نشر في جريدة "اللـواء" الأربعاء 3-12-2014

تبلسم حاجات الطلاب الجامعيين الفلسطينيين في لبنان دون تمييز

"مؤسّسة محمود عباس – برنامج الطالب الفلسطيني» تقدّم المنح في لبنان للعام الخامس

ماهر مشيعل: 2750 طالباً استفادوا.. وهذا العام سنستقبل أكثر من 900 طالب

طاقم "مؤسّسة محمود عباس – برنامج الطالب الفلسطيني» مع الرئيس "أبو مازن»

طلاب يتقدّمون بطلباتهم إلى صندوق الرئيس محمود عباس في صيدا

طلاب فلسطينيون خلال تقديم الطلبات إلى الصندوق في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت

ثريا حسن زعيتر:

تعجُّ السفارة الفلسطينية في بيروت بآلاف الطلبة الفلسطينيين، الذين ينتظرون دورهم لتعبئة الاستمارة الخاصة بالمساعدة المادية التي تمنحها "مؤسّسة محمود عباس – برنامج الطالب الفلسطيني»، دون أي تمييز أو إستثناء كي يبدأوا أو يكملوا تعليمهم الجامعي في الجامعات اللبنانية...

وقد جاء "صندوق الرئيس عباس» ليلبّي حاجات الطالب الفلسطيني الذي ينظر إلى العلم والشهادة الجامعية كرسالة وسلاح يواجه فيه الفقر والعوز ويُكمِل المسيرة الفلسطينية إلى جانب النضال الوطني.. وترجمة لاهتمامات الرئيس "أبو مازن» بالفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان في ظل الظروف الصعبة، بسبب حرمانهم من العمل ومن حقوقهم المدنية، قرّر أنْ تكون قضية العلم من أولوياته.. فأصدر بتاريخ 22 آب 2010، أمراً رئاسياً قضى بإنشاء "صندوق الرئيس محمود عباس» لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في لبنان...

واليوم بات هذا الصندوق بعد مرور 4 سنوات على عمله الدؤوب حاجة لدعم الطلبة الفلسطينيين في لبنان، الذين رحّبوا بالخطوة بعدما كانوا غير قادرين على دفع الأقساط الجامعية الباهظة، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة، خاصة أنّ الخطوة جاءت عامة وليست خاصة لطرف أو وفق الانتماء السياسي وإنّما للشعب الفلسطيني كافة...

"لـواء صيدا والجنوب» يسلّط الضوء على عمل الصندوق مع بداية العام الجامعي الجديد، ويلتقي المستشار الثقافي في سفارة دولة فلسطين في لبنان وممثل الصندوق ماهر مشيعل...

تأسيس الصندوق

* لماذا أنشئت "مؤسّسة الرئيس محمود عباس» – برنامج الطالب الفلسطيني؟

- إنّ مبادرة الرئيس محمود عباس بإنشاء "صندوق الرئيس محمود عباس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في لبنان» عام 2010، الذي أصبح برنامجاً ضمن برامج "مؤسّسة محمود عباس»، يهدف إلى رفع مستوى التحصيل العلمي للطالب الفلسطيني في لبنان، وتمكين جميع الطلاب من مواصلة التعليم، ومنعاً للتسرّب المدرسي، وبالتالي لتحسين المستوى المعيشي المتردّي أصلاً، وذلك يعود لأسباب منع الفلسطيني من الانخراط في سوق العمل اللبناني وحرمانه من أبسط حقوقه، كذلك أيضاً نحن نُعدُّ هؤلاء الشباب والشابّات للعودة إلى الدولة الفلسطينية المستقلة، مُسلّحين بالعلم والثقافة للإسهام في بناء دولتهم.

شروط المساعدة

* كيف تتم مساعدة الطالب الفلسطيني في لبنان؟

- يتم ذلك بخطوات، حيث إنّ المؤسّسة كل عام دراسي جديد منذ العام 2010، تأخذ خرّيجي العام ذاته، وتستمر بمساعدتهم حتى التخرّج، بشرط أنْ يحصل الطالب في كل فصل دراسي على معدّل 2/4 فما فوق، وفي حال كانت النتيجة أقل من ذلك، يُمنح فرصة لمرّة واحدة لتحسين النتيجة وعودته للبرنامج، ولكن في حال تكرّرت النتيجة بأقل من 2 أكثر من مرّة، نضطر آسفين لفصله من البرنامج.

أما من حيث كيفية الآلية، فالمؤسّسة تحدِّد فترة محدّدة لاستقبال الطلبات، وبعد تعبئة النماذج من قِبل الطلاب يتم تقييم الحالة وتحديد نسبة المساعدة، التي تعتمد على أساس النقاط، حيث إنّ النموذج مدروس ومُعد بعناية، ليأخذ بعين الاعتبار جميع النواحي الأكاديمية والإجتماعية. وتقدّم المؤسّسة المساعدة للطلاب في جميع الجامعات اللبنانية المعتمدة في لبنان، بالإضافة إلى المعاهد المهنية وهو ما اعتمدناه ابتداءً من هذا العام، حيث تقدّم المساعدة على دفعتين وبشكل مباشر للجامعات.

افتتاح مراكز

* لماذا تم توزيع استقبال الطلبات للبرنامج هذا العام على عدّة مناطق؟

- تم هذا العام إنشاء مراكز استقبال في المناطق من أجل التخفيف عن كاهل الطالب مادياً وزمنياً، حيث كان جميع الطلاب يحضرون إلى مقر المؤسّسة في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وأحياناً يضطر الطالب إلى الحضور مرّتين، في حال عدم اكتمال ملفّه، ما يرتّب عليه مصاريف إضافية فضلاً عن ضياع وقته، خصوصاً القادمين من المناطق البعيدة، وهذا جزء من تطوير عمل المؤسّسة وتحديثه.

الطلاب المستفيدون

* ما هو عدد الطلاب المستفيدين من المؤسّسة؟

- بلغ عدد الطلاب الذين استفادوا من المؤسّسة خلال الأعوام الأربعة السابقة (2750 طالباً)، باستثناء الطلاب الذين استفادوا لفصل أو اثنين ولم يحالفهم الحظ بالنجاح وانسحبوا من الجامعات. كما كانت لدينا هذا العام أوّل دفعة خرّيجين من الطلاب الذين استفادوا من المؤسّسة وعددهم تجاوز الـ (450 طالباً)، وسنستقبل هذا العام أيضاً أكثر من (900 طالب).

وهنا لا بد لي من أن أشير إلى سياسة المؤسّسة التي تعتمد شروطاً للمنحة تنسجم مع إمكانياتها المادية والموارد المالية والبشرية التي تعتمد عليها، من أجل الحفاظ على ديمومة واستمرار عملها، وما تقدّمه من منح، وذلك يوجب علينا وضع خطط مرحلية مستفيدين من تجاربنا ونتائج السنوات السابقة، ونبني عليها السياسات المُتّبعة والمُحدّثة.

شائعات وتأخير

* يتردّد بين الحين والآخر عدم دفع الأقساط كاملة، وأحياناً هناك تأخير؟

- منذ انطلاق هذا البرنامج تحت إسم "صندوق الرئيس محمود عباس لمساعدة الطلاب الفلسطينيين في لبنان» عام 2010، والذي أصبح إسمه "برنامج الطالب في مؤسسة محمود عباس» لا نقدّم منحاً 100%، بل نقدّم مساعدات جزئية، ونعتمد على مبدأ النقاط التي يحصل عليها الطالب في الطلب المقدّم للمؤسّسة، والذي يأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب المتعلّقة بحياة الطالب وأسرته أكاديمياً واجتماعياً - أي بمعنى أنّ مجموع النقاط من 100 يكون هو النسبة المئوية من قيمة تكلفة الساعات المعتمدة المسجّلة في الفصل، حيث إنّنا نقوم بالدفع مرّتين في العام خلال الفصلين الأول والثاني، وتقديرنا للمعدل العام للمساعدة هو 50%.

وتابع مشيعل: "أما بالنسبة للتأخير، نعم أحياناً يكون هناك تأخير بسيط، وذلك يعود لأسباب فنية تقنية بيننا وبين الجامعات، لكن هذا العام له خصوصيته، حيث إنّنا كنّا ننتظر نتائج التصحيح لكن - كما تعلمون - تأخّرت كثيراً، وفي النهاية تم اعتماد الإفادة لجميع مَنْ ترشّح، وبالتالي كان لا بد للمؤسسة من دراسة هذا المتغيِّر المفاجئ وكيفية التعاطي مع نتائجه، وها نحن بدأنا باستقبال الطلبات، ونقوم ببذل كل جهد مستطاع كي نسرّع العملية، ونتمنّى أنْ ننجز ذلك ضمن الفترة المقبلة، وسنتعاون مع الجامعات أيضاً من أجل تسهيل أمور طلابنا لديهم".