ولوضع المسامير امام عجلات القانون الاسرائيلي الذي عليه اثبات انه متين، مكين وطاهر من فيروس العنصرية الذي يتفشى بأسرع من النار التي احرقت احراج الكرمل، لكن لايفاجئنا رجال القانون اذا جعلونا نستنتج ان عجلات عربتهم مصنوعة من مطاط البالونات التي يحرص البهلوانيون على استخدامها في تشكيل العابهم لتسلية « الصغار» !.
سارع ايلان جالون رئيس كتلة ميرتس في الكنيست للاعتراف بان العنصرية تتفشى بشكل خطير في المجتمع الاسرائيلي بشكل عام وبين صفوف رجال الدين بشكل خاص...هذا التشخيص صحيح لكن كان مفيدا لو انه اكمل حديثه بالاستنتاج الذي توصل اليه عضو الكنيست محمد بركة الذي قال: ان الموقعين على الفتوى يدركون حقيقة ان النظام في اسرائيل متواطئ مع جرائم التحريض العنصري، ولهذا فانهم لا يبالون».
سيستمر الصراع بين حاخام عنصري جاهل يستقوي بسلاح الاحتلال، ومواطن فلسطيني ديمقراطي حضاري عصري متعلم قوي بالحق وعمق امتداد الجذور. النصر بنهايته لمن جعل السلام روحا لافكاره وعقيدته.