التاريخ : الخميس 25-04-2024

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 والاصابات إلى 77229 منذ بدء العدوان    |     الرئاسة ترحب بالتقرير الأممي الذي أكد إسرائيل لم تقدم أية أدلة تدعم مزاعمها حول "أونروا"    |     ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع "الأونروا" في غزة    |     جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بقطاع غزة    |     برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    |     مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    |     جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين    |     مئات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى    |     الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    |     أبو الغيط يرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول "الأونروا"    |     فتوح يرحب بقرار حكومتي جامايكا وباربادوس الاعتراف بالدولة الفلسطينية    |     "الخارجية" ترحب بقرار جامايكا الاعتراف بدولة فلسطين    |     نيابة عن الرئيس: السفير دبور يضع اكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية في بير    |     الرئيس يدعو لاقتصار فعاليات عيد الفطر على الشعائر الدينية    |     "هيومن رايتس ووتش": التجويع الذي تفرضه إسرائيل على غزة يقتل الأطفال    |     فرنسا تقترح فرض عقوبات على إسرائيل لإرغامها على إدخال المساعدات إلى غزة    |     ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 33,360 شهيدا منذ السابع من تشرين الأول الماضي    |     اليونيسف: غزة على حافة الدمار والمجاعة    |     أردوغان: سنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة    |     قوات الاحتلال تقتحم طولكرم وتعتقل سبعة مواطنين    |     غوتيرش ينتقد منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة و"رابطة الصحافة الأجنبية" تعرب عن مخاوفها    |     رئيس الوزراء يلتقي وزير الخارجية السعودي في مكة    |     الرئيس المصري يستقبل رئيس الوزراء محمد مصطفى    |     الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد جلسة حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية
أراء » مقهى الشيخ قاسم.. ذاكرة الروح
مقهى الشيخ قاسم.. ذاكرة الروح

مقهى الشيخ قاسم.. ذاكرة الروح

نابلس 1-9-2014 - وكالة وفا

بسام أبو الرب

يجلس الحاجان عمر أمين حبيبة (80 عاما) وعبد الله دويكات (75 عاما) ، في مقهى الشيخ قاسم في البلدة القديمة بنابلس، يتربع كل منهما على كرسي خشبي قديم، وكأنه عرشه، يلتفان حول طاولة خشبية هشاشة الزمن أصابتها، مثلما المكان.  

الحاجان حبيبة ودويكات اعتادا الجلوس على مدخل مقهى الشيخ قاسم، وعلى نفس الكرسي والطاولة منذ أكثر من 30 عاما، وكان للمكان حكايات وتفاصيل تناولها العديد من رواده خاصة في ثمانينيات القرن الماضي، ويستعيد كل منهما ذكريات خلت ويسترجعان أحاديث مضى عليها أكثر من 30 عاما، من أمور السياسية والثقافة والظروف الاجتماعية، مع بعض المقارنة بين الماضي والحاضر.

جلسة حبيبة ودويكات لا تخلو من مناكفات وتجاذبات الحالة العامة خاصة بفلسطين، حيث ما زال كل منهما يعيش على أمجاد بعض حكام العرب ويتغنوا ببطولاتهم، مع ذاكرة تجر في ذيولها نكبات الشعب الفلسطيني.

ذاكرة المكان بقيت شاهدا على التاريخ الذي لم يتغير منذ سنوات، حسب ما أكده الحاج حبيبة، 'هذا المقهى لم يتغير عليه شئ منذ عشرات السنين. ما زالت زواياه تحفظ لكل زائر ذكرى مع أحد الأصدقاء أو الأحبة'.

ويصف المقهى مطلع الثمانيات من القرن الماضي،  فيقول 'تغير الزمان والزوار الذي كانوا يأتون من كافة الأماكن، يلبسون اللباس التقليدي مثل القنمباز والطربوش، ويجلسون ويتحدثون بالسياسة والحياة الاجتماعية والثقافة، وأحيانا يعقدون صفقات تجارية في هذا المكان'.  

وأشار الحاج حبيبه بيده قائلا: في تلك الزاوية غنت أم كلثوم وصدح صوتها.. وهناك جلسنا مع الكثير من الأصدقاء الذين اعتادوا المجيء هنا من كل مكان، حيث أصبح المقهى مجمع الأحبة.

في زاوية صغيرة، اعتاد صاحب المقهى رائق كلبونة (73 عاما)، على تحضير المشروبات والنراجيل لزبائنه.

يروي كلبونة تاريخ وحكايات المكان الذي عج بالزوار منذ نحو 200 عام: 'الشيخ قاسم' من أقدم مقاهي مدينة نابلس، وتعاقبت عليه أجيال، وما زال يحافظ على صبغته التراثية بكافة التفاصيل من طاولاته وكراسيه الخشبية، حتى فناجين القهوة التي كنا نجلبها من الشام.

وقال 'معظم عمري قضيته في هذا المكان الذي أعمل فيه منذ سن الخامسة عشرة، واليوم أولادي يعملون معي لتقديم الخدمة لزوار المقهى الذين باتوا جزءا منه، عدا عن الزوار الأجانب والسائحين'.

وأكد كلبونة أن عددا من كبار الفنانين غنوا في هذا المكان، أمثال أم كلثوم وأسمهان، وكان السياسيون والمثقفون من رواد المقهى.

لكن رائق ربما لم يأخذ من اسمه شيئا، وذلك أنه يتذمر من تناقص عدد رواد المقهى وضنك العيش، خاصة في الآونة الأخيرة.

ذكريات كبار السن بنابلس، لم تبتعد كثيرا عن ذاكرة المكان بين أزقة البلدة القديمة ومقاهيها، التي عرفت بطراز معماري لم يبتعد كثيرا عن المعهود،  خاصة بطرازها الداخلي المؤلف من صالة واحدة، وبأرضية مرصوفة بقطع الباطون، وجلساتها تحت أشجار الحمضيات والعنب في الفضاء الرحب.

2014-09-01
اطبع ارسل