الرئيس بعيد رفع علم فلسطين في اليونسكو: نتعهد باحترام ميثاق المنظمة والالتزام برسالتها وأهدافها
لا شيء يليق بفلسطين أكثر من كون اليونسكو بوابتها إلى العالم
مدير عام اليونسكو: عضوية فلسطين بالمنظمة ستجعل فرصة السلام أكبر
باريس 13-12-2011
جدد الرئيس محمود عباس، في كلمة له في مراسم رفع العلم الفلسطيني بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم 'اليونسكو' في باريس، اليوم الثلاثاء، تعهد القيادة باحترام ميثاق اليونسكو والالتزام برسالتها وأهدافها.
وأضاف سيادته في خطاب ألقاه في قاعة الاجتماعات الكبرى في اليونسكو بعيد رفع العلم الفلسطيني في مقرها: 'نعد بأن نسهم بروح مسؤولة وبفعالية وإيجابية وبتعاون وثيق مع الدول الأعضاء في العمل وبقيادتكم السيدة المديرة العامة من أجل تحقيق الأهداف النبيلة لليونسكو'.
وتابع سيادته 'هذه هي فلسطين التي نبنيها، دولة تواصل دورها في العطاء والإسهام الحضاري الإنساني، وتحترم التزاماتها الدولية وتسعى إلى السلام والحفاظ عليه وتدعم ثقافة السلام والتنوع الثقافي وحوار الحضارات وتنبذ الانغلاق والتعصب'.
وشدد سيادته على أن 'لا شيء يليق بفلسطين أرض الرسالات السماوية الثلاث، أكثر من أن تكون اليونسكو بوابتها إلى العالم وهي تبعث من جديد'، و'لا شيء يمكن أن يبعث على الفخر والزهو لدى وطن محمود درويش وإدوارد سعيد وآلاف المثقفين والمبدعين الفلسطينيين المنتشرين في الوطن وفي الشتات، أكثر من أن يكون الاعتراف الدولي الأول بدولة فلسطين من قبل هذه المنظمة'.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
معالي السيدة كاتالين بوغياي رئيسة المؤتمر العام
سعادة السيدة اليساندرا كومنييز رئيسة المجلس التنفيذي
معالي السيدة ايرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة اليونسكو
أصحاب السعادة.. السيدات والسادة
إنها لحظةً تاريخيةً مفعمة بالمشاعر بالنسبة لي ولشعبي أن يرتفع علم فلسطين في ساحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ليرفرف في سماء هذه المدينة الصديقة والجميلة إلى جانب أعلام بقية دول العالم.
وأن تكون بشارة وفاتحة انضمام دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية انضمامها إلى عضوية هذه المنظمة العريقة بكل ما يتضمنه ميثاقها وبرامجها وأهدافها من قيم إنسانية نبيلة فهو أمر مدعاة للفخر والاعتزاز.
فلا شيء يليق بفلسطين أرض الرسالات السماوية الثلاث، وساحة تفاعل الحضارات التي تتعايش شواهدها فوق الأرض المقدسة، أكثر من أن تكون اليونسكو بوابتها إلى العالم وهي تبعث من جديد.
ولا شيء يمكن أن يبعث على الفخر والزهو لدى وطن محمود درويش وادوارد سعيد وآلاف المثقفين والمبدعين الفلسطينيين المنتشرين في الوطن وفي الشتات، أكثر من أن يكون الاعتراف الدولي الأول بدولة فلسطين من قبل هذه المنظمة.
السيدات والسادة
نذكر هنا انه وفي السنوات الأولى للنكبة فان أبناء شعبنا وقد قوض بنيان وركائز مجتمعهم المتقدم الناهض واقتلعوا من حواضرهم وأرضهم، وأريد لهم أن ينسوا وان ينسوا وأن يندثروا، لجأوا إلى التعليم والثقافة والفنون ليصونوا روح الشعب وليحموا ذاكرته وهويته وتراثه الوطني في المخيمات والمنافي. فكان دور المدرسين والشعراء والكتاب والفنانين والباحثين تاريخياً وحاسماً في أن يعبر شعبنا تلك المحنة وان ينهض من جديد شاهراً هويته الوطنية في سعيه الدؤوب نحو الحرية، ومتسلحاً بالعلم كي يواجه أبناؤه الصعاب وهم يتقدمون وينجزون في مسارات الحياة كافة.
وفي خضم عملية بناء مؤسسات دولة فلسطين خلال السنوات الماضية التي شهد لنا العالم بالنجاح الفائق في تنفيذها فقد أولينا التعليم بجميع مراحله ومجالاته اهتماماً فائقاً وأولوية قصوى، وكذلك مختلف ميادين الثقافة والفنون والحفاظ على الآثار والتراث الشعبي. وفي هذا المجال كان لمنظمة اليونسكو دور بارز، فقد كانت وما تزال شريكاً أصيلاً وداعماً رئيساً لنا في التخطيط والانجاز.
إننا نفتخر انه ورغم كل المصاعب والحصار الذي يفرضه الاحتلال فان فلسطين تبدو ورشة عمل ثقافي، فمن مقدسات تصان، ويجب أن تصان في القدس زهرة المدائن وبيت لحم والخليل إلى مدارس وكليات ومراكز ثقافية تبنى، ومناهج تطور، ووسائط اتصال ومعارف جديدة تكتسب، وبيوت قديمة ومواقع أثرية ترمم، إلى مبدعين يعبرون الحدود إلى أطراف العالم بنتاجهم في الأدب والأبحاث الأكاديمية، والسينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى والفن الشعبي، إلى عديد المهرجانات الدولية التي تنظمها مؤسساتنا الحكومية والأهلية في مدننا وتستضيف فرقاً وفنانين ومثقفين من مختلف أنحاء العالم.
وكل ذلك يتم بروح الانفتاح والحوار والتسامح والتعددية والديمقراطية التي يتمسك بها شعبنا وفي إطار قانوني يصون حقوق الإنسان والحريات الفردية ويمنع التمييز ويعزز دور المرأة ولا يضع قيودا على الإبداع، فهذه هي فلسطين التي نبنيها، دولة تواصل دورها في العطاء والإسهام الحضاري الإنساني، وتحترم التزاماتها الدولية وتسعى إلى السلام والحفاظ عليه وتدعم ثقافة السلام والتنوع الثقافي وحوار الحضارات وتنبذ الانغلاق والتعصب.
السيدات والسادة
أود هنا أن أشكركم مجدداً على قبول دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في منظمة اليونسكو. لقد كان ذلك اليوم، وبحق، يوماً هاماً للغاية في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال وتحقيق السلام العادل.
وإننا إذ نؤكد التعهد باحترام ميثاق المنظمة وبالالتزام برسالتها وأهدافها فإننا نعد بأن نسهم بروح مسؤولة وبفعالية وايجابية وبتعاون وثيق مع الدول الأعضاء في العمل وبقيادتكم السيدة المديرة العامة من اجل تحقيق الأهداف النبيلة لليونسكو.
نحن اليوم عضو في اليونسكو ونأمل أن يحصل شعبنا على دولة مستقلة تعيش جنا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وسلام واستقرار ونرجو أن لا يطول انتظارنا.
وشكراً
وقالت المدير العام لمنظمة اليونسكو ايرينا بوكوفا في كلمتها: 'لن يكون هناك سلام إلا إذا تحقق حلم الحرية ووصلت حمامة السلام إلى وطن الزيتون'.
وأضافت أن 'فلسطين تجمع الحضارات الثلاث ولها أهمية تاريخية منذ آلاف السنين لذلك يجب أن يتحقق فيها السلام، كما يجب العمل على حماية التراث فيها وحفظه'.
وأوضحت أن عضوية فلسطين في اليونسكو ستجعل فرصة تحقيق السلام والأمن أكبر. وقالت: 'الأمن والسلام يتحققان بالثقافة والعلم، ويجب أن يعيش كل طفل بسلام وكرامة'، وأضافت: 'عضوية اليونسكو تعني أكثر من مجرد رفع العلم، إنها تعني إحقاق الحق، وتشارك قيم التسامح واحترام الآخرين، واحترام ثقافة وأحلام الشعوب الأخرى'.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني يجب أن يتمكن من الحفاظ على ثقافته وتراثه، وأن يستفيد من التعليم النوعي الذي يخدم السلام القوي الذي يعلم احترام حقوق الإنسان واحترام الثقافات المختلفة، وهذه هي رسالة اليونسكو، التواصل وبناء الجسور وعدم التجزئة والتقسيم.
من جانبها، قالت رئيسة المؤتمر العام كاتالين بوغياي: 'كل إنسان له الحق في الحصول على التعليم والعلم الثقافة والوصول إلى المعلومات، اليونسكو أنشئت لتعزيز التعاون في المجالات السلمية'.
وأضافت: 'قبول فلسطين في اليونسكو نتيجة لفهم مؤسستنا لأهمية ذلك الفضاء الذي يمثل الفضيلة والمثل التي نحن كبشر لدينا القدرة على وضع حد للفوارق والصراعات ويد واحدة من أجل حل سلمي دائم للأجيال القادمة'.
وتابعت: 'أؤمن بقوة الدبلوماسية الثقافية، سنقدم المزيد من الفرص للأطفال والأجيال الشابة في المنطقة، ونحترم جميع الأطراف وبإمكان الجميع أن يطالب بالتعاون لمستقبل أفضل للجميع'. واعتريت اليونسكو منتدى وملتقى لمناقشة الاختلافات والفوارق والعمل معا.
وهنأت فلسطين لأنها تعمل على تعزيز روابطها باليونسكو، ورحبت بالرئيس عباس والرجال الشجعان الذي لديهم رغبة قوية في تحقيق السلام ومحاربة العنف.
ودعت الدول الأعضاء في اليونسكو إلى بذل جهود مشتركة لبناء السلام في عقول البشر، وتسهيل التواصل والمساعدة للجميع في كافة المجالات التي تعمل فيها اليونسكو.
بدورها، رحبت رئيسة المجلس التنفيذي اليساندرا كومنييز بفلسطين في عضوية اليونسكو، وقالت: إن 'المنظمة تمثل الأمم ومصالحها في حفظ تراثها، وهذه العائلة آخذة في التنامي رغم الظروف التي تواجهها'.
وأضافت: 'يوجد لدينا هم لمعالجة الأمور المتعلقة بالتراث وخاصة التي تحدث عنها الفلسطينيون، ولدينا مبادئ تنظم طريقة اتخاذنا للقرار كمنظمة تعمل من أجل السلام، الفلسطينيون وغيرهم يبحثون عن السلام، ولا بد أن يستفيدوا من الإلهام الذي تقدمه اليونسكو'.