كمال شاتيلا: الإنضمام للجنائية الدولية إنتصار لفلسطين وهزيمة سياسية للعدو وحلفائه
وصف رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا إنضمام دولة فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية بأنه إنتصار لفلسطين وهزيمة سياسية للعدو الصهيوني وحلفائه، وحدد خطوات لإنعاش القضية، داعياً العرب للإستعداد لمساندة إنتفاضة فلسطينية جديدة.
وقال شاتيلا في بيان: لقد سجلت منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها بقيادة الرئيس محمود عباس انتصاراً سياسياً هاماً بالانتساب إلى منظمات دولية وتوّج بقبول الأمم المتحدة إنضمام دولة فلسطين الى المحكمة الجنائية الدولية.
إن هستيريا حكومة نتنياهو تعكس هزيمة العدو سياسياً، وتعطي مفارقة للمستقبل، فالعدو يعلم أن موازين القوى في الأمم المتحدة بدأت تميل نحو مجموعة البريكس والعالم الثالث وتحاصر دور الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.
لقد صدر في السبعينيات قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يساوي الصهيونية بالعنصرية، ثم أدخلت الأمم المتحدة تعديلات على شرعة حقوق الإنسان لتتضمن الحقوق الاجتماعية، مما دفع الولايات المتحدة للإنسحاب من اليونيسكو احتجاجاً على قرارات لصالح قضية فلسطين، ومع اننا من دعاة الاعتماد الذاتي فلسطينياً وعربياً، إلا أننا نرى أهمية التحرك السياسي لدولة فلسطين في الأمم المتحدة لتشكيل قوة عالمية تدين عنصرية اسرائيل كما حصل لدولة جنوب افريقيا (الابارتايد).
ان هذه المعركة السياسية الفلسطينية تحتاج الى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، بمقدار الحاجة الى مساندة عربية عملية، والجامعة العربية مدعوة لاسقاط التفويض الاحتكاري للولايات المتحدة لحل القضية، هذا التفويض الى جانب المفاوضات العبثية ملأ الضفة الغربية بالمستوطنات وهوّد القسم الأكبر من القدس الشريف. فبعد عشرين عاماً من المفاوضات ومن التحالف الاستراتيجي بين اسرائيل وامريكا، تراجعت قضيتنا وازداد العدوان الصهيوني وحشية. واذا كانت المقاومة العربية في لبنان وفسطين قد حققت نوعاً من الردع والتوازن مع العدو، فان احياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وخوض المعركة السياسية دولياً، يولد ضغوطاً فعلية على العدو.
إن توفير الدعم العربي المادي والسياسي لفلسطين، واستمرار النضال لتفكيك الحصار على غزة واعادة اعمارها، وتطبيق الاتفاقات بين الفصائل الفلسطينية، وتولي السلطة معبر رفح كما جاء في الاتفاقات، ثم تعزيز دور حكومة الوفاق.. كل ذلك يؤدي الى انعاش قضية فلسطين وإعمار غزة ويوجه ضربات للتطرف المسلّح الذي يعبث بالوحدات الوطنية العربية، ويخدم أعداء فلسطين والأمة، ويوجه سلاحه الى المواطن العربي وليس ضد العدو الاسرائيلي، الأمر الذي يفضحه ويؤدي إلى إنحساره.
إن علينا أن نوجه الشكر لمجموعة البريكس وكل الذين وقفوا مع الاعتراف بدولة فلسطين وإنضمامها إلى الجنائية الدولية، وإدانة كل من امتنع أو رفض وبخاصة الولايات المتحدة. وعلى العرب، رسمياً وشعبياً الإستعداد لمساندة انتفاضة جديدة في فلسطين، فلا سبيل لإستعادة حقوقنا إلاّ بالكفاح بكل الوسائل المتاحة وعلى قاعدة وحدة وطنية متماسكة وقوية.