اميركا تطلب الحرب ولو في الصين
الحياة الجديدة- حافظ البرغوثي
الجهاد غير الاسلامي خرج من تحت العباءة الاميركية واتخذ اشكالا عدة.. واشنطن التي تدعي محاربته تدمر دولا وتبيد شعوبا وتبقي على فتات الجهاد غير الاسلامي حيا.. ليست معنية بما حدث في فرنسا فكانت الدولة الاقل تمثيلا في مسيرة باريس وارسلت وزير العدل الاميركي لتمثيلها حيث لم يحضر المسيرة بينما هو كان ذاهبا لاجتماع وزراء الداخلية لبحث الارهاب ولم يكمل الاجتماع. واشنطن ليست معنية لا بمكافحة الارهاب وجذوره ولا بحل القضية الفلسطينية تريد من بعض العرب ان يشنوا حربا برية على داعش بينما هي منهمكة في حرب اسعار النفط لافقار روسيا وافلاس الصين على المستوى التجاري الدولي واعادة الخزينة الايرانية الى التسول وتركيع العرب. انها حرب اميركية جديدة ليست فيها تسويات سلمية بل محاولة لاعادة فرض القطب الاحادي على العالم. اذا لم تتدارك بعض الدول العربية السوق النفطية قبل انهيارها وتسيد الولايات المتحدة وكندا وغيرهما المشهد النفطي فان الحقبة العربية تكون قد انتهت ولن تستطيع مثلا دول الخليج انعاش مصر حتى تشكل محورا عربيا قويا.. فالهدف الاميركي ما زال تحطيم الدولة المصرية لاحياء المشروع الاخواني الذي ما زال قائما في الاستراتيجية الاميركية.. واذا صفق بعض الاسرائيليين لانهيار السوق النفطية وتنبأوا بزحف كثبان الرمل على ابراج وناطحات السحاب في دول الخليج فهم يجهلون انه بالمقدار الذي يفقد فيه النفط اهميته الاستراتيجية تفقد اسرائيل اهميتها بالنسبة للغرب.. وبالمقدار نفسه تفقد الدول العربية المنتجة اهميتها ايضا.. ولا تستطيع اسرائيل ان تتحول الى قوة اقليمية مدجنة حتى لو اشاع افيغدور ليبرمان ذلك لان قوة اسرائيل الاقتصادية والعسكرية مستمدة من الدعم الغربي لها.. واظن ان روسيا والصين لا تجهلان هذا المخطط الاميركي تجاههما ولن ينتظرا حتى تخنقهما واشنطن اقتصاديا مثلما حدث مع الاتحاد السوفييتي.. فالعبرة ماثلة ولم يمض عليها عقدان وهذا الاندفاع الاميركي نحو الشرق الاقصى وتجاهل الشرق الادنى سيجعل الاميركيين لا يحققون لا الاقصى ولا الادنى، فالمكيدة النفطية والارهاب عمليا هما ثقب اسود يلتهم احيانا الاقرب اليه وهم الاميركيون.