وجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه أمس الاثنين وكأنه داخل "آلة زمن" أعادته إلى الوراء عشرات القرون، حين رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبله في القصر الرئاسي الجديد بأنقرة، في مراسم مطعّمة بأمجاد 16 إمبراطورية تركية، بدءا من قبائل "الهون" التي احتلت معظم أوروبا قبل 1650 سنة، إلى زمن السلاجقة ثم العثمانيين البائدين في أوائل القرن العشرين.

بدأ الاستقبال العثماني الطراز بنزول أردوغان من سلم قاعة استقبال كبيرة في القصر الذي تم تدشينه العام الماضي وكلف أكثر من نصف مليار دولار، ونراه في الفيديو الذي قامت "العربية.نت" بتحميله من موقع "سونداكيا" التركي، وقد حفّ به من الجهتين 16 محاربا من حملة الرماح والسيوف، وعلى كل منهم زي عسكري يمثل حقبة مرت عبر 2200 عام من التاريخ التركي، وقد اعتمروا خوذات متنوعة، بعضها ذهبي البريق.

الا أن وسائل إعلام تركية أوضحت بأن المراسم "ليست أصيلة" إلى درجة أن لحى وشوارب بعض من أحاط بأردوغان من المحاربين، لا تمثل تماما الحقب التاريخية "واتضح أن بعضها من شعر اصطناعي". كما كتب الصحافي التركي قدري غورسيل، وهو من صحيفة "ميلييت" الشهيرة، تغريدة في "تويتر" وصف فيها "تعمد" أردوغان بإظهار "عظمة" تركيا الجديدة، على أنه "مجرد سيرك عثماني في القصر الرئاسي"، طبقا لما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس.

وكانت وكالة الأناضول التركية هي من شرح في خبرها عن الاستقبال الامبراطوري للرئيس الفلسطيني أمس بأن المحاربين الواقفين على درجات سلم قاعة الاستقبال الرئيسية في القصر الرئاسي، يمثلون 16 امبراطورية تركية، بدءا من "الهونية" مرورا بالسلاجقة والمغول الى الامبراطورية العثمانية التي تفككت في 1922 وتلاها تأسيس مصطفى كمال أتاتورك للجمهورية الجديدة.