سلوفاكيا: يجب العمل على تحويل الهدنة إلى وقف نهائي لإطلاق النار
براتسلافا 6-8-2014
رحبت وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية السلوفاكية، بوقف إطلاق النار الذي تم الشروع في تطبيقه في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، متمنية أنْ تعمل جميع الأطراف على تحويل هذا الوقف لإطلاق النَّار إلى وقف دائم وراسخ هو حاجة ضرورية للجميع.
وأشارت الوزارة في بيان صدر عنها، إلى الخلاصات التي أصدرها مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مؤخرا، داعية جميع الأطراف إلى استعادة مفاوضات السلام بما يُفضي إلى وضع نهاية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وإقامة السلام الدائم والثابت والقابل للحياة من خلال تطبيق حل الدولتين.
وفي سياق متصل، أطلع سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية السلوفاكية عبد الرحمن بسيسو، وزير الدولة للشؤون الخارجية والأوروبية السلوفاكي بيتر بوريان، على تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية في فلسطين لا سيما لجهة تطورات العدوان العسكري الإسرائيلي الذي أسفر عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على نحو يصل بها إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانية.
وعرض السَّفير إحصائيات موجزة عما أسفر عنه العدوان الإسرائيلي حتَّى الآن، من قتل وجرح وتشريد لأعداد هائلة من المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ، ومن تدمير كليّ أو جزئيّ للبنى التحتية والأحياء السكنية، ولآلاف البيوت والمباني والمساجد والكنائس والمستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس، والجامعات والمنشآت المدنية ومقرات الوزارات والمؤسسات الرسمية، والمصانع والمزارع والمؤسسات الصناعية والتجارية والصحية والاجتماعية والثقافية، ومن استهداف لجميع مقومات الحياة ومتطلباتها الأساسية.
وشرح السفير ما بذله الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية من جهود دؤوبة واتصالات دبلوماسية حثيثة للوصول إلى وقفِ إطلاق النَّار، الذي تمَّ تطبيقه يومَ أمس بما يحقن دماء شعبنا ويفتح المجال أمام مفاوضاتٍ تفضي إلى إبرام اتفاق مضمون دوليا، يكفلُ تلبية المطالب الفلسطينية العاجلة وفي مقدمتها الرفع الكامل والنهائي للحصار الإنساني الشامل الذي أمعنت إسرائيل في فرضه على قطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات، وإعادة إعمار القطاع، وكفِّ يد إسرائيل عن التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية.
من جهته، أعرب الوزير بوريان عن عميق الألم والأسى للخسائر الفادحة في الأرواح، وللإصابات التي لحقت بآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كان أغلبهم من الأطفال والنساء، ولما حلّ بقطاع غزة من خراب ودمار، مؤكداً أنْه لا يُمكنُ على الإطلاق، تبرير هذه المجازر البشعة وهذا الخراب الهائل.
واستجاب بوريان على نحو فوريٍّ، لطلب السَّفير الفلسطيني تقديم مساعدات طبية وإغاثية عاجلة من قبل الجمهورية السلوفاكية لدعم الجهد الطبي والإغاثي الذي تنهض به الوزارات والمؤسسات المعنية في دولة فلسطين.
وأشار إلى أنَّ سلوفاكيا، أسوةً بدول الاتحاد الأوروبي، تُقدِّر ما بذله الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، وجمهورية مصر العربية، من جهود مضنية للتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النَّار في قطاع غزَّة، مبينا أنَّ بلاده تأملُ أنْ يتمَّ تمديد وقف إطلاق النار هذا وتطويره ليصبح تهدئة دائمة تفتح الطريق أمام عودة جادَّة لمفاوضات سلام حثيثة، وذات هدف واضح ومُحدَّد هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والشروع في التنفيذ الفوريِّ لحلِّ الدولتين وفق الشرعية الدولية ومقتضياتها.
وأكَّد وزير الدولة السلوفاكي الحرص على تعزيز علاقاتها الثنائية مع دولة فلسطين في جميع المجالات، مُشيراً إلى أنَّ سلوفاكيا ستواصل تقديم المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين، وستعمل على زيادتها وتوسيع مجالاتها، كما أنها ستفتتح ممثليةً لها في رام الله، وهي تعمل بدأب على استكمال الإجراءات المتعلِّقة بالتحضير لتوقيع الاتفاقية الخاصَّة بإنشاء اللجنة الفلسطينية السلوفاكية المشتركة، ليتمَّ افتتاح الممثلية وتوقيع الاتفاقية خلال الزيارة الرَّسمية التي يعتزم نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية ميروسلاف لايتشاك، القيام بها إلى دولة فلسطين، في المستقبل القريب، تلبية للدعوة التي تلقاها من نظيره الفلسطيني رياض المالكي.