ارهابيون حتى قيام الساعة
الحياة الجديدة- عدلي صادق
طار نتنياهو الكريه الى باريس لركوب موجة الإدانة للإرهاب الذي يتلطى بالدين الإسلامي. وقد شجعه وجود بعض الضحايا الفرنسيين اليهود ضمن القتلى. لكن اقطاب السياسة الفرنسيين، يعرفون ان إرهاب الشبان الثلاثة الذين اقترفوا أفعال القتل، لا يساوي مثقال ذرة من إرهاب نتنياهو وحكومته الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء. ذلك فضلاً عن كون الإرهاب الأول، ينبثق عن هواجس فردية مريضة، أو هو على الأكثر هواجس مجموعة صغيرة غير متفقهة في الدين ولا هي عليمة بالسياسة. أما إرهاب نتنياهو، فهو إرهاب دولة، تستخدم فيه فتاوى حاخامات عنصريين معتوهين، وأحدث ما انتجته المصانع الاميركية من معدات صُنعت للحرب الحديثة، وقد استخدموها لقتل الأطفال الأبرياء. لهذا السبب كان الرئيس الفرنسي هولاند، محرجاً من ظهور نتنياهو في مقدمة الشخصيات الدولية التي تظاهرت ضد الإرهاب. وقالت الصحافة أمس، ان الفرنسيين أرجعوا نتنياهو الى صف متأخر، لكنه ظل يدفع بنفسه الى الأمام، وتحاشر مع رئيس جمهورية مالي، حتى أصبح في المقدمة وسط امتعاض الفرنسيين ومعظم الضيوف.
ذهب نتنياهو الى فرنسا للمتاجرة بدم اليهود الفرنسيين. فاليهودية عند هؤلاء المحتلين ذات منحى امبريالي يختلف تماماً عن ديانة القلة من اليهود الذين تواجدوا على أرضنا ووجدهم الخليفة عمر في القدس. كانوا عشرين شخصاً بالعدد، طلبوا الأمان من سيدنا عمر في الجابية سنة 16 هجرية مثلما كتب الطبري في تاريخ الرسل. وقال الأزدي البصري في «فتوح الشام» إن يهود القدس العشرين، رحبوا بالفتح الإسلامي أيما ترحيب، واعتبروه منقذا لهم من الاستبداد البيزنطي. وتطوع أحد العرافين اليهود ممن عاشوا في أكناف بيت المقدس، بــ «تنقيط» الفاروق عمر بمعلومة لا بد أنه اخترعها في لحظتها، وهي أن لدى اليهود نبوءة قديمة تؤكد على أن القدس ستُفتح على يديه. وتروي احدى برديات «جينزا» اليهودية التي عُثر عليها في معبد ابن عزرا في القاهرة، أن حاخاماً يهودياً طلب من سيدنا عمر أن يأذن لمئتي عائلة يهودية بالسكن في المدينة. غير أن ابن الخطاب، استشار بطريرك القدس الذي رفض السماح لأكثر من سبعين عائلة أن تسكن في المدينة، وهكذا كان في البداية، ثم انتقل نصف هؤلاء الى الرملة، وكان بعض هؤلاء يخدم ويحرس عند بوابات الأقصى.
أما اليهود الجامحون الذين يمثلهم نتنياهو والمتطرفون الذين معه، ممن يضطهدون المسلم والمسيحي؛ فإن هؤلاء يمثلون نبتاً شيطانياً استعمارياً لا علاقة له بالأديان ولا بالتاريخ، منكراً لحق أهل البلاد الأصليين ولحقوق أهل الديانات السماوية. ويكفي التذكير، بأن نتنياهو هو امتداد مقترفي أولى التفجيرات الإرهابية في القدس، الذين كانوا مطلوبين للبوليس البريطاني، وهم مخترعو العبوات المفخخة، ومطلقو النيران على المندوبين الدوليين، ومرتكبو المجازر ضد النساء والأطفال. فمهما حاول هؤلاء الخداع، فإن أمرهم معلوم، وملاحقتهم ماضية الى يوم قيام الساعة!