حفل لتجمع العلماء المسلمين تضامنا مع غزة
دبور: هدف العدوان ضرب المشروع الوطني الفلسطيني
الثلاثاء 05 آب 2014
أقام تجمع العلماء المسلمين، حفلا تضامنيا مع اهالي غزة، في مركزه الكائن في حارة حريك.
والقى رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ حسان عبد الله كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم للتعبير عن تضامننا مع غزة الجريحة المظلومة، من باب اننا نؤمن اننا امة وقضية وشعب واحد. نجتمع هنا في مركز تجمع العلماء المسلمين الذي اسس بسبب الاحتلال الصهيوني، نجتمع لنؤكد انه لا مجال لدحر العدوان الصهيوني والقضاء على مشروعه، بل والقضاء عليه الا بالوحدة الاسلامية، وخصوصا بالوحدة بين السنة والشيعة".
اضاف: "لقد اشعل الغرب المستكبر وبطريقة حرفية بارعة ما سمي بالربيع العربي، مستغلا صحوة متصاعدة في الامة، فجعلها تتحرك وتتصور انها قد حققت انجازا بطرد رئيس هنا وهناك، مع الابقاء على بقية اجهزة الدولة على حالها من جيش ومخابرات وادارات حكومية، فلم يتغير النظام، بل تغير الحاكم لتعم الفوضى بعد ذلك، وتتحول دول كانت بالامس تتظاهر من اجل الحرية والعزة والكرامة الى دول تعم فيها الفوضى، فلا حرية ولا عزة ولا كرامة".
وأكد عبد الله "ان المعركة الحقيقية هي بين المقاومة والعدو الصهيوني، وليس هناك عدو اخر لامتنا سوى العدو الصهيوني، والاولوية منحصرة بقتاله وكل من يذهب الى معركة اخرى انما يخدم من حيث يدري او لا يدري العدو الصهيوني. كما ان الحرب على غزة اثبتت فشل العملية المسماة زورا بالسلمية، وهي عملية استسلامية وان الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هي المقاومة".
وقال: "نؤكد في تجمع العلماء المسلمين وحدة فصائل المقاومة الفلسطينية، وندعو الى تحويل غرفة العمليات الموحدة الى غرفة قيادة دائمة تعد الخطط لمواجهة اية مغامرات صهيونية مقبلة"، محذرا من "مؤامرة استصدار قرار من الامم المتحدة والانسحاب من طرف واحد ما يوفر مكسبا سياسيا للكيان الصهيوني"، معتبرا "ان هناك فرصة نادرة وتاريخية للدول العربية والاسلامية التي تقيم علاقات علنية او سرية مع الكيان الصهيوني لاعادة النظر بموقفهم والالتحاق بخط المقاومة".
وختم: "اننا في هذه المناسبة نعلن تأييدنا للمقاومة في غزة، ونعلن وقوفنا الى جانبها والى جانب الجيش اللبناني في حربه على الارهاب في عرسال، وندعوه لحسم المعركة باقرب فرصة ممكنة، فهناك ايضا يدافع الجيش عن الوطن من هجمة صهيونية بلباس داعشي والجميع معه شعبا ومقاومة".
الرفاعي
ثم القى ممثل حركة الجهاد الإسلامي الحاج أبو عماد الرفاعي كلمة قال فيها: "لقد قلبت غزة بدماء أطفالها ونسائها وشيوخها، وبعزيمتهم وإرادتهم وصبرهم وثقتهم بوعد الله، موازين المنطقة بأكملها. من هنا نقول لقد حسم أبطال غزة وصمود أهلها كل الجدل الفلسطيني الداخلي الذي أمتد عقدين عجافا، لقد سطر أبطال غزة إستراتيجية فلسطينية موحدة، ركيزتها المقاومة والكفاح المسلح، ولم يعد ممكنا بعد الآن التراجع عن هذا الانجاز الوطني الكبير. لقد برهنت غزة بصمود أهلها وشعبها وثبات مجاهديها أن فلسطين هي قبلة الجهاد التي لا تشوبها شائبة".
اضاف: "نطمئن أهلنا وجميع أمتنا أننا في قوى المقاومة بكل فصائلها واثقون مما حققته المقاومة في غزة، وأن ما تحقق في الميدان سيتكرس واقعا في مفاوضات القاهرة. إن العدو الصهيوني الذي استجدى على مدى أسبوعين كاملين وقفا لإطلاق النار والذي استثار بهمجيته ووحشيته كل ذرة إنسانية في هذا العالم يدرك أكثر من غيره أن كسر الحصار بات مسألة غير قابلة للنقاش، وان نزع سلاح المقاومة أضغاث أحلام... فما لم يستطع العدو أن يحققه خلال ثلاثين يوما من القتل والإجرام لن يستطيع أن يأخذه بالمفاوضات وهو يرى الكوابيس والأشباح تطارد أفراد وحداته الخاصة ويرفض العديد منهم العودة إلى قطاع غزة مرة أخرى".
بركة
بعدها، القى ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة كلمة قال فيها: "نحن ننظر للتهدئة كإستراحة محارب، وهناك عائلات أبيدت خلال هذه الحرب، المجاهدون خرجوا من البحر ومن الأنفاق، فإنهار الجيش الصهيوني على أعتاب غزة. النخبة الصهيونية انهزمت أمام الصمود الهائل لغزة.. لقد هزم الصهيوني، وانتصرت غزة ومقاومة غزة والأمة العربية الإسلامية. هذه المعركة هي مناورة للحرب التي ستكون حاسمة في المعركة الفاصلة القادمة التي وعدنا بها الله في كتابه العزيز".
وتابع: "استطعنا كسب الرأي العام العالمي في كل دول العالم، خرجت التظاهرات مؤكدة أنها مع المقاومة ومع غزة ومع القدس. أبطال غزة يقاتلون في غزة وعيونهم على القدس. لقد جربنا صناعاتنا وأسلحتنا وقدراتنا استعدادا للحرب المقبلة. الشعب الفلسطيني موحد أكثر من أي وقت ولا تهدئة من دون وقف الحرب وفك الحصار عن غزة. الإخوة في فصائل المقاومة هم يد واحدة ولن يفرطوا بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني".
دبور
وفي الختام، القى سفير فلسطين اشرف دبور كلمة قال فيها: "إنه لقاء النصر الذي يقيمه تجمع العلماء. جاءت الانتفاضة الباسلة والتي أعادت للقضية الفلسطينية مكانتها ونهضت القضية مرة أخرى من الرماد إلى وهج المقاومة وصولا إلى المحاولات من أجل إيجاد الحلول العادلة لقضيتنا. إن الهدف الأساسي من العدوان على الشعب الفلسطيني هو ان الوحدة وحكومتها ازعجته فاراد ضربها، ضرب المشروع الوطني الفلسطيني وتقطيع أوصال الوطن، استكمال السيطرة على المسجد الأقصى، ويعتبر أن الفرصة سانحة، لكن محاولات المستوطنين استباحة الحرم في الأيام الماضية واجهها أبناء الشعب الفلسطيني المرابط في المسجد الأقصى بكل شجاعة. وهنا علينا أن ندق ناقوس الخطر ونحذر وننبه لما يحدق به".
وتساءل دبور: "هل الهدف فقط قتل الأطفال والنساء؟ وهل كان هدف المعركة هو تدمير المساجد والمدارس الآمنة والجامعات؟ أم تدمير البنية الصاروخية والأنفاق كما يدعي انه دمرها والتي هي بالأساس تحصينات عسكرية للمقاومين المدافعين عن كرامتهم وأرضهم وشعبهم، فالعدو هو المهاجم والفدائي هو المدافع"، متوجها بالتحية والتقدير "للبنان برلمانا وحكومة وإعلاما وشعبا، وحماه الله من كل ما يدبر له، ونحن واثقون من إلتفاف اللبنانيين كما جمعتهم فلسطين بكلمة واحدة سيجمعهم لبنان بوقفة واحدة".