التاريخ : الأحد 12-01-2025

إصابات بالاختناق خلال قمع الاحتلال مسيرة ضد الاستعمار جنوب نابلس    |     الرئيس يهاتف نظيره اللبناني مهنئا بفوزه بالانتخابات الرئاسية    |     مجلس النواب الأميركي يقر قانونا يعاقب الجنائية الدولية    |     شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على وسط غزة وجنوبها    |     الرئيس يترأس اجتماعا لقادة الأجهزة الأمنية    |     مستعمرون يحرقون غرفة زراعية ويخطون شعارات عنصرية في أبو فلاح    |     شهيد و3 إصابات في قصف للاحتلال على خان يونس    |     عائلة أبو بكر تستنكر قيام الخارجين على القانون بقتل ابنتها الشهيدة سائدة    |     الرئيس يهنئ الرئيس اللبناني جوزاف عون لمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وتوليه مهامه    |     العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية    |     منصور في رسائل متطابقة لأمميين: الوقت قد حان لتحرير شعبنا من الاحتلال    |     شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينة غزة وإحراق عشرات المنازل    |     وزارة الخارجية تطالب العالم المسيحي بالالتزام بمواقف البابا وترجمتها لخطوات عملية    |     الأمم المتحدة: أزمة المجاعة في غزة تتفاقم وسط نقص حاد في الإمدادات    |     قوات الاحتلال تقتحم حجة وباقة الحطب شرق قلقيلية    |     البابا فرانسيس يصف الوضع في غزة بأنه "خطير ومخزٍ للغاية"    |     العميد رجب: القاء القبض على 247 من الخارجين على القانون خلال حملة "حماية وطن" في مخيم جنين    |     "الخارجية" تطالب بوضع حد فوري لاختطاف حياة أكثر من مليوني فلسطيني    |     استشهاد أب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    |     "اليونيسف": 74 طفلا استُشهدوا في قطاع غزة خلال الأسبوع الأول من 2025    |     50 شهيدا منذ الفجر: شهداء وجرحى في غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة    |     "الخارجية": لا يمكن تبرير الفشل الدولي في وقف الإبادة وحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم    |     مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    |     الصليب الأحمر يدعو إلى توصيل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون عوائق
نشاطات فلسطينية في لبنان » برعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تكريم للشاعر الفلسطيني سميح القاسم
برعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تكريم للشاعر الفلسطيني سميح القاسم

برعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط

كرمت محترف ارابيسك للثقافة والفنون

وجمعية الانماء الاقتصادي

ومنتدى حروف،الشاعر  سميح القاسم “

2 أكتوبر 2014

 

اقيم في مجمع فيلدج كونتري كلاب في بعلقين مهرجان تأبيني للشاعر الفلسطيني الراحل سمح القاسم، برعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وبدعوة من محترف ارابيسك للثقافة والفنون وجمعية الانماء الاقتصادي في الشوف ومنتدى حروف، بعنوان ” تحية الى سميح القاسم “

حضر الاحتفال ممثل صاحب الرعاية الدكتور ناصر زيدان وامين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات والمستشار الثقافي في سفارة فلسطين، وممثلين عن النواب نعمة طعمة ومروان حمادة، ومندوبين عن الاحزاب السياسية في الشوف وحشد من القيادات الادارية والتربوية والعسكرية والفنية والادبية و جمع غفير من محبي الشاعر الراحل.

تحدث في الاحتفال وفادي الشامي باسم المنظمين، وكانت وصلة شعرية لزلفا ابو علي زيدان وعماد ابو عجرم، وعرض لفرقة التراث القلسطيني ومحطات غنائية لعباس القعسماني ومايا ابو عجرم ونسرين حميدان، كما غنَّى الفنان احمد قعبور اناشيد من تأليف الشاعر الراحل.

 

كانت كلمة باسم سفير دولة فلسطين اشرف دبور المستشار الثقافي ماهر مشيعل جاء فيها: أبدأ كلمتي بتحية تقدير الأخ السفير اشرف دبور لكم جميعاً اخوة أعزاء واعتذاره لعدم تمكنه من الحضور بسبب السفر، ونيابة عنه ألقي التحية الى سميح القاسم، السنديانة التي رحلت عنا والتحقت بإخوانها أصحاب الكلمة الحرة.

كان هنا وسيبقى في قلوبنا وبيننا وسيكون دائماً المناضل الذي لم يأبه لخبر الموت والحياة وأضحى موته كحياته شعلة أمل وضاءة في غد الحرية. نعم هو سميح القاسم ابن فلسطين، الفارس الشهم، ترجل لكنه باقٍ كالسنديان، خالد في ذاكرة فلسطين التي طالما تغني بها والمصممة على الأستقلال والحرية.

سميح لا محتل ولا سجن ولا سجان ولا توقيف بعد اليوم. انت الان تخصب ارض فلسطين الولد بولوجك الى احشائها بعد ان خصبتها في حياتك بمقاومتك وشعرك المقاوم وحين سئلت عن يوم ميلادك اجبت هو الصاعقة علي التاريخ المعروف بيوم النكبو.

ولدت عربياً سليل أسرة اسلامية على مذهب التوحيد الدرزي وعشت فلسطينياً وافتخر انني انتمى الى هذه الامة العربية. وانا هنا اعتز بوجودي بينكم لمشاركتكم هذه المشهدية الثقافية كما تشاركنا في النضال والمقاومة ونحن نسير على هدى قائدين عظيمين هما المعلم الشهيد كمال جنيلاط والقائد الرمز الشهيد ياسر عرفات.

ونعود الى سميح القاسم وفي المكان نفسه الذي اخترته ووري جسدك الثرى في التراب الحر المعافى الذي ارتضيت واحببت.

ويصدك صوتك بنبرة الواثق خلال تشييعك المهيب عبر مكبر الصوت يوم تغادر روحي فضائي لشيء يسمونه الموت ارجو ان  لا تفارق وجهي الابتسامة.

سميح ونحن نسند أرواحنا بصوتك الذي سيحيا بيننا للابد لن تفارقنا ابتسامتك لقد استشرقت المستقبل واعلنت رفضك تجزئة الامة الى طوائف ومذاهب وعلى طريقتك الخاصة وضعت اسمك في سجل الخالد كنت وفياً ابدياً لفلسطين وعاشقاً للتراب مؤمناً بالقضية وسنبقى الاوفياء لمسيرتك النضالية وثقافتك.

واختتم المهرجان بكلمة باسم راعي الاحتفال  القاها الدكتور ناصر زيدان، جاء فيها:

مشى سميح القاسم مشواره الاخير الى فلسطين، مُنتصبَ القامةِ، فهوى الى لحدٍ عَشقهُ قبل ان يموت. تلحَّفَ تُرابَ فلسطين، فتَحّتَ التُراب لا احتلال ولا مُستبدّين ولا صهاينة ولا مَن يحزنون. تنشَّق رائحةَ شق الثرى الرطِبَة، واكتشف ان تراب فلسطين مازال حُرّاً ولو كانت الارضُ فوقهُ مُغتصبة.

وبقيَّ سميح القاسم مرفوعَ الهامةِ في ذاكرةِ العرب، لكنه لا يستطيع ان يمشي الى حيثُ يُريد.

امَّا قِصفَةُ الزيتون؛ فسقطت من يدهِ وجاء بها هواء الجليل العليل الى ما فوق قبره المتواضع… والنعشُ سقط عن كتفهِ ايضاً  الى الامام، فنام في ذاك النعش جسده النحيل، النومةُ الابدية… وقلبهُ الكبير والقصائدُ والموشحاتُ والملاحِم، افلتت من براثنِ المرضِ المتوحِّشِ، وتوزَّعَت في ذاكرة المُحبين والمُعجبين على امتداد مساحات الامة.

شرفني الرئيس وليد جنبلاط ان انوب عنه بالمُشاركة في احياء هذا الحفل التأبيني، وكلفني ان انقلُ تحياتهِ الى الجمعيات المُنظِّمة، والى الحاضرين فرداً فرداً، من القيادات السياسية والاجتماعية والتربوية والادبية والروحية والعسكرية، والى مندوبي سفارة فلسطين، والى المُتحدِّثين، شاكراً الجهود التي بُذلت لإنجاحِ هذا اللقاء الذي يهدفُ لتخليدِ ذكرى رجُلٍ ملأ الدُنيا صَخباً، وهزَّت كلمات قصائده العروش، وجفَّلتِ الوحوش، وانتصرت في معارك مُتعددة تعجزُ عن الانتصارِ فيها الجيوش.

في الحرب العالمية الاولى قال الاب راسبوتين – المُرشد الروحي للكرملن آنذاك – للقيصر نيكولاي الثاني: الالمان ياسيدي يحشدون اعداد كبيرة من الجنود ضدنا على جبهات القتال في الغرب، فردَ القيصر قائلاً: ليتهم جاؤوا بكل جيوش العالم ضدنا ولم يرسلوا لنا لسان وقلم فلاديمير لينيين ” قائد الثورة البلشيفية” كونه كان لا جيءً في المانيا قبل ان يهرُب الى المُدن والسهوب الروسية.

سميح القاسم لسانٌ وقلمٌ ارَّقَت كلماتُهُ الاحتلال الصهيوني، ووحَّدت قصائده – مع محمود درويش وابو القاسم الشابي وغيرهم – الامة خلف القضية العادلة. ولكن ليس بالكلمة وحدها تتحرر الاوطان، وطردُ الاحتلال يحتاجُ الى الشجاعة، فالرأيُ سبق شجاعةُ الشجعانِ. وكلمات سميح القاسم تُلهبُ القلوب وتفتِّتُ الصخور، ولكنها لا تقتل، والعدو الصهيوني الذي تُقلقه الكلمة، لا يفهم إلا بلغة القتل والدماء.

عندما نستذكرُ سميح القاسم ترتسِمُ امامنا فلسطين لوحةً لا تُنسى، تشدُّنا اليها، ومن نافذتها نرى التاريخَ ونطلُّ على المُستقبل، واذا لم يكن هناك مُستقبلٌ لفلسطين، لا مُستقبل لنا جميعاً… بالامس اطلَّ وليد جنبلاط من على حدود الوطن، وبالقرب من حفافي فلسطين، في حاصبيا وشبعا وكفرشوبا، ليؤكد مُجدداً ان عدو الأُمة واحد، هو مَن يغتصبَ القُدس وغزة وحيفا ويافا والجليل والجولان.

وفلسطينُ مغلولةٌ منا، مقهورةٌ حتى رأس انفها، تتفرجُ علينا بحرقة، كيف نحملُ السلاح بوجه بعضنا البعض، ولا نشهُر هذا السلاح بوجه الغاصب، للنُنقذها من براثن العدو السوداء.

نرفعُ الشعارات التي تُفرِّقُ، ونتجاهل الشعارات التي توحدنا حول القضية، نسينا قُدسية القُدس، وظلينا طريق الجهاد في سبيلها، وادخل بعضنا رؤوسهم في مجاري الجهاد المُزيَّف الوسخ، الذي استغلَّ الدين الحنيف ليقتلَ الابرياء تحت يافطةِ كلمات الشهادتين السامية.

ايها المؤمنون المُجاهدون الطيبون، يا حاملي راية ياسر عرفات واحمد ياسين ومحمد الدُرة وابوجهاد وابو اياد وكمال عدوان وكمال ناصر، ويا مُحبي كمال جنبلاط وسميح القاسم ومحمود درويش وجورج حبش، ايها المُخلصون لفلسطين، تعالوا نردد معاً: ان المُستبدين ليسوا منا،  وقتلةُ شعبنا ليسوا منا… ان المجرمين المتوحشين، دُعاة الذبح والاستباحة والتكفير ليسوا منا… نحن ابناء العروبة الصافية، عروبة التطور والانفتاح والتنوع؛ لا نُحِبَ هؤلاء… ايها القتلة المُنحرفون اعطيتُم شهادة براءة للعدو الصهيوني، بأنه ليس وحده مَن يقتُل شعبنا.

ايها الغافلون في مغاور الجاهلية، استفيقوا من الغيبوبة قبل فوات الاوان، الجيش اللبناني البطل ليس عدواً، والمسيحيون التقاة الابرياء ليسوا اعداء… ليس لنا خيار الا تقوية مقاربات الدول الوطنية غير الدينية، وليس لنا خلاص الا بإحترام القانون والمواطنة المُتجرِّدة من الغرائز الهالكة التي تُشوه الدين. ستبقى رسالة فلسطين امانةُ في اعناقنا، وستبقى ذكرى سميح القاسم والمعروفيين الاحرار خالدةٌ مدى الدهر. عشتم وعاش لبنان وعاشت فلسطين حُرّةٌ ابية

 

2014-10-02
اطبع ارسل