حذار من مغامرات نتنياهو في الضفة
الحياة الجديدة/ صبري صيدم
بعد أن فشل في تحقيق أهدافه الثلاثة في تدمير الوحدة الوطنية الفلسطينية والقضاء على صواريخ غزة وردم الأنفاق فيها، يخرج نتنياهو من حربه على الشعب الفلسطيني والمواجهة في غزة دونما انتصار يسوقه لناخبيه وينتصر به على خصومه ومنافسيه في العنصرية والحقد على الفلسطينيين.
وعليه فإن المعادلة الأسهل لملك الحرب في إسرائيل أن يخترع عذرا ما وينسحب من مفاوضات القاهرة نهائياً ويبدأ حرب استنزاف على غزة. حرباً لن توفر له النصر المطلوب لكنه سيروج لها على أنها دلالة على التزامه بقتال الفلسطينيين وملاحقة صواريخهم وانفاقهم بصك مفتوحٍ من حكوماتٍ غربية ترفده بالسلاح والقرار المستبد بقتل المزيد من الأطفال والنساء.
نتنياهو المندحر سيبحث عن مغامرة جديدة توفر له أي فعلٍ ينصره في معركته الانتخابية القادمة. هذه المرة سيكون العنوان في الضفة بعدما يجّرب حجج عدة. لذا لا بد وأننا سنسمع في الأيام القليلة المقبلة عن ادعاءات بوجود خلايا فلسطينية يسميها "إرهابية" وعن اختفاءٍ لجنودٍ ومستوطنين وعن خطرٍ محدقٍ نتيجة تفجيرٍ محتمل أو أنفاقٍ حفرت تحت مستوطناتٍ ما أو مخططٍ لخطف عسكريين إسرائيليين أو عن سرقة ملفاتٍ حساسة أو هجومٍ إلكتروني ما.
نتنياهو يريد حرباً في الضفة فأعد في الماضي القريب سيناريو المستوطنين البائس لكن أحداً لم ينزلق حسبما أراد. اليوم يعود مصراً على نصرٍ مؤَزرٍ حرمته غزة منه بعد أن أعطى الأوامر بالهجوم فأطاح بحياة ألفي فلسطيني ثلثهم من النساء والأطفال وجرح أكثر من عشرة آلاف من الأبرياء ودّمر نصف غزة وفرض على الناس حلكة دامسة ومحرقةً لا تنسى.
قائد فرق الموت والوحشية لا يبالي بقتل المزيد من أهلنا لو أنهم حققوا له ما يريد. لذا سنرى محاولاتٍ مستميتة لجر الشارع في الضفة إلى مواجهةٍ ما توفر لإسرائيل الحجة للعب دور الضحية من جديد واستكمال بناء الجدار ومصادرة ما تبقى من الضفة.
نتنياهو العائد من غزة مكسوراً ومجروحاً لن يسمح للعنصري ليبرمان والحاقد نفتالي بينيت أن يعتليا كرسي رئاسة الحكومة لذا فإنه يستل بين الفينة والأخرى حجة ما لافتعال مصيبة معينة يرعب الناس بها في مجتمعه ويلعب دور البطل القومي وحامي الحمى.
لكن حجج نتنياهو باتت قديمة ومحروقة لكنها تحتاج إلى همة الجميع لمواجهتها وتفنيدها وإبطالها.
المحزن ليس أفلام نتنياهو السخيفة والمكشوفة وإنما عالمه من الداعمين الذي يرهبهم بالخوف عبر لوبياته المؤثرة في دول القرار.
المهم هو اليقظة الفلسطينية والحيطة اللازمة لإحباط مغامرة نتنياهو القادمة.. هذه المرة بنفسٍ واحدٍ وهمةٍ لا ولن تتراجع!
s.saidam@gma