«الحياة بين قذيفة وقذيفة»
الحياة الجديدة/ المحامي حسن صالح
لنتخيل أن جثة أخيك بلاجثة .. وأن العمارة ذات الطوابق الخمسة التي تقابل بيتك طارت الى الفضاء وتحولت في ثوان قليلة الى موت ورماد، وصار الهواء القادم من ذلك الفراغ الرهيب هواء دم .. واليوم هو الثلاثون للحرب العدوانية, والقذيفة تسابق القذيفة واﻻحياء تتناقص بيوتا وناسا وحياة ... لتتخيل وأنت تتبرم وتشيح بعينك عن جثة مقصوصة تخيل لو انها جثة اخيك او ابيك او حفيدك وأن عليك أن تحملها من تحت اﻻنقاض .. تقول اﻻنقاض ماذا بعد ؟...ويقول ابو اﻻسرة الذي يسكن اﻻن مقدار فراش ونصف مع من بقي من أطفاله .. ﻻ اسأل عن ولدين لي طارا مع القذيفة ؟ انما اسأل عن ثمن الدم .. صامد حتى وان كان الماء والفراش والهواء اقل ؟! ﻻ بيت لي فليكن لي وطن ؟! ﻻ دواء ... ﻻ ماء .. ﻻ هاتف .. وﻻ ارجوحة عيد فصارت بدل الفرح تطرح موتا ..فليمت كل حصار ؟ متى يرحل اﻻحتلال .. متى نصير كخلق الله نضحك ونسهر وننام نأكل ونشرب وندخل الحمام ؟ متى ﻻ ننام على نصف فراش ؟ وﻻ تنهضنا شظايا القذيفة ؟ متى يكون لنا دولة وقصيدة ؟ متى ﻻ يسألنا السؤال بين قذيفة وقذيفة ؟؟ واقترابا من هذا الشجن بل الموت والحياة معا .. والبطولة والجريمة معا, الضمير اﻻنساني واللاضمير معا, الصمود الخرافي واﻻشتباك المجيد, ووحدة الصفوف وفائدة او ﻻ فائدة المحاور اﻻقليمية, واقترابا من السؤال ماذا بعد ؟ هل ستعود حليمة لعادتها القديمة بعد صهيل واوجاع وكثافة الدم المراق والأشلاء الضائعة والمبتورة والمقصوصة ؟! يا كل القوى في فلسطين ما هي جملتكم القادمة ؟! نأمل ان تكون بحجم البيوت الغائبة والأشلاء واﻻرواح الغائبة .. ترجو أن تكون بحجم دولة وحرية قادمتين ..؟ وبانتظار اﻻفعال ؟