مفاوضات لوقف إطلاق النار أم مفاوضات الانهاء الحصار
الكاتب : رائد عمر
وكالة معاً
ما زالت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في جمهورية مصر العربية تشهد توترا شديدا بين الجانبيين ففي الوقت الذي يصر فيه الجانب الفلسطيني على إنهاء الحصار المفروض على القطاع ما زالت إسرائيل تصر على موقفها من إطلاق النار وكان الإسرائيليين يهدفون من توجههم إلى القاهرة هدف واحد وهو وقف إطلاق النار دون التطرق إلى حصار غزة واستحقاق الفلسطينيين.
مفاوضاتٌ لوقف إطلاق النار أم مفاوضاتٌ لإنهاء الحصار. مصطلحاتٌ يختلفُ عليها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في القاهرة، والتي يصرُ من خلالها الوفدُ الفلسطيني الموحد على مطالبه ، وهي إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنين ، غير أن إسرائيل ترفض هذه المطالب وتتشبث برؤيتها لوقف طويل لإطلاقِ النار مقابلَ وقف عدوانِها على غزة .
فالحكومةُ الإسرائيلية ومبعوثوها إلى القاهرة يريدون تحقيق انجازٍ لهم وهو وقفُ إطلاقِ النارِ دون تقديمِ أي شيء للفلسطينيين، ولم يكن يخطرُ في بالها أن يكونَ الموقفُ الفلسطيني قد توحدَ إلى هذه الحد، فمطلبُ الفلسطينيين وإصرارُهم على مطلبِهم دفع الحكومةَ الإسرائيلية للتهربِ من المفاوضات والتلويحِ بالحربِ أكثرَ من مرة .
فما الذي يمنعُ إسرائيلَ من الموافقةِ على إنشاءِ ميناءٍ بحري وجوي للفلسطينيينَ في قطاع غزة ؟..وماالذي يخيفُ إسرائيلَ من السيطرةِ الفلسطينية على المعابرِ سوى أنها لا تريدُ منحَ الفلسطينيين استقلالا اقتصاديا سيؤثرُ على اقتصادها فأصبح لا يخفى على احد حجمُ العائدات التي تحصلُ عليها إسرائيل من عائداتِ الاستيراد الفلسطيني عبر الموانئَ الإسرائيليةِ والتي يزيدُ عن الخمسةِ مليارات دولار أمريكي في العام الواحد.
أما تلويحُ إسرائيل وتعالي بعضُ الأصوات في حكومتِها بإعادة احتلالِ القطاع، فهذا قد يكلفها أكثرَ بكثيرٍ من حجمِ العائداتِ التجارية الفلسطينية فاحتلالُ قطاعِ غزة يعني زيادةً في تكلفة الجيش الإسرائيلي بأكثرَ من مليار دولار سنويا يضافُ إلى ذلك التكاليفُ المدنيةُ لإدارة شؤون قطاع غزة من صحةٍ وتعليمٍ وبنىً تحتيةٍ وغيرها، وهذه التكاليفُ سيتوجبُ على إسرائيل تحملُها .
وهذه الأعباءُ الماديةُ لإدارة شؤون الفلسطينيين تحملتها السلطةُ الفلسطينية لأكثرَ من عشرين عاما وهي مبالغُ كانت إسرائيل باحتلالها للأراضي الفلسطينية هي الأولى بتحملها ، فالحكم الذاتي للفلسطينيين في ظل الاحتلال ما هو الا تجارةٌ تستفيدُ منها إسرائيل أكثرَ من احتلالها لهم ، وهذا ما تتخوفُ منه إسرائيل اذا منحت الفلسطينيين استقلالا اقتصاديا وليس استقلالا سياسيا.