فقط فقطان أفقاط
الحياة الجديدة/ حافظ البرغوثي
كاتبة صحفية تنقل المشهد في غزة بعفوية تامة تتحدث باسم عائلتها التي تعيلها.. تكتب ما قبل العدوان وأثناء العدوان لم تنشر بيانات مزلزلة وإنما سجلت الواقع والوقائع مع أفراد عائلتها.. عن حياة تحت العصف المأكول.. وعندما تحدثت الكاتبة عن القصف المأكول والطفل الذي يبحث في القمامة عن طعام، وعن المساعدات التي لا تصل إلى مستحقيها تصدى أنصار الاخوان بالنقد لأنه لا يجوز الحديث عن مآسي غزة إلا بلغة الانتصار فقط.. كما تفعل فضائيات الميادين والجزيرة والأقصى وغيرها حيث تضع الكلام على ألسنة من تتم مقابلتهم.. وتحذف ما لا يعجبها.. فسكان بيت لاهيا والشجاعية وخزاعة وبيت حانون صمدوا في بيوتهم وانتظروا دمارها فوقهم ولم تمنعهم شرطة حماس وهم يحاولون الفرار قبل قصفها.. والمساعدات التي تصل لا تصادر بل يقوم الناس بأخذ حاجياتهم ويتم توزيعها بالعدل والقسط.. وما يعرض في السوق هو فائض وأغلب المساعدات جاءت من قطر وتركيا وليس من دول أخرى.. ولم يتم تغيير اليافطات عنها..وكوادر من فتح لم يتم فرض الإقامة الجبرية عليهم ومن خالف فقد ساقيه باطلاق النار عليه، وتتم أثناء ذلك تغذية عواطف الناس بالخوارق وجيش الملائكة الذي كان يحارب في غزة ضد العدو.
عندما كان بن جدو يخدم الجزيرة قبل ميادينه عبر إلى غزة بعد عدوان 2008 واستغربت كيف أنه أجرى مقابلة في علم الخوارق والمعجزات حيث ادعى أن غيمة هبطت من السماء فجأة على مجموعة مجاهدين وهم يستعدون لتنفيذ عملية وحجبتهم عن عيون العدو.. ولما قابلته بعدها بفترة سألته.. لقد اعجبني تقريرك لكن لم توضح ماهية العملية التي استدعت من سبحانه وتعالى انزال غيمة لمساعدة المجاهدين؟ فلم يجب.
لماذا نخلط المأساة بالمعجزة؟ لماذا نرجع كل شيء إلى معجزات غير بشرية بينما البشر هم الذين يقاتلون ويقتلون ونرى دمهم وجثامينهم؟ احترموا عقول الناس واحترموا دماء الشهداء وتضحياتهم يا سادة الهواء المضغوط. أم يجب الكتابة عن الانتصار فقط وفقطان وأفقاط !.
*اللهم ارزقنا الاتفاق وخفف عن غزة الخناق فالوضع فيها لا يطاق.