قراءة تحليلية لما كان و لما هو كائن ولما يجب أن يكون ؟
الكاتب: جميل حرز
وكالة معاً
في الدقائق الاخيرة من الهدنة الإنسانية التي إمتدت لاثنتين وسبعين ساعة وشارفت على الإنتهاء بين كلا طرفي المفاوضات في القاهرة " الفلسطيني والاسرائيلي " تحت رعاية مصرية ,وقبل إنقضاء هدنة ال 72 ساعة تم تجديده لمئة وعشرين ساعة اخرى . بالرغم من إعلان الوفد الفلسطيني بأن الهدنة السابقة لهذه الهدنة هي الفرصة الاخيرة لإسرائيل للموافقة على شروطها قبل الشروع بتصعيد صورته المقامة بأنه سيكون الاشرس على الاحتلال خلال هذه الحرب ,عدا عن ذلك تصريحات بعض القادة الفلسطينين بأن معركتهم السياسية في القاهرة مع الاسرائيليين تدور حول مطالب مشروعة تضمن كسر قيد الحصار الملتف حول عنق قطاع غزة لسنوات عديدة مضت وضمان السيادة الفلسطينية على ارضها بعيدا عن أي تدخل صهيوني في شؤون الداخل الفلسطيني من خلال الميناء والمطار كهمزة وصل بين فلسطين والعالم ,وعدم الخضوع للمزاج الاسرائيلي في فتح واغلاق المعابر التي تعتبر المتنفس الوحيد للقطاع .
وفي وقت قاد فيه الوفد الفلسطيني المفاوض حربا ً على طاولة المفاوضات فإن الشعب كله كان بإنتظار أمل عودة الوفد إلى أرض الوطن بنصر إستراتيجي على المدى البعيد , في المقابل شهدت إسرائيل الآونة الاخيرة تباينا ًفي الفعل وردة الفعل والتي برزت بشكل واضح في إجتماعات مجلسها الوزاري المصغر وتصريحات قياداتها ,فبينيت ويعلون ونتنياهو وغيرهم كان لهم رؤى وقرارات بمعزل عن غيرهم وبرز التهميش الواضح لشخصيات كان لها الدور الفعال في الحروب السابقة كوزير الخارجية ليبرمان الذي لم يتثنى له تنفيذ مهامه, نتيجة احتكار رئيس الوزراء نتنياهو معظم الادوار خلال الحرب الجارية دون السماح لأحد بالتدخل في أمور الداخل أو الخارج الإسرائيلي , ناهيك عن الترويج عبر وسائل الاعلام الصهيوني حشد جنوده لحرب جديدة على القطاع و أن الحرب القادمة ستعمل على تصفيت القيادة في حماس أمثل هنية و الضيف .
وبعد طول إنتظار و وسط ندرة المعلومات لما يجري خلف جدران الغرف المغلقة والمفاوضات التي إستمرت لساعات طويلة, خرج علينا عزام الأحمد بخطابه الذي تضمن عدة نقاط أهمها تمديد الهدنة لخمسة أيام أخرى فرصة أخرى للاحتلال للموافقة على الشروط الفلسطينية وتلبية لدعوات دولية وعربية مصرية بشكل خاص ,حيث تم الاتفاق على بعض النقاط مع الجانب الصهيوني فيما سيؤجل موضوع الجنود الماسورين لدى المقاومة و رفض الحديث عن نزع سلاحها أو منع تعاظمها خلال تلك المفاوضات ,و أكد الأحمد أيضا ً على عودة الوفد إلى رام الله للتشاور مع الرئيس محمود عباس ,ولكن بعد هذه النتائج غير المأمولة من الوفد المفاوض إن الثقة الممنوحة من الشارع الغزي الذي قدم كل التضحيات في سبيل تلبية مطالبه,باتت مهددة ,فالهدنة تلو الأخرى تعني أمرين أما أنها ذريعة إسرائيلية لنزع روح الحرب و العودة إلى ما قبل الحرب ,أي هدنة مقابل هدنة ,فإسرائيل بفاوضاتها المملة الطويلة التي عهدها الشعب الفلسطيني على خلاف القضايا التي دارت حولها المفاوضات من قضايا الإستيطان وضبط الأمن في الداخل المحتل وغيرها من القضايا ,أدرك الفلسطيني من خلالها بأن المفاوضات هي الطريق الأمثل لإسرائيل , و الامر الثاني هو وصول المفاوضات إلى ذروتها دون التوصل لحل ,وهنا على الصعيد الشعبي الفلسطيني سيفضل الشعب المقاومة بدلا ً التفاوض دون عزل الفاوض عن الميدان بشكل تام , ولكن سيرجع حين تتهيء له الظروف مجددا.ً وما هي إلا دقائق قليلة على خطاب الاحمد تفصل الهدنة عن أول إختراق لها حيث إستهدف الاحتلال مواقع عديدة بغزة بغارات متتالية دون مبرر ,ويمكن القول هنا ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ,فمطالبنا هي حقوق لنا وبالاصل نحن لسنا بحاجة إلى موافقة دولية ولا عربية ولا حتى إسرائيلية على تلك المطالب ,وكما بدأتها المقاومة عليها إنهائها ويجب على المقاومة العسكرية وضع الادارة السياسية تحت يدها لا العكس .