دعا إلى تحرك عاجل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب وإرهاب الدولة والمستوطنين
أحد أهداف العدوان تقويض حكومة التوافق وفصل غزة عن الكل الفلسطيني وضرب تمثيل منظمة التحرير
جدة 12-8-2014
طالب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بتوفير كل ما يحتاجه قطاع غزة من مساعدات طبية وإنسانية، من أدوية وغذاء، هذا بالإضافة إلى إعادة الكهرباء والماء، واستقبال الجرحى في المستشفيات، مؤكدا ضرورة العمل على انتزاع التزام دوليّ بعملية إعمار شاملة.
كما طالب الحمد الله في كلمة ألقاها، اليوم الثلاثاء، في الاجتماع الثاني الاستثنائي الموسع للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي يعقد في مدينة جدة السعودية، بتحرك قويّ وفوريّ واتخاذ قرارات وإجراءات جدية، من خلال وضع كافة الإمكانيات المتوفرة، لممارسة المزيد من الضغط من أجل إنفاذ القانون الدوليّ الإنسانيّ، والقانون الدوليّ لحقوق الإنسان، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا.
ودعا المجتمعين إلى تقديم كافة أشكال المساعدة الممكنة، على المستوى اللوجستيّ، وعلى المستوى السياسيّ في دعم قرارات القيادة في التوجه إلى المؤسسات الدولية، بما فيها تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان الذي صدر مؤخرا، والذي أوصى بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق جرائم دولة الاحتلال، وصولا إلى مساءلتها.
وطالب الدول الأعضاء بتحمل مسؤولياتها، تجاه ما يحصل في الأقصى، وأخذ مواقف تنسجم مع حجم هذه الكارثة، بما فيها التوجه مجتمعين إلى مجلس الأمن والتنسيق مع جامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، للمطالبة بوقف إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لممارساتها في المسجد الأقصى، ومدينة القدس الشريف بشكل عام، فهذه الممارسات ستحيل الصراع إلى نزاع دينيّ لن تحمد عقباه.
كما دعا الحمد الله إلى تحرك عاجل وفاعل لوقف جميع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب وإرهاب الدولة، وإرهاب المستوطنين ضد شعبنا، ووضع حد لسياسة العقاب الجماعيّ واستخدام القوة الفتاّكة والعشوائية ضد السكان المدنيين، والعمل على دعم طلب فلسطين بعقد اجتماع عاجل للدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة، ليتم إنفاذ واحترام الاتفاقية في دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ولاتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيليّ وإرهاب مستوطنيه ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين، بما فيها محاسبة مجرمي الحرب، واتخاذ إجراءات جزائية حسب المواد 146، و147 من الاتفاقية.
وقال، إن أحد أهداف إسرائيل في عدوانها هو تقويض حكومة الوحدة والتوافق الوطنيّ، وفصل غزة عن الكل الفلسطينيّ، وضرب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية.
وتابع، 'آن الأوان، لوضع حد للاحتلال الإسرائيليّ، ووقف انتهاكاته ضد أرضنا وحقنا الطبيعيّ في الحرية والحياة الآمنة، كباقي شعوب الأرض'.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الوزراء:
معالي الدكتور إياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
الأخوة أصحاب المعالي والسعادة والفخامة
الحضور الكريم جميعا،،،
يشرفني بداية أن أتوجه، باسم سيادة الرئيس الأخ محمود عباس، وباسم شعبنا الفلسطينيّ بخالص التحية وعميق الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على دعمه المتواصل لشعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة، والذي تجلى بوضوح في خطابه الأخير الذي استنكر من خلاله بشدة المجازر التي ترتكب بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، كما ونثمن عاليا تقديم المملكة العربية السعودية لمبلغ (100( مليون ريـال سعودي لوزارة الصحة الفلسطينية من أجل مساعدتها في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة لعلاج الجرحى والمصابين، ونشكر المملكة كذلك على المكرمة التي قدمتها للهلال الأحمر الفلسطينيّ من خلال توفير مئتي مليون ريـال لتمكينها من القيام بمهامها الإنسانية والإسعافية والإغاثية في ظل استمرار العدوان الإسرائيليّ الظالم على أبناء شعبنا في القطاع.
واسمحوا لي، أيها الأخوة، أن أشكر منظمة التعاون الإسلاميّ على عقد الاجتماع الاستثنائيّ الموسع الثانيّ للجنة التنفيذية خلال شهر فقط، والذي يأتي في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيليّ ومستوطنوه الإرهابيون عدوانهم الهمجيّ على أرضنا وشعبنا ومقدراته ومقدساته الإسلامية والمسيحية، هذا العدوان الذي يشكل امتدادا للإرهاب الإسرائيليّ المتواصل منذ ستة وستين عاما من الاحتلال الذي يحاصر شعبنا بالقتل والتدمير والتشريد، وبمحاولات طمس وإلغاء هويته الوطنية، حيث لم تخضع إسرائيل، خلال هذه العقود المتصلة من الزمن، لأية مساءلة أو عقاب، وهو ما شجعها على التمادي بارتكاب جرائمها والاستمرار في انتهاك القانون الدوليّ ومبادئ حقوق الإنسان.
الأخوة أصحاب المعالي والسعادة،
لقد قامت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وعلى مدى شهر تقريبا، وبوتيرة متسارعة جدا، باستهداف أطفال ونساء وشيوخ ورجال فلسطين في قطاع غزة المحاصر، وحرمتهم حقهم الطبيعيّ في الحياة والكرامة الإنسانية، عن طريق قصفها العشوائيّ، وغاراتها الجوية والبرية والبحرية. ففي قطاع غزة، ارتكبت أهوالا لا توصف، حيث قام الجنود الإسرائيليون المدججون بالسلاح والمعبؤون بالكراهية والحقد، وبمباركة غالبية أطياف الشعب الإسرائيلي، بحملات إبادة جماعية، وارتكبوا جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، في مشهد يذكرنا بمجازر دير ياسين وكفر قاسم وقبيه، وصبرا وشاتيلا، وغيرها من المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا على مر السنين. والآن، وبعد ما يزيد عن ثماني سنوات من العقاب الجماعيّ المفروض على أبناء شعبنا في قطاع غزة من خلال الحصار الخانق، ترتكب إسرائيل مذابح ومجازر جماعية بشعة، وتقوم بتدمير ممنهج لإحياء سكنية مأهولة بشكل كامل، وتقتل عائلات بأكملها، وتستهدف الصحفيين والطواقم الطبية، وحتى المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية لم تسلم من هذا العدوان، ولم يتبق في قطاع غزة أي مكان آمن للسكان المدنيين، هذا عدا عن تدمير وإلحاق الأذى الكبير بالبنى التحتية، وبشبكات ومحطات توليد الكهرباء، والمياه، والطرق والاتصال، ما سيؤدي إلى عزل غزة بشكل كامل عن العالم الخارجيّ، بالإضافة إلى الآثار المدمرة التي تركها هذا العدوان على البيئة الفلسطينية.
ومنذ بداية هذا العدوان الهمجيّ، قتلت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ما يزيد عن 1829 فلسطينيا، وجرحت أكثر من 9450 شخصا، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، وغالبيتهم سيقضون ما تبقى من حياتهم بإعاقة دائمة، تشهد على هول هذا العدوان وبشاعة الاحتلال وهمجيته، كما ودمرت وهدمت أكثر من 30920 منزلا ومسجدا، ونزح أكثر من 460.000 إلى مدارس الأونروا، وغيرها من المواقع المحمية دوليا، التي أصبحت هي الأخرى هدفا مباشرا للقصف العشوائيّ الإسرائيليّ، هذا علاوة عن ضحايا وشهداء لم يتسن إحصاؤهم من تحت الأنقاض وركام المنازل المهدمة، وستكشف لنا الأيام عن أرقام وصور تزيد من هول صدمتنا وحزننا وألمنا. ولهذا، فقد أعلن السيد الرئيس محمود عباس قطاع غزة منطقة كارثة إنسانية، ووجه دعوة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدوليّ لتحمل مسؤولياتهم، وحماية وإغاثة شعبنا في غزة. وإنني أدعوكم هنا، ومن هذا المنبر الهام، لتقديم كافة أشكال المساعدة الممكنة، على المستوى اللوجستيّ، وعلى المستوى السياسيّ في دعم قرارات القيادة في التوجه إلى المؤسسات الدولية، بما فيها تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان الذي صدر مؤخرا، والذي أوصى بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق جرائم دولة الاحتلال، وصولا إلى مساءلتها.
إن هذا الوضع والمعاناة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها شعبنا لم يعد يحتمل الانتظار، فما زالت إسرائيل، سلطة الاحتلال، تغذي الكره والحقد ضد شعبنا الفلسطينيّ، بل وهناك فتوى دينية أصدرها مؤخرا حاخام يمينيّ متطرف من إحدى المستوطنات، تسمح بإبادة وتدمير قطاع غزة بالكامل بقرار من قيادة الاحتلال الإسرائيلي.
أصحاب المعالي والسعادة،
إن ما تقوم به إسرائيل، سلطة الاحتلال، في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشريف، وخاصة في قطاع غزة، منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 67، من استهداف للمدنيين من أبناء شعبنا ومقدراتهم، هي جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب حسب القانون الدوليّ، وانتهاك خطير للقانون الدوليّ الإنساني، وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، وأحكام القانون الدوليّ لحقوق الإنسان.
وفي غمار هذا العدوان الهمجيّ على قطاع غزة، فإن القدس وشعبها الصامد المرابط، الذي يسطر يوميا قصصا في الوجود والصمود لا يزالون يتعرضون لأبشع أشكال التهويد والتطهير العرقيّ، ومحاولات إلغاء الوجود الفلسطينيّ في المدينة. وفي ظل انشغال العالم بالعدوان على غزة، فإن الاحتلال الإسرائيليّ، بقواته وشرطته ومستوطنيه ومسؤوليه، يقومون بفرض حقائق جديدة على الأرض في مدينة القدس، ويقتحمون الأقصى، ويغلقونه في وجه أصحابه الحقيقيين. ولأول مرة في التاريخ، يقومون بفرض مخططهم، الذي حذّرنا منه سابقا، في التقسيم المكاني والزمنيّ للمسجد الأقصى المبارك، ويمنعون المسلمين من دخول المسجد.
لهذا فأنني أطالب الدول الأعضاء بتحمل مسؤولياتها، تجاه ما يحصل في الأقصى، وأخذ مواقف تنسجم مع حجم هذه الكارثة، بما فيها التوجه مجتمعين إلى مجلس الأمن والتنسيق مع جامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، للمطالبة بوقف إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لممارساتها في المسجد الأقصى، ومدينة القدس الشريف بشكل عام، فهذه الممارسات ستحيل الصراع إلى نزاع دينيّ لن تحمد عقباه.
الحضور الكريم،،
أدعوكم إلى التحرك العاجل والفاعل لوقف جميع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب وإرهاب الدولة، وإرهاب المستوطنين ضد شعبنا الفلسطينيّ، ووضع حد لسياسة العقاب الجماعيّ واستخدام القوة الفتاكة والعشوائية ضد السكان المدنيين.
كما وأطالب بتحرك قويّ وفوريّ واتخاذ قرارات وإجراءات جدية، من خلال وضع كافة الإمكانيات المتوفرة لدى الدول الأعضاء في المنظمة، لممارسة المزيد من الضغط من أجل إنفاذ القانون الدوليّ الإنسانيّ، والقانون الدوليّ لحقوق الإنسان، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتوفير كل ما يحتاجه القطاع من مساعدات طبية وإنسانية، من أدوية وغذاء، هذا بالإضافة إلى إعادة الكهرباء والماء، وأدعوكم إلى استقبال جرحانا في مستشفياتكم، كما أؤكد لكم ضرورة العمل على انتزاع التزام دوليّ بعملية إعمار شاملة.
أصحاب المعالي والسعادة والفخامة، أدعوكم كذلك، إلى العمل على دعم طلب فلسطين بعقد اجتماع عاجل للدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة، ليتم إنفاذ واحترام الاتفاقية في دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ولاتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيليّ وإرهاب مستوطنيه ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين. بما فيها محاسبة مجرمي الحرب، واتخاذ إجراءات جزائية حسب المواد 146، و147 من الاتفاقية، كما أطالب جميع دول المجتمع الدوليّ، وأطلب دعمكم للالتزام بالقانون الدوليّ وتحمل المسؤوليات، فيما يتعلق بتجارة الأسلحة والعلاقات مع إسرائيل. فمن وجهة نظرنا، يشكل استمرار التجارة والمساعدة العسكرية لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، انتهاكا للمادة 6 (3) من معاهدة تجارة الأسلحة، وغيرها من قواعد القانون الجنائيّ الدوليّ، وسوف يسهم في إدامة الصراع، وتكرار الجرائم الخطيرة والبشعة التي ارتكبت في غزة. وفي هذا الصدد، فإننا نطلب دعمكم في تعزيز هذا الطلب والتأكد من فرض حظر على حصول دولة الاحتلال على الأسلحة، الذي يشكل مساهمة في تنفيذ الجرائم، وتكريس احتلال أرض دولة فلسطين.
إن أحد أهداف إسرائيل في عدوانها هو تقويض حكومة الوحدة والتوافق الوطنيّ، وفصل غزة عن الكل الفلسطينيّ، وضرب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن الشعب الفلسطيني، ورغم الموت والألم والمعاناة، سيبقى موحدا، رافعا قامته عاليا، ومهما تعرض للعدوان، سيواصل مقاومته وصموده البطوليّ بكافة الوسائل التي كفلها القانون الدوليّ للدفاع عن نفسه وعن حقوقه. فكل ما يريده أبناء شعبنا، هو إحقاق حقوقهم غير القابلة للتصرف، والعيش بحرية، وبأمن وسلام وكرامة.
لقد آن الأوان، لوضع حد للاحتلال الإسرائيليّ، ووقف انتهاكاته ضد أرضنا وحقنا الطبيعيّ في الحرية والحياة الآمنة، كباقي شعوب الأرض. وشعبنا بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تضميد جراحه، وتجديد ثقته بحتمية الخلاص التام من الاحتلال الإسرائيليّ.
السيد الرئيس
أصحاب المعالي والسعادة،،
وإن كنا على يقين بأننا سنبقى على هذه الأرض وسننتصر. ولكن فلسطين، وفي القلب منها مدينة القدس، في خطر، وهي بحاجة لمواقفكم الفاعلة والفورية.
اللهم إني قد بلغت!
اللهم إني قد بلغت!
اللهم إني قد بلغت!
شكرا لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،