الرئيس: سنختار الوقت والظروف الملائمة لتقديم طلبات عضوية في المؤسسات الدولية
باريس 13-12-2011
قال الرئيس محمود عباس، اليوم الثلاثاء، إن من حق الشعب الفلسطيني الذهاب إلى جميع المنظمات الدولية، لكن القيادة ستختار الوقت والظروف الملائمة لتقديم العضوية لهذه المنظمات.
وأضاف الرئيس في مؤتمر صحفي عقد في مقر اليونسكو عقب انتهاء مراسم رفع العلم الفلسطيني في المنظمة: 'أملنا بالقريب العاجل أن يحصل شعبنا على دولة مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمان واستقرار'، و'نحن نحاول جهدنا بأن نعود إلى المفاوضات وليس لدينا أي مانع للعودة للمفاوضات لنقاش قضيتي الأمن والحدود، ولكن على دولة إسرائيل أن توقف النشاطات الاستيطانية، وإن قامت بذلك سنعود فورا للمفاوضات معهم، ونأمل بأن تكون هناك رغبة لدى الجانب الإسرائيلي للوصول إلى السلام والرغبة متوفرة من جهتنا والإرادة متوفرة'.
وأشار سيادته إلى 'أن انضمامنا اليوم إلى اليونسكو يساعد على التقدم من النواحي السياسية، خاصة وأننا بنينا في فلسطين كل المؤسسات التي تساعدنا على الإعلان عن الدولة في أي لحظة، وقبولنا في اليونسكو خطوة هامة إلى الأمام تساعدنا في الوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة'.
وتابع قائلا: 'في الثالث والعشرين من أيلول الماضي قدمنا طلبا إلى مجلس الأمن لعضوية كاملة في الأمم المتحدة، وكانت هناك معارضات من بعض الدول ولكن نحن حاليا في حالة حوار لتقديم القرار للتصويت وهذا ممكن في أية لحظة، وإذا لم نحصل على أغلبية سنعيد الكرة مرة ومرة ومرة'.
وأضاف 'ما زلنا نقوم بنقاشات مع الدول المتحفظة والممتنعة والرافضة من أجل إزالة أي مخاوف في أذهانهم حول انضمام فلسطين، ولكن جميع الدول بالتأكيد لها سيادتها وقرارها بالتصويت خاص بها بالقبول أو الرفض'.
واعتبر سيادته أن 'الحصول على عضوية اليونسكو كأكبر المنظمات الدولية هو مؤشر على قبول العالم لفلسطين، وأغلب دول العالم تتساءل لماذا لا تقبل فلسطين في الأمم المتحدة؟ ونحن نتساءل لماذا لا نقبل في الأمم المتحدة؟ وعندما أنشئت إسرائيل أنشئت بقرار من الأمم المتحدة رقم 181، وفي ذلك الوقت أعلن عن دولة فلسطين ولكنها لم تولد ونأمل بأن نشهد ولادتها في القريب العاجل'.
وبين الرئيس أن 'الأخطار التي تتهدد التراث والآثار والمقدسات الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة ستكون على جدول أعمال السفير الفلسطيني في اليونسكو، واليوم لم تكن متاحة لنا الظروف للتحدث بإسهاب عن قضايانا، فقد رفعنا العلم واحتفلنا ولكن لا تغيب عن بالنا قضية باب المغاربة، والدول العربية مثل الأردن ومصر تسعى لوقف أي أعمال تخريبية تقوم بها إسرائيل في القدس الشرقية'.
وشكر الرئيس عباس نظيره الفرنسي نيكولا سركوزي على التصويت لصالح فلسطين في اليونسكو، وأعرب عن أمله بأن تصوت فرنسا لصالح عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
وفي موضوع الوساطة الأميركية في عملية السلام، قال سيادته 'أميركا جزء من الوساطة الدولية عبر اللجنة الرباعية الدولية، موقفها المعارض لتوجهنا إلى الأمم المتحدة لا يعني أننا سنصل إلى مستوى العداوة معها، نحن اختلفنا كثيرا مع الأميركان في أكثر من مكان وأكثر من قضية ولم نتحول إلى أعداء بل وجدنا حلولا لخلافتنا في إطار ديمقراطي'.
وفي موضوع المصالحة، قال سيادته: 'نحن نحترم أي اتفاق وما جرى بيننا وبين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وهو اتفاق بين قضايا مختلفة الأولى هي أن التهدئة ليست في غزة فقط بل غزة والضفة، واتفقنا على قضية أخرى وهي أن المظاهرات يجب أن تكون سلمية وشعبية ونبتعد عن العنف، ثم هناك اتفاق بيننا على أن حماس تقبل بحدود 1967، وكذلك اتفقنا على أن الانتخابات ستكون في الخامس من أيار المقبل ما لم تكن هناك عقبات، بعد أسبوع من الآن هناك جلسات من الحوار، وأنا متفائل من النقاش مع مشعل ومتأمل بأننا سنتقدم إلى الأمام'.
وأضاف سيادته 'لنفرض أن حماس معارضة ونحن نمثل السلطة، هذه المعارضة أيا كان موقفها لا يمكن أن تؤثر على قرار أممي، بعض أجنحة المعارضة في إسرائيل، مثلا، لا تعترف بوجود الشعب الفلسطيني، فهل تحاسب إسرائيل على ذلك؟! بالنسبة لنا حماس في المعارضة ولا يجوز أن يؤخذ موقفها ذريعة من أجل عدم التصويت في الأمم المتحدة'.
وفيما يتعلق بالربيع العربي، قال سيادته: 'الربيع العربي خيار الشعوب، والشعوب العربية كانت ولا تزال وستبقى دائما معنا، ونحن نحترم خيار الشعوب، ونأمل عندما ينتهي مخاض الربيع العربي والتغيرات في الأمور الداخلية العربية، بأن يدفع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية إلى الأمام أكثر'.