فابيوس يؤكد للمالكي دعم فرنسا للسياسة التي يقودها الرئيس
باريس 15-10-2014
أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن دعمه ودعم الرئيس فرانسوا هولاند وفرنسا، للسياسة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس وإصراره وإرادته الصلبة في المضي قدماً لتحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة.
جاء حديث فابيوس خلال استقباله، وزير الخارجية رياض المالكي الذي زار فرنسا لبضع ساعات، حيث رافقه خلال اللقاء الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، رئيس بعثة فلسطين في فرنسا، السفير هائل الفاهوم.
واتفق الوزيران على عقد اجتماع حكومي فلسطيني فرنسي مشترك في بداية العام القادم يضم عدداً من الوزارات الفلسطينية ونظيراتها الفرنسية، بهدف عقد اتفاقيات ثنائية جديدة وتفعيل الاتفاقيات القائمة، وتدارس سبل تجاوز العقبات التي من الممكن أن تقف في طريق تطوير العلاقات الثنائية الفلسطينية الفرنسية ورفع مستواها على الصعد الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وغيرها.
بدوره، وضع المالكي مضيفه في أجواء زيارته الأخيرة الى سويسرا، ونتائج لقاءاته مع المسؤولين السويسريين والتي تمحورت حول دعوة سويسرا بصفتها الدولة الراعية لاتفاقيات جنيف إلى اجتماع عام لجميع الدول الموقعة على الاتفاقيات وخاصة تلك المتعلقة بمعاملة السكان المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال.
ودعا المالكي فرنسا للعب دور ايجابي في التحضير لهذا الاجتماع بما تمتلك من وزن دولي وأوروبي، مشيرا إلى أن هدف هذا الاجتماع هو ايجاد آليات تلزم اسرائيل باحترام الاتفاقيات الموقعة والتي تدعو دولة الاحتلال الى حماية المدنيين الفلسطينيين، وضرورة تحملها مسؤولياتها كدولة احتلال حسب القانون الدولي الإنساني، ووعد فابيوس بالتعامل الايجابي مع الدعوة لهذا الاجتماع.
وأوضح المالكي أبعاد مشروع القرار الفلسطيني الذي سيقدم الى مجلس الأمن الدولي باسم المجموعة العربية بخصوص وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإلزام اسرائيل في العودة إلى المفاوضات وفق هذا الجدول.
واتفق الوزيران على تشكيل لجنة فرنسية فلسطينية من وزارتي الخارجية في البلدين، لوضع سيناريوهات بأفضل الصيغ الممكنة للقرار والتي تستطيع الحصول على موافقة أكبر عدد من الدول في العالم.
كما أطلع المالكي نظيره الفرنسي على آخر الخطوات التي تم انجازها في مسار المصالحة الفلسطينية الداخلية وإعادة الاعمار، واتفق الجانبان على ضرورة توفير ضمانات دولية تقدمها الدولتين الراعيتين لمؤتمر إعادة إعمار غزة وهما مصر والنرويج وجميع الدول والمنظمات التي شاركت في المؤتمر، وهذه الضمانات تتعلق بضرورة أن لا يتم تعطيل عمليات إعادة الاعمار من قبل أي طرف وبالأخص اسرائيل.
واعتبر المالكي ما جرى في المؤتمر إنجازاً هاماً وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في تحويله إلى واقع من خلال جهود إعادة الاعمار على الأرض وبإشراف كامل من حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، وضرورة أن يوجه الجميع رسالة واضحة وحادة لإسرائيل بأنها ستتحمل مسؤولياتها في مواجهة المجتمع الدولي إن قامت بما من شأنه تعطيل هذه الجهود سواء من خلال منعها إدخال المواد الأولية لقطاع غزة أو من خلال خطوات تصعيدية تمنع البدء أو الاستمرار في جهود البناء وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها آلة الحرب الاسرائيلية.
وفي سياق آخر، التقى المالكي والفاهوم سفير فلسطين في اليونسكو، السفير إلياس صنبر بالمديرة العامة للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، إيرينا بوكوفا، وبرئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو محمد سامح عمرو سفير مصر لدى اليونسكو، وبأعضاء المجموعة العربية في منظمة اليونسكو.
وأطلع المالكي ملتقيه على آخر التطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية على مستوياتها المتنوعة، خاصة مسار حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني واجتماعها في غزة، والنجاح الذي حظي به المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، والجهود الفلسطينية في المحافل الدولية لإنهاء الاحتلال والوصول إلى تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية العليا، مبينا الأبعاد المختلفة للسياسة الفلسطينية التي يقودها والمآلات المتنوعة لها.