معاً وسوياً
الحياة الجديدة- رئيس التحرير
في حديث الذاكرة والموقف والمعنى، ليس ثمة كلمات بوسعها ان تقدم للرمز والتاريخ والامثولة، ليس ثمة نص كامل مكتمل، لنحيط بواقعية الاسطورة التي كانها ياسر عرفات، وحيث الوطن صار بعد سنوات طويلة من الاشتباك الصعب والاقتحام المستحيل، بهيئة كوفية، والأمة كلها في رجل.
لا بد من فتوحات في اللغة والمخيلة، لا بد من كنعانيات واهرامات وحدائق معلقة لقول ما لا يشبه حتى الالياذة، ولا بد من جبال كالكرمل والجرمق وجبل الشيخ، هذه التي لا تهزها الريح، تتأمل على مهل فضاء الاسطورة وواقعها لتغني شيئا عن الذي حولها مثالا لطبيعة شعب بات التحدي عنده هو الطبع والطبيعة.
ولا بد من المجاز والكناية باجنحتها الفارهة لنحلق فوق تضاريس معانيه كلها كي نراه ونعرفه جيدا، ونحن نتابع طريقه الاصعب من طريق الحرير والاجمل وعودا حتى من وعود طرق الحرية.
لا بد من روح الكلام كي نرى حنكته وحكمته في المشي ملكا بين حقول المتناقضات الاخطر من حقول الالغام، واثق الخطوة، لا يعرف غير ان يصعد، والكل معه يصعد، ولا بد من طوق الحمامة، ليلتقط القلب انفاسه في اغنية الحب عن صاحب الاغنية.
لا بد من نص الملحمة إذن، لنواصل انتزاع الفرص والتقاط الدلالات الرمزية من توحش الواقع وتعقيداته كما كان يفعل لنمضي في الطريق ذاتها حماة للمشروع الوطني وبناة للدولة المستقلة.
وعشر سنوات اليوم، لا من رحيله في حادثة التراب المفجعة، بل من انبعاثه المتجدد، لا في الذاكرة فقط، وانما واساسا في المسيرة الحرة، حيث رفيق دربه الرئيس ابو مازن واخوته وابناؤه جميعا، ماضون على طريقه يحملون معانيه ويزرعون علاماته في كل مفصل وحكاية، ويصعدون الى الاعالي ذاتها ولا يعرفون غير هذا الصعود.
عشر سنوات من الحضور الخلاق، لروحه في البلاد كلها، قيادة وشعبا وفصائل وطنية وانها لعمر جديد لخلوده الأكيد، ياسر عرفات معا وسويا حتى القدس، فهذا هو العهد وهذا هو الوعد وهذا هو القسم.