ضربة معلم
الحياة الجديدة- عمر حلمي الغول
مشاركة الرئيس محمود عباس بالمسيرة المليونية في باريس يوم الاحد الماضي، كانت خطوة شجاعة، عكست حرص القيادة الفلسطينية، ممثلة برمزها الاول على تأكيد رفضها للارهاب بكل مسمياته وعناوينه وخلفياته. ولتقول للعالم ككل وليس لاوروبا فقط، بان الشعب الفلسطيني اكتوى، وما زال يكتوي بالارهاب الاسرائيلي المنظم على مدار الساعة، ولن تقبل اي شكل من اشكال الارهاب الاسود. ولتقول لقيادات العالم، عليكم واجب اماطة اللثام عن وجه العنصرية والفاشية الاسرائيلية، التي تتماهى مع «داعش» وغيرها من عناوين الارهاب.
بعكس ذلك المتاجر بدماء الضحايا السبعة عشر في صحيفة «شارلي ايبدو» والسوبرماكت، الذي جاء لباريس رغما عن رفض القيادة الفرنسية خاصة الرئيس هولاند، الذي رفض مشاركة، رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في المسيرة، ليس فقط لانه سيستثمرها في حملته الانتخابية، ولكن لانه جزء من الارهاب، ولانه تطاول اسوة بالعديد من القيادات الاسرائيلية على السيادة الفرنسية، اضف الى انهم، سعوا (قادة اسرائيل) لاستخدام الارهاب، الذي طال بعض الفرنسيين من اتباع الديانة اليهودية (وفق بعض مصادر تركية (الاستخبارات، رئيس بلدية انقرة) يقف وراءه «الموساد الاسرائيلي) للترويج لبضاعة فاسدة، تتمثل بدعوة اليهود الفرنسيين للهجرة لاسرائيل. وهو ما اثار غضب واستياء الشعب والقيادة الفرنسية، التي تعتبر ذلك الموقف تدخلا فضا في الشؤون الداخلية الفرنسية.
وبعكس ما حاولت بعض الجهات المتهافتة، الاساءة لمشاركة الرئيس محمود عباس بالمسيرة، التي رحبت بها، وتحمست لها، وهيأت لها الرئاسة الفرنسية المكانة اللائقة، لتعكس الرغبة الفرنسية بابراز مشاركة ابو مازن في المسيرة، والرئيس هولاند، هو وليس احد غيره، من طالب بوجوده (عباس) في مقدمة المسيرة، وليس هو من «زاحم» ليكون في المقدمة، كما حاولت بعض وسائل الاعلام الترويج له. وشتان بين ابو مازن، الذي تعامل بمسؤولية عالية مع مشاركته في المسيرة وبين، نتنياهو، الذي كان اشبه بالأراغوز، وهو يزاحم ويدافش ليكون في مقدمة المشاركين.
مشاركة الرئيس عباس، كانت ضربة معلم فعلا، لماذا؟ اولا لانها جاءت لتؤكد انسجام القيادة الفلسطينية مع سياساتها المعادية للارهاب؛ ثانيا لتؤكد تضامنها مع فرنسا المكلومة، ورد الجميل للمواقف الفرنسية الداعمة للحقوق الفلسطينية، والتي تجلت في الاعتراف الرمزي للجمعية الوطنية الرمزي بدولة فلسطين، وايضا لتصويت فرنسا في مجلس الامن لصالح القرار الفلسطيني العربي؛ ثالثا للتأكيد للفرنسيين والاوروبيين، ان منظمة التحرير والشعب الفلسطيني شريك اساسي ضد الارهاب الاسود، ومستعدة للتعاون مع كل القوى والدول لمحاربته؛ رابعا لارسال رسالة للمشاركين بالمسيرة من قادة دول العالم ومواطنين، ان الشعب والقيادة الفلسطينية بحاجة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في التصدي للارهاب الاسرائيلي المنظم.
اما الاصوات الغبية والمأجورة والمتساوقة مع الارهاب (حركة حماس ومن لف لفها)، التي اساءت لشخص الرئيس عباس، وحاولت تشويه مشاركته في المسيرة، فانها عكست افلاسا سياسيا، وفقر حال قيمي، ودللت على انها اعجز من ان تقرا دلالات المشاركة الفلسطينية في المسيرة. كما انها اسيرة عقدة نقص تلازمها من الحضور الفلسطيني المميز في المسيرة، الذي عكسه وجود الرئيس ابو مازن فيها.