الهيئات المحلية الفلسطينية في قلب العالم رغما عن الاحتلال

رام الله 21-11-2014 

بلال غيث

رغم محاولات الاحتلال الكثير من أجل تعطيل فعاليات المؤتمر الدولي للهيئات المحلي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعنوان:' الهيئات المحلية في قلب دولة فلسطين'، ضمن فعاليات السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني للعام 2014، إلا أن المئات من ممثلي الهيئات المحلية على مختلف قارات العالم وصولوا إلى رام الله للمشاركة.

عشرات النشطاء المحليين الدوليين منعوا من الدخول عبر مطار اللد، وآخرون جرى إعاقتهم على معبر الكرامة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبعضا منهم تم احتجازهم على حواجز الاحتلال بعد وصولهم خصوصا على حاجز قلنديا وجبع وغيرها من الحواجز المحيطة برام الله والبيرة، لكنهم تحملوا عناء السفر وأصروا على الوصول والمشاركة.

في هذا السياق احتجز الوفد التشيلي قرابة 4 ساعات لدى مخابرات الاحتلال في مطار اللد مساء أمس وتمكن جزء من أعضاء الوفد من الوصول فيما منع الجزء الأخر

وهنا، قال الفرنسي روبي جون، وهو عضو الوفد الأوروبي، لــ'وفا' إنه تعرض لإعاقات كثيرة قبل الوصول إلى رام الله لكنه أصر على الوصول والتضامن مع الهيئات المحلية الفلسطينية التي تعمل من أجل الحرية والاستقلال.

وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى تطوير وتحسين التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني رغم المعيقات التي يحاول الاحتلال وضعها أمام المتضامنين الدوليين مع الشعب الفلسطيني، وأن فكرة هذا المؤتمر لا تنطلق من تنظيم مؤتمر أكاديمي  تقليدي عادي، بل هو مؤتمر يتمحور حول النقاش والحوار والتبادل والتفاعل في الخبرات، وهذا تعلمته من أصدقائي في جنوب أفريقيا عندما أصبح الرئيس مانديلا الرئيس الأفريقي الأسود الأول الذي سعاد لتعزيز القدرات القيادية للهيئات المحلية.

في السياق ذاته، قال رئيس بلدية نابلس غسان الشكة لــ'وفا'، إن الهيئات المحلية الدولية ساعدت نظيراتها الفلسطينية بشكل كبير، ويعود لهم الفضل في تمكن هذه البلديات من القيام بدورها بعد أن تفهم الجميع عدالة الموقف الفلسطيني.

وتابع: وهذا الحضور رغم المعيقات هو أكبر دليل على أن الهيئات المحلية الفلسطينية أصبحت في قلب الهيئات المحلية العالمية، والهيئات المحلية الفلسطينية ستواصل مقارعة الاحتلال بالتعاون مع نظيراها العالمية، فنحن من خلال هذا المؤتمر نريد أيضا التعلم من تجارب العالم؛ لأن الاحتلال حرمنا من تعلم الكثير في هذا المجال وخير دليل على ذلك منع أعضاء الهيئات المحلية الدولية من الدخول لفلسطين.

وأشار الشكعة، إلى أن أعضاء الهيئات المحلية سيذهبون بأنفسهم للقاء الوفود التي منعها الاحتلال من الوصول إلى فلسطين من أجل خلق شراكات وتعاون معهم والاستفادة من تجاربهم.

من جانبه، قال رئيس بلدية جينا في ألمانيا ألبرت بليز، إن حضورنا من الخارج جاء لتشجيع زملائنا الفلسطينيين للنضال من أجل الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق السلام العادل.

وأردف: فلسطين هي أرض مقدسة لكن الوضع فيها ليس مقدسا بأي شكل من الأشكال، لذلك نحن سنعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني على الوصول للحرية والاستقلال، فسعادة شعب ما تعتمد على سعادة شعب آخر، ولن يتحقق الرفاه لإسرائيل دون تحقق السعادة والرفاه للفلسطينيين، وأنا مقنع أن علينا مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام وحضورنا لفلسطين جاء لتحقيق هذا الهدف.

وأضاف في ألمانيا الشرقية كان لدينا جدار عالي، ولم يكن بالإمكان اختراقه لكن ذلك تحقق بهدمه في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والجدار سيهدم في فلسطين وسيتحقق السلام أيضا.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة الوطنية لفعاليات السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني مازن غنيم، لـ'وفا' أن إسرائيل أعاقت الكثرين من الدخول ولكن رغم ذلك وصل الكثيرون من أبناء شعبنا، وهذا يعبر عن مدى التضامن الذي يحظى به شعبنا.

وقال: ونحن نعمل ضمن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار هذا العام هو عام التضامن مع الشعب الفلسطيني.

إلى ذلك، قال وزير الحكم المحلي نايف أبو خلف، إن المؤتمر يتيح للمشاركين الاطلاع على معاناة قطاع الحكم المحلي الفلسطيني بشكل عام، وضرورة استثمار هذه الفرصة لتحقيق تعاون مشترك بين الهيئات المحلية الفلسطينية ونظيراتها في الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات، داعيا لتكرار زيار دولة فلسطين وإلى الاستثمار فيها، وأنه رغم كل الظروف السياسية فنحن قادرون على توفير بيئة استثمارية حقيقية في مختلف المجالات.

وحث جميع البلديات المشاركة في المؤتمر لعقد شراكات توأمة مع بلديات فلسطينية لتأخذ فلسطين مكانتها ودورها بين دول العالم، مقدما شكره لكل من ساهم للتحضير لأعمال المؤتمر، متمنيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات واقتراحات يمكن الاستفادة منها وقابلة للتطبيق على أرض الواقع.

في سياق متصل، ذكر رئيس بلدية الخليل داود الزعتري، أن المشاركة الدولية الفعالة في هذا المؤتمر هي رسالة تؤكد أن الشعب الفلسطيني يحظى بدعم دولي كبير وتضامن غير مسبوق مع قضيته العادلة، رغم محاولات الاحتلال الضغط على تلك الدول لتجنب الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن وجود الاحتلال يعيق التنمية بكافة أنواعها ويعيق دور المؤسسات والهيئات المحلية، ورغم ذلك فإن الهيئات المحلية الفلسطينية ستواصل العمل على توفير ظروف معيشية جيدة للمواطنين الفلسطينيين من خلال توفير الخدمات الأساسية لهم.

وأضاف أن الوفود التي قدمت إلى فلسطين مرحب بها، ويجب تعزيز التعاون بينها وبين البلديات الفلسطينية وتفير مذكرات تفاهم بين البلديات الفلسطينية والهيئات المحلية العالمية الحاضرين لفلسطين، وإن شبكة التعاون الدولي مع الهيئات الفلسطينية تساعد في تعزيز دور البلديات في التحضير للدولة الفلسطينية إضافة إلى أن فلسطين بحاجة لمزيد من العناية والاهتمام خاصة في مجال تبادل الخبرات.