الانتصار لغزة " فقط " هزيمة
الكاتب: عبد المجيد حسن الخالدي
وكالة معاً
إن ما يثير العجب والدهشة أن نجد نهجاً تقسيمياً يسيطر على الحالة الفلسطينية في زمن نتحدث فيه عن إنهاء الانقسام، فما يقدمه الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة من شروط كلها تتعلق بقطاع غزة فقط، وما نلاحظه أن الإعلام الفلسطيني يركز كل اهتمامه على العدوان على قطاع غزة، وأن صورة التفكك والتشرذم ما زالت تسود لغتنا الإعلامية، حيث إن الوسائل الإعلامية تقدم إعلاماً حزبياً فبعضها يتحدث عن بطولات كتائب القسام أو الجهاد أو شهداء الأقصى أو كتائب أبو علي مصطفى أو غيرها، وكان لزاماً على هذه الوسائل أن تتحدث بمصطلح "المقاوم الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية" وكذلك تركيز هذه الوسائل على العدوان على غزة دون إعطاء الأهمية الكافية للعدوان على أهلنا في الضفة الغربية والقدس، وكان يجب أن تتعامل هذه الوسائل على أنه عدوان واحد في زمن واحد على الشعب الفلسطيني الواحد, وما نلاحظه من إعلان وزارة الصحة عن عدد الشهداء والمصابين في قطاع غزة دون إضافة عدد الشهداء الذين ارتقوا من أبناء الضفة إلى نفس قائمة الشهداء في قطاع غزة خطأ كبير وقعت فيه الوزارة فمنذ بدء العدوان وحتى هذه اللحظة بلغ عددهم (22) شهيداً ومئات الجرحى, يجب على الوزارة مراجعة نفسها وتصويب ما وقعت فيه من خطأ, وكان يجب أن يضافوا إلى شهداء وجرحى غزة عدداً تحت مسمى "شهداء وجرحى الشعب الفلسطيني".
إذا كنا نشعر بالانتصار حقاً وبقيمة ما قدمناه من تضحيات بشرية ومادية، واذا كنا نرى أننا مازلنا نستطيع إجبار العدو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ودراسة شروطنا وأننا نستطيع أن نضع شروطاً قوية لمصلحتنا، فلماذا لا نضيف إلى هذه الشروط شروطاً مهمة تتعلق أيضاً بالضفة الغربية والقدس، فنحن في حاجة إلى ثلاثة شروط مهمة لا يكون مجالاً للتنازل عنها:
أولاً: التوقف التام لاقتحام القوات الإسرائيلية والمستوطنين للمسجد الأقصى وتدنيسيه والاعتداء على المصلين ومنع بعضهم من الوصول إلى المسجد الأقصى.
ثانياً: الوقف التام لجميع أعمال البناء في المستوطنات في الضفة والقدس.
ثالثاُ: وقف الاعتداءات وجميع عمليات الاعتقال على أبناء شعبنا في الضفة الغربية وأراضي 48.
إننا بإضافة هذه الشروط نؤكد للجميع وللصديق قبل العدو على وحدتنا الوطنية وعلى أن المقاومة في غزة وعمليات التصدي للاحتلال في الضفة ماهي إلا دفاع شرعي موحد عن أبناء الشعب الفلسطيني حيثما وجد على الأرض الفلسطينية.
إن ما أخشاه أننا إن لم نحقق ولو شرطاً واحداً يتعلق بالضفة الغربية ضمن شروط الهدنة المحتملة نؤكد من خلاله على وحدتنا، فلا يمكن لنا بعد ذلك أن نتحدث عن انتصار للشعب الفلسطيني بل ربما نتحدث عن انتصار لغزة فقط، وهذا هو الانقسام بعينه بل هو الانهزام.