العربي: النظام الإسرائيلي وحشي لا يتوانى عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
القاهرة 14-7-2014
- وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية النظام الإسرائيلي بـ'الوحشي والبربري الذي لا يتوانى عن اللجوء إلى ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، بالعدوان على مدنيين وقتل المئات وإصابة الآلاف وتدمير منازلهم'.
ووجه العربي، في كلمته أمام اﻻجتماع الوزاري الطارئ الذي عقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، تحية إعزاز وتعظيم إلى أرواح الشهداء، وإلى المصابين، الذين سقطوا في قطاع غزة، خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم المتواصل منذ أسبوع دون توقف، إضافة لتدمير مئات المنازل بشكل كلي أو جزئي جراء القصف، مشيرا إلى خطف مستوطنين إسرائيليين الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير وحرقه حيا في جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
وقال إن مجلس الأمن وهو الجهاز الذي عهد إليه المجتمع الدولي بالمسؤولية الأولية للمحافظة على السلم والأمن الدولي يقف عاجزا أمام وحشية الاعتداءات الإسرائيلية.
وأضاف 'أن عدم ممارسة المجلس لهذه المسؤولية على مدار السنين هو بمثابة الضوء الأخضر الذي يسمح لقوة الاحتلال بمواصلة جرائمها دون خوف من عقاب، وهي قائمة طويلة من الجرائم لا تسقط بالتقادم وتقع جملة وتفصيلاً من بين أشد الانتهاكات جسامة لحقوق الإنسان ويشكل غالبيتها جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني طبقاً لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بقواعد معاملة المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال'.
وقال: 'يخطئ من يتصور أن ظروفاً سياسية عابرة يمر بها الوطن العربي في هذه المرحلة الانتقالية ستجعل الدول العربية تتأخر عن نصرة الشعب الفلسطيني أو ستجعلها لا تعتبر أن القضية الفلسطينية هي دائماً القضية المركزية المحورية الأولى للوطن العربي، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي تقوم عدة دول عربية بحركة دؤوبة لا تهدأ وجهود مكثفة لوقف العدوان الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة بما في ذلك إجراء اتصالات مع الدول الكبرى ومع الأمم المتحدة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار'.
وقال العربي انه سيتم خلال اجتماع مناقشة سبل دعم قرار الرئيس محمود عباس بالتوجه إلى الأمم المتحدة بطلب رسمي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وللأرض الفلسطينية.
وأكد استمرار الجامعة العربية في التنسيق والتعاون مع دولة فلسطين لاستخدام جميع السبل القانونية لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين قضائياً في جميع المحافل ومحاكمتهم على مختلف الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال السعي لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية سامح شكري 'إن الكلمات تعجز عن وصف المأساة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، من جراء الاعتداءات الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين دونما تمييز، لتفاقم حالة الغضب في الشارع العربي ولتهدد أية فرص للسلام في المستقبل، ولتقوض أمن واستقرار المنطقة بأسرها'.
وأضاف، في كلمته أمام الاجتماع، 'أن جهودنا الآن كدول عربية وفى إطار الجامعة العربية يجب أن تتركز في هذه اللحظة الدقيقة على العمل على الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية، صونا للأنفس وحقنا للدماء، ولا بديل عن العودة للالتزام بالتهدئة حتى نضع حداً لإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات'.
وأشار إلى أن مصر عملت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة على إجراء الاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف للعمل على احتواء الأزمة والحيلولة دون مزيد من التصعيد، وشملت هذه الاتصالات القيادة الفلسطينية والفصائل المختلفة والسلطات الإسرائيلية، فضلا عن عدد من الدول العربية والإسلامية، والأطراف الدولية الفاعلة، وتبلورت محصلة الجهود السابقة التي تمت على أعلى مستوى عن المبادرة التي طرحتها مصر لحقن دماء الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن المبادرة المصرية ترتكز على عناصر أساسية هي؛ وقف كافة الأعمال العدائية وفتح المعابر الإسرائيلية وبحث باقي القضايا الأخرى، على أن يتم التنفيذ اعتبارا من توقيت التزام الطرفين بوقف أية أعمال عدائية حيث ستجري مصر اتصالاتها التي يعقبها بدء المباحثات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بغرض تثبيت وقف إطلاق النار، واستكمال إجراءات بناء الثقة وتقديم ضمانات لمصر بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه.
وقال شكري: 'تؤكد مصر مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في فلسطين، وعلى ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل بشكل جاد وفى إطار زمني محدد للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل، بناء على حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وإن بدا ضروريا التفعيل السريع والمثمر للآليات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية ليتسم تعاطيها بالعدالة، وتحقيق الهدف المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية'.
وأضاف: 'كما يتواصل تحرك مصر بشكل سريع على المستوى الإنساني للعمل على توفير الرعاية الطبية والمساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني لمواجهة آثار الاعتداءات الإسرائيلية، وسيستمر عمل معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين من الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، ونقلت وزارة الدفاع المصرية خمسمائة طن من الأدوية والمهمات الطبية والمواد الغذائية إلى داخل قطاع غزة، ونتخذ الإجراءات اللازمة لتنسيق جهود المنظمات الراغبة في المساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية'.
وأكد أن مصر 'تواصل جهودها واتصالاتها من أجل إنهاء هذا العدوان واستعادة التهدئة ووقف كل سياسات العقاب الجماعي، وتدعو الأطراف المعنية إلى تغليب صوت العقل والارتقاء إلى مستوى المسؤولية، وأتطلع إلى دعمكم للمبادرة التي طرحتها جمهورية مصر العربية التي يتفق هدفها مع ما نسعى إليه من اجتماعنا اليوم'.