مكوك فضاء بأيد فلسطينية!
الحياة الجديدة- صبري صيدم
قد يبدو العنوان عريضا لكنه ليس كذلك فلأول مرة بتاريخ فلسطين تشارك مجموعة من أطفالنا المبدعين في مسابقة عالمية للرجل الآلي ليضعوا بذلك أولى بصماتنا في عضويتنا في أولمبياد الروبوت العالمي وعنوانه لهذا العام يتمحور حول استخدام الرجل الآلي في تقنيات المركبات الفضائية وعلم الفلك.
ثلاثة أطفال بعمر الزهور شكلوا الحلقة الأولى من الفرسان من السموع الصامدة ممن تبنّت مشاركتهم مؤسسة ممدوح وجميلة صيدم للإبداع والتنمية بدعمٍ واهتمام مباشر من الرئاسة الفلسطينية. ثلاثة كواكب ومشرفهم ومعهم أحد رواد تقانة الرجل الآلي في فلسطين شكلوا فريقنا الذهبي الذي شرفنا جميعاً بمشاركتهم التي انتهت مع كتابة هذه الكلمات.
جهد هؤلاء الفرسان جاء موازياً لانعقاد احتفالية الإبداع الرابعة والاسبوع الوطني للتشغيل تحت راية الاسبوع العالمي للريادة والذي ينظم في فلسطين بإشراف المؤسسة النجم مؤسسة فلسطين من أجل عهد جديد ووزارة العمل وفرسانها الذين واكبوا التفاصيل فاستحقوا من الجميع التقدير والمحبة.
احتفالية الإبداع لهذا العام كانت في غاية الروعة والإحكام والمهنية بدءًا بالمشاريع التي استعرضها أصحابها والتي وصلت إلى واحد وعشرين مشروعاً ووصولاً إلى كل حبة عرق ذرفت في التحضير والدعم والإسناد والرعاية.
نعم تميزت فلسطين في اسبوعٍ ذهبيٍ من العطاء والنجومية والإصرار بقدرة غير مسبوقة على الحياة فما سمعناه وعشناه وعايشناه شكل مساحة أملٍ متجددة ودفقة نوعية من أوكسجين وقفزة متألقة إلى الأمام.
احتفالية الإبداع تميزت بمشروعات تنوعت من حلول طبية تقنية وأنظمة تحكم واستخدام ذكي للهاتف المحمول وتطبيقات بيئية وصولاً إلى العلاج العصبي والنفسي باستخدام سبل التقانة المختلفة.
كل هذا الجهد توج بالإعلان عن إطلاق صندوق الإبداع برأس مال يصل إلى عشرة ملايين دولار جرى توفير ما يزيد عن أكثر من نصفها بمساهمات فلسطينية خالصة.
أسبوع الريادة واحتفالية الإبداع وصندوق الإبداع وأولمبياد الرجل الآلي كلها منصات لانتقال الشباب من منصة الإحباط إلى عالم الأمل والإنجاز.
فلسطين ليست صفراً مكعباً وإنما عالم عجيب مجبول بعنفوان الشباب الذين يحتاجون منا للمزيد من الرعاية والاهتمام. عالم يحتاج للجرأة والإيمان بأن العلم والابتكار والاختراع روافع من شأنها نقل الناس من عالم اليأس إلى عالم الخلاص والانعتاق.
شكراً لكل الدافقين بالأمل والراعين للإبداع والمؤمنين بهمة الشباب وطاقاتهم.. الأكبر من مربع الظلم .. اليوم وغداً وكل يوم!
s.saidam@gma