حرب التراويح
الحياة الجديدة/ حافظ البرغوثي
لعل العدوان على غزة عاد الى سيرته الاولى وهي القصف الجوي والبري بعد ان وجد قادة الاحتلال ان ما سمي الانسحاب الاحادي هو الملاذ الأخير لهم امام المجتمع الدولي الذي هاله حجم القتل والدمار في غزة. فاسرائيل تدعي الآن انها انسحبت وانها تخوض حربا دفاعية على مواقع اطلاق النار في غزة. وهذا يحررها من وقف اطلاق النار ويفتح لها المجال للقتل والتدمير عن بعد كيفما شاءت فالحرب الآن مرشحة لأن تستمر وكأنها حرب التراويح. ولعل حركة حماس وان حققت انجازات في الحرب البرية مهددة بفقدان هذه المكاسب في اطار حرب التراويح الآن. وقد افلتت عروض وقف اطلاق النار خاصة المبادرة المصرية التي يقاطعها الاسرائيليون بعد ان ضمنوا خروج قواتهم او اعادة انتشارها برا دون التزامات بوقف القتل والقصف. قادة اسرائيل لجأوا الى هذا الحل لأنهم استنتجوا ان الحرب البرية ستكبدهم المزيد من الخسائر وان اعتمادهم على السلاح والتكنولوجيا اضمن من الزج بجنودهم في مواجهات يخرجون منها بخسائر بشرية سيسألون عنها في لجان التحقيق لاحقا. فالقادة العسكريون هم ايضا لجأوا الى وضع خيارات عسكرية امام القادة السياسيين ليختاروا بأنفسهم اي الخطط سيعتمدون حتى يخرجوا انفسهم من تحمل المسؤولية في التحقيق.. والسياسيون بدورهم خاصة نتنياهو وجد نفسه وقد فشل في تحقيق اهداف عدوانه يتراجع حتى لا يتراجع سياسيا ويتحمل مسؤولية الفشل.
بالنسبة الينا فلا احد تساءل ذات يوم عن سبب عدم التحقيق في اي من هزائمنا او معاركنا, فاذا ما شكل الاسرائيليون لجنة تحقيق لاحقا بعد العدوان لماذا لا تشكل لجنة تحقيق فلسطينية محايدة؟ فهل نحن منتصرون دوما ولا داعي للتحقيق في هذا الكم من التضحيات ونتائجها؟ فأي نصر له الف أب والهزيمة يتيمة, لكننا نحمل الشعب اعباء النصر وليس نتائجه واعباء الهزيمة ونتائجها. شعب الجبارين وجمل المحامل يا ويلاه.