حركة فتح واعتباراً من اليوم.. إلى أين؟
الحياة الجديدة/ صبري صيدم
بعيداً عن الديباجات المتكلسة للطرح وتجاوزاً للخوض في تفصيلات الماضي وما صاحب عمل حركة فتح من نجاحات وتحديات فإن الدخول في موضوع هذا المقال سيختصر الكثير من المسافات والتحليلات. ما يهم اليوم هو الانتقال بالعمل الحركي المستقبلي الخارجي نحو الخطوات التالية:
1- إطلاق حملة وطنية ممنهجة ومنظمة تحمل اسم حملة الاستقلال والتي من واجبها نقل المعركة من فتح المعبر ورفع الحصار وتشغيل المطار وبناء الميناء وإطلاق دفعة ما من الأسرى إلى تحقيق الهدف الأكبر للمشروع الوطني الفلسطيني ألا وهو إنهاء الاحتلال. فرفع الحصار عن غزة بكامل مكوناته مهم للغاية لكن حجم المحرقة التي اقترفها المحتل الغاشم تستوجب نقل العمل بكثافة أعلى وبتنسيق لصيقٍ مع كامل القوى الفلسطينية والدولية باتجاه وضع حد للاحتلال الإسرائيلي.
2- تشكيل الهيئة الشعبية لملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب بحيث لا يشعر كل من ساهم أو تواطأ أو تستر أو شجع الحروب الاسرائيلية المتعاقبة على الشعب الفلسطيني بأننا أقل آدمية من البشر أو أننا سنغفر للجلادين الصهاينة جرائمهم بحق نسائنا وأطفالنا وشيوخنا وبيوتنا ووطننا وبنانا التحتية.
3- قيادة التوجه نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على قرار واضح يصادق على وضع فلسطين وشعبها تحت الحماية الدولية ضمن فترة انتقالية تضمن تطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين. ولو رأى البعض بأن إسرائيل لن تكترث لقرارٍ إضافيٍ للأمم المتحدة فإن الحصول على هكذا قرار سيأتي متوجاً لرغبة العالم في إزالة السبب الرئيس للطغيان بحق الفلسطينيين والحروب المجنونة للمحتل الظالم ومتقاطعاً مع حملة الاستقلال ومعرزاً لزخمها وحضورها الدولي.
4- تصعيد المقاطعة الشاملة للمحتل وتبني كل قصص النجاح في هذا المجال وتعزيز الربط الواضح مع الحملات المحلية والدولية وتطوير المقاومة الشعبية من حيث الزخم والحضور والمشاركة والتأثير.
5- حماية الوحدة الوطنية وتطويرها وتعزيزها والإحاطة الجيدة بإخفاقاتها وتحدياتها والانتقال فوراً نحو تأهيل منظمة التحرير الفلسطينية وتوسيع المشاركة الفصائلية فيها مستندين إلى الديمقراطية الفلسطينية التي وفرتها حركة فتح في عدة مناسبات ومحطات تاريخية وصولاً إلى تفعيل المجلس الوطني أيضاً ليكون الحاضنة للعمل اللازم لنقلنا فلسطينياً من نير الاحتلال إلى منصة الخلاص.
6- تعزيز المشاركة الفاعلة في العمل الإغاثي لأهلنا في قطاع غزة وتشجيع نقل إعمار غزة من الحلول "الترقيعية" إلى عملية إعمار شاملة وممنهجة تشمل التخطيط السليم للمباني والمدارس والبنى التحتية والمطار والميناء والمعابر والربط بين الضفة وغزة واستخراج الغاز الطبيعي وضمان الاستفادة من عائداته.
لقد قيل الكثير في العدوان الأخير على الشعب الفلسطيني خاصة ما جرى في غزة لكن ما لم يقال إن التاريخ النضالي الفلسطيني سيفصل ما بين مرحلة ما قبل غزة 2014 وما بعدها ليس على أرضية بشاعة العدوان ومجازره فحسب بل أيضاً على أرضية ما تبعه من فرصة لمراجعة أمورنا وتوسيع نضالنا والاستفادة من الدروس والعبر والخروج من دوائر الحلقات المفرغة التي فرضها الاحتلال كالمفاوضات والمناورات التي استهلكت الوقت والجهد.
لدى فتح اليوم فرصة ذهبية لتنفيذ النقاط المذكورة أعلاه خاصة لما لها من إرث وديناميكية وقدرة على الإقدام متى استوجب وجرأة للاعتراف بالتقصير متى استوجب وإمكانية متصاعدة لتحريك الشارع متى استوجب، ولعل مسيرة 48 ألفا وحملة المقاطعة الاقتصادية المستمرة هما الدليل الأوضح على عمل الحركة وأدائها.
أما بخصوص التحديات الداخلية فهذا أمر لا بد من أن يناقش داخل الأطر الحركية وصولاً إلى المؤتمر السابع. اليوم يوم الاستقلال فإن لم نرَ فيه فرصة فمتى سنراها!؟