ردوا الجميل لغزة
الحياة الجديدة/ حافظ البرغوثي
أما وقد حدث ما حدث فالأفضل أن نلقي نظرة على الداخل الفلسطيني, فقد تبين أن هناك اختلافا في وجهات النظر.. واختلافا في المطالب.. وخلافا بين ما هو عاجل وما هو آجل. ورغبة لدى بعض حماس في "التحرر" من السلطة والإبحار عبر المتوسط نحو تركيا والخليج نحو قطر, وكأن غزة جزيرة عائمة يمكن نقلها من مكان الى آخر.
المطلوب حاليا تفعيل حكومة التوافق وتركها تعمل على الارض لرفع المعاناة والتخفيف من المآسي, فما دامت الحكومة واحدة فهي التي تتولى هذه الأمور وجلب المساعدات والاغاثة وتنسيقها حتى تعم على الجميع, فلا يعقل ألا تفرق القنابل والصواريخ بين مواطن وآخر مثلما حدث بعد عدوان 2008 ونأتي لنفرق بين المنكوبين فصائليا, فإن كانت الثورات لها ادغالها وغاباتها، فإن غزة الخالية من الجبال والغابات تحول شعبها الى غابة للمقاومة، تحمل القصف والدمار والخوف والهلع وضحى بكل ما يملك. وهذا الشعب الأبي الصابر والمرابط يستحق ان يعامل بطريقة أخلاقية عالية ودون ان يطلب او يرفع صوته بالطلب. شعب تعرض لكوارث متتالية ولم يحزن او يهن وظل على عهد الصمود والمقاومة, لهو شعب يستحق الانحناء لهامات اطفاله ودمائهم ولكباره وصبرهم ولأمهاته وجلدهن ولسواعده الضاربة وشجاعتهم.
فلنفتح قلوبنا لبعضنا كما فتحنا قبورا جماعية لدفن شهدائنا, فشعبنا باستبساله وصموده وشجاعته وتضحياته يطالب بالوحدة والترفع عن الحزبية من أجل الوطن ككل. فلا يجوز بعد كل هذا ان نعود الى الدكاكين والتربيطات وحساب الربح الفصائلي. علينا العودة الى شعبنا لكي يسألنا وليس لكي نسأله فهو اعطى بلا حدود.. وجاء وقت تسديد جزء من عطائه ألا وهو الوحدة لاعادة البناء والنهوض بغزة من جديد.