بموضوع القدس :لن يتحرك العرب والمسلمين
وكالة معاً
الكاتب عدنان نعيم
ذات مرة أُحرق المسجد الاقصى فلم تنام يومها (رئيسة وزراء الاحتلال حينها "جولدا مئير")خوفا من ان يطلع الفجر وتكون اسرائيل قد دُمرت،لكنها أفاقت على هدوء لم يسبق له مثيل،حينها تيقنت ان العرب ليس اكثر من إستنكار، وردهم وليس اكثر من زوبعة في فنجان "
مشروع تقسيم المسجد الاقصى، سيُعرض الشهر القادم على "الكنيست الاسرائيلي لاقراره ،وطالما انه وصل الى هذه المرحلة، وتدحرجت إجراءات المستوطنين الى هذا الحد اي الوصول الى مخرج وسند "دستوري "لتقسيم المسجد الاقصى فإن استعدادات المستوطنين في المدينه المقدسة قد اكتملت، ومسالة تقسيم الاقصى هو مسألة وقت لا أكثر ولا أقل ،
في القدس تحديدا والضفة هناك ما يزيد عن 45 منظمة وجماعة يهودية منظمة تعمل ليل نهار على تهويد القدس ووضع مخططات للسيطرة على المسجد الاقصى ومحيطة، وكذلك تصعيد وتكثيف الاستيطان بالضفة الغربية وهذه المنظمات يتم دعمها من قبل حكومة الاحتلال ومن قبل منظمات واشخاص في امريكا وبعض الدول الاوروبية .ومعظم الدراسات والتقارير تشير الى ان ما يجري بالقدس هو بالضبط ما جرى في الحرم الابراهيمي الشريف حيث تم تهويدهُ والسيطرة علية تدريجيا ،وما يتم بالقدس ما هو إلا تدريبات وجس لنبض العالم وخصوصا الاسلامي ،تجاه ما سوف يفعلة المستوطنون في القدس ،حيث يمهددون الارضية الاعلامية والنفسية والسياسية والميدانية للسيطرة التامة على المسجد الاقصى عبر مراحل وصلت الى مخططات تقسيم المسجد الاقصى والعمل على اصدار تشريع يسمح لهم بذلك ، فقد أُعدت منذ سنوات تدريبات ورسومات هندسية لنصب الهيكل واجراء القرابين والذبح؛وكذلك السيطرة التدريجية على منازل وبيوت الفلسطينيين وخصوصا الملاصقة والقريبة من محيط المسجد الاقىصى لاحداث تغير ديمغرافي جوهري بالقدس وقد تم ذلك،وصولا الى الحفريات المستمرة تحت المسجد الاقصى وما احدثته من تصدعات في البناء،الى وضع قبور قديمة وهمية تم تصميمها مجددا حيث وضعت مؤخرا في محيط باحات المسجد الاقصى ،بالاضافة الى الاعتداءات اليومية المتكررة من قبل المستوطنين ومحاولات حرق او تدمير اجزاء من المسجد الاقصى وذلك بحماية جيش وشرطة الاحتلال ،حيث منع المسلمون مؤخرا من الوصول الى باحات المسجد الاقصى وذلك لاول مرة بسبب تواجد المستوطنين في ساحاته بمناسبة الاعياد اليهودية،وكذلك وضعت مؤخراً مخططات من قبل المستوطنين وبدعم ن بلدية الاحتلال بالقدس لعمل حائط فاصل ومدخل يضم حائط البراق واجزاء من المسجد الاقصى ،حتى وصلنا الى اخر تصريح ل "رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو حيث صرح امس "ان القدس الشرقية هي جزء اساسي من القدس اليهودية عاصمة اسرائيل وسنحمي اليهود فيها من اي اعتداء كان "،في اشاره لما يجري من تظاهرات في محيط المسجد الاقصى .
ان هذه الاجراءات عايشت مثلها بالضبط، حينما كنت طالبا في جامعة الخليل مطلع التسعينات ،حيث سنوات من الاعتداءات والاحتكاكات المبرمجة من قبل المستوطنين مع الفلسطينيين وشراء البيوت ومصادرت بعضها وحماية الجيش الاحتلالي للمستوطنين الى ان وصل الاجواء الى مداها واصبحوا جاهزين للسيطرة تماما على الحرم الابراهيمي بدون رد فعل حاسم يردعهم تماما ، حينها عمدو الى تحريض باروخ جولدشتاين المتطرف لعمل مجزرة بالحرم الابراهيمي تمهيدا لتقسيمة مكانيا وزمانيا؛ واليوم لا يمكن للمسلمين والعرب ان يدخلوا للحرم بدون موافقة وتفتيش من جيش الاحتلال المتواجد على ابواب الحرم الابراهيمي على مدار الساعة .وحين تم تقسيم الحرم لم يرد العرب بغير الاستنكار والشجب والجعجعات الي لاماء فيها ،رغم ان مجزرة وتقسيما زمانيا ومكانيا ،اي جريمة نكراء قد تمت بحق احد اهم المقدسات الاسلامية والعربية .
واليوم انعم الله علينا بنعمة التكنولوجيا، فالعرب والعالم يشاهدون كل يوم ما وصلت الية الاعتداءات والمخططات للسيطره على المسجد الاقصى، سعيا لهدمة وبناء هيكلهم المزعوم لكن ما زال صوت العرب خافتا لا يتعدى النقد او الشجب وحتى يصدر قرار التقسيم للمسجد الاقصى ويباشرو فعلا في تقسيمه ، لن تجد سوى الشجب والاستنكار إنطباقا للمثل العربي (لو هواها مطر كان رشرشت "ولو كان من نية المسلمين والعرب التحرك من اجل قدس الاقداس لتحركوا منذ وقت طويل جدا .