ما خسرته اسرائيل واوسلو .... عودة التكافل الاجتماعي بقوة!!
كاتب: محرم البرغوثي
وكالة معاً
مصطلح "منذ اوسلو" استخدم كتيراً في الكتابات والأبحاث والتحليلات في إشارة إلى العديد من التراجعات، ومن بين هذه التراجعات التكافل الإجتماعي والترابط وصولا إلى التراجع في القيم.
وعملت إسرائيل خططها المحكمة الهادفة إلى تمزيق الترابط الإجتماعي بين أبناء الشعب الفلسطيني، وهناك برامج نفذتها العديد من المؤسسات الأمريكية وغير الأمريكية ممن يتضامنون مع اسرائيل لتوسيع الهوة بين المجتمع الفلسطيني.
والبرامج كلها كلفت هذه الجهات ملايين الدولارات ونجحت مؤقتا في أهدافها إلى أن جاءت الإعتداءات الإجرامية على القدس والخليل ومن ثم على قطاع غزه والجرائم البشعة من ضمن ما أعادت الروح الفلسطينية الواحدة والتوحد في العداء للإحتلال.
فالإعتداء البشع الفاشي على الشهيد محمد أبوخضير وحرقه حياً، شكلت صدمة قوية للشعب الفلسطيني، وخاصة لقطاع الشباب...، فإنتفاضة القدس بكل أحيائها، وضعت حداً لكل مخططات الإحتلال التي تتركز على "فرق تسد"، للوصول إلى ما تسمى "توحيد القدس"، فكل عمليات المصادره والهدم، والتجنيد من المخابرات، ونشر المخدرات والجريمة، كل هذه البرامج سقطت امام وحدة القدس وعروبة أهلها، وشهامتهم، وهكذا فعلت الخليل التي نهضت بوحدة واحدة، ضد ممارسات الإحتلال والمستوطنين داخل الخليل وحولها.
وجرائم الإحتلال في غزه التي دفعت الى تحركات شعبية ضخمة في كل مدن وقرى الضفة، ، في لجان تبرعات بمسميات مختلفة لغزه، عكست عودة الروح الوحدوية والتضامنية لدى الناس كل الناس.
فمنذ الإنتفاضة الأولى وعمل اللجان الشعبية، عادت لجان التبرعات المختلفة لغزه،و تنعكس فيها الروح الواحدة لشعب واحد، فرأينا التبرعات في العلب البيتية، وهذا يعني أنه حتى العائلات الفقيرة تقتسم من "مخزون" غذائها بينها وبين غزه.
هذا يعني ان كل الاموال الطائلة التي رصدتها إسرائيل وأعوانها، لتكريس الفردية، والتفكك الإجتماعي، وتعزيز حالة الإحباط سقطت أمام وحدة شعبنا، وحدة عميقة لتؤكد أن نتائج إفرازات اوسلو وإحباطها كانت مؤقته، وأن الترابط العميق بين أبناء شعبنا أقوى من كل ما هو نقيضها.
فلتتعزز هذه الوحدة التي بدأت بالدم وصولاً إلى "الملوخية" والسمنة" والشنطة... لتتعمق في كياننا ولتفشل كل المحاولات لزعزعتها.