الجامعة العربية تشدد على ضرورة ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين
القاهرة 17-7-2014
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن الجامعة العربية لن تتوانى عن التعاون مع دولة فلسطين لاستخدام جميع السبل القانونية لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين قضائياً في جميع المحافل ومحاكمتهم على مختلف الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني.
وقال العربي في كلمته أمام أعمال الدورة الـ21 الطارئة للاتحاد البرلماني العربي حول العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، التي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة اليوم الخميس، برئاسة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون: هناك تشكيل لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها.
وأضاف أن النكبة الإنسانية التي يعيشها الأشقاء في قطاع غزة تتطلب تنسيق العمل لتقديم كل الدعم الممكن لرفع بعض المعاناة الإنسانية وتدهور الحياة المعيشية في غزة جراء العدوان الحالي والحصار المتواصل، وصولاً إلى إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب.
وأكد أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد البرلماني وباقي البرلمانات العربية لدعم القضية الفلسطينية على الساحة البرلمانية الدولية، وأثر هذا الجهد الإيجابي في كسب نصرة كثير من برلمانات العالم للشعب الفلسطيني، وأيضا دوره في توجيه بوصلة حكومات هذه البرلمانات لصالح القضية الفلسطينية.
ووجه العربي تحية تضامن واحترام وإعزاز للشعب الفلسطيني، الذي يقاوم بكل صمود آخر معقل من معاقل العنصرية والاستعمار في القرن الواحد والعشرين.
من جانبه، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، إن هذا الاجتماع الطارئ يأتي تكريسا وتأكيدا لعهدنا بنصرة غزة وأهلها الذين يتصدون لإحدى أكثر القوى العسكرية قوة ولؤما وتوحشا وإجراما، وأكثر التحالفات الدولية تحيزا وغطرسة وتآمرا .
ووجه الغانم الشكر للأمين العام للجامعة العربية لسرعته في الاستجابة لطلب استضافة اجتماع الاتحاد بمقر الجامعة العربية، لافتا إلى أن الجهد العربي المشترك ليس له إلا مصب واحد لا نحيد عنه ولا نميل لسواه، هو الجامعة العربية بكل ما تمثله وما ترمز إليه.
وشدد الغانم على أن الهدف الأساسي الذي نعمل عليه هو حل القضية الفلسطينية حلا عادلا شاملا يضمن للشعب الفلسطيني المرابط كامل حقوقه في الأرض والقدس والدولة المستقلة.
وأوضح أن الجريمة الإسرائيلية التي ترتكب بحق غزة أخطر بكثير من أن تغيب عن اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي وجهوده ومساعيه، خاصة وأن القضية الفلسطينية بكل أبعادها لم تغب يوما عن فكر الاتحاد وهمومه وأولوياته، بل الأكثر من ذلك أن القضية الفلسطينية بالذات وعلى وجه الخصوص كانت بشكل أو بآخر من مبررات قيام هذا الاتحاد ومنطلق رسالته.
وأشار الغانم إلى أن كل تظاهرات الوعيد والتهديد والتنديد لا تشفي جراح طفل من أطفال غزة، فضلا عن كل الأصوات الهادرة في الشوارع والساحات وفي الإذاعات والفضائيات لا تشفي شعورنا العميق بالتقصير ولا تغسل الإحساس بالقهر والعجز.
وشدد على أنه كان لا بد من الاجتماع اليوم، ليس فقط للتنديد بالجريمة الإسرائيلية وإدانة الوحشية الإسرائيلية حيث إنه لسنا بحاجة للتذكير بأن إسرائيل قامت على الاغتصاب وتوسعت بالعدوان وتحصنت بالظلم واستقوت بالظالمين، وبالتالي أي استضافة في هذا الكلام لن تعزي أمهات الشهداء وإنما انطلاقا من المسؤولية القومية للاتحاد وللتعبير عن روح الأمة، رغم أن الاتحاد لا يملك السلطات والأدوات التي تتيح لها دورا فاعلا في نصرة غزة.
وأضاف أن الصراع العربي الإسرائيلي لا يزال العامل الأهم في رسم حاضر المنطقة ومستقبلها وفي تحريك أدواتها وأحداثها، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تمثل أيضا محور الخطاب السياسي العربي الرسمي والشعبي، حيث بسببها عاشت المنطقة في حالة توتر دائم وانفجر عنها أربعة حروب رئيسية.
وأعرب الغانم عن أمله في أن يسهم الاجتماع في إعادة قضية العرب الأولى دورها في توحيد الصف العربي، مشددا على أن الإجرام الإسرائيلي ليس حالة استثنائية أو مفاجئة، والتقصير العربي ليس جديدا أو طارئا.
وأضاف أن الإجرام هو أسلوب إسرائيل منذ قيامها، والتقصير العربي هو حصاد متراكم لتفرق متواصل واختلاف متجدد منذ استقلال دول المنطقة .
وطالب بضرورة أن يكون اجتماع اليوم دعوة للعمل من أجل إيجاد آليات وقنوات جديدة أقرب للواقعية من مجرد الشجب والإدانة والاستنكار، ومن أجل منع مذابح جديدة لتوحيد العرب حول قضيتهم الفلسطينية، ومن أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.