التاريخ : الأحد 25-05-2025

الرئيس يجتمع مع نظيره اللبناني    |     بيان مشترك لبناني- فلسطيني: الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان    |     الرئيس يصل لبنان في زيارة رسمية لثلاثة أيام    |     الاحتلال يواصل حصاره المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس    |     الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: استمرار تجريف البنية التحتية وتدميرها    |     وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يبحثون تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل    |     "مدار": مايكروسوفت توظّف GPT-4 من OpenAI في خدمة جيش الاحتلال في حرب الإبادة على غزة    |     مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    |     "الأونروا": اليأس بلغ ذروته وعلى إسرائيل رفع الحصار عن غزة    |     عشرات الشهداء والجرحى في تجدد قصف الاحتلال العنيف على قطاع غزة    |     الرئيس الفرنسي: المعاناة الإنسانية في قطاع غزة بلغت حدا لا يطاق    |     17 شهيداً في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة    |     مظاهرات حاشدة في الولايات المتحدة في الذكرى الـ77 النكبة    |     148 شهيدا في غضون 24 ساعة: شهداء وجرحى في غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة    |     نقابة الصحفيين: 219 شهيدا صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام خلال حرب الإبادة الإسرائيلية    |     الاحتلال يعتدي بالضرب على طفل من بلدة بيت أمر ويعتقله    |     "الوطني": ما يجري في غزة تطهير عرقي وإبادة جماعية ونطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال    |     خوري يشارك في حفل تنصيب البابا لاون الرابع عشر في الفاتيكان    |     اليونيسف: الوضع تدهور بغزة في الشهرين الماضيين بسبب الحصار الإسرائيلي    |     إسبانيا: الوضع في غزة حرج ومدمر وغير إنساني إلى أبعد الحدود    |     الرئيس يدعو قمة بغداد لتبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام    |     فتوح: مجازر الاحتلال شمال قطاع غزة تمثل جريمة إبادة جماعية    |     العاهل الأردني يجدد الدعوة إلى استعادة وقف إطلاق النار في غزة ووقف تصعيد الاحتلال في الضفة    |     29 سيناتورا بمجلس الشيوخ الأميركي يطالبون ترمب بالضغط على الاحتلال لإنهاء حصار غزة فورا
أراء » القرار الصعب
القرار الصعب

القرار الصعب

الحياة الجديدة- سما حسن

التقيتها في مركز طبي للأشعة السينية حيث كانت تتنقل بخفة لا تتناسب مع عمرها المتقدم تنظف هنا وهناك وتجمع القمامة. جلست لتستريح على الكرسي الطويل الذي أجلس على حافته فحدثتها اشفاقا مني على حالها بقولي:" يعطيك العافية يا خالتي"، وكأنها قد سعدت بشعوري بها وبدأت تحكي قصتها وأنها سر بقاء عائلتها حتى الآن.
تركها زوجها هي وثمانية من الأطفال قبل ستة عشر عاما وتزوج بأخرى، تقول: كنت أمام قرار صعب، فهو يريد اذلالي أنا وأولادي لأنه لم يحسن اختيار زوجته الثانية وكأننا السبب فيما يحدث له، فكان لا ينفق علينا وكلما أرسلت أحدا من أولادي الثمانية ليطلب منه مالا أو طعاما, كان ينهال عليه ضربا وتقريعا حتى أصبح أولادي يخشون مجرد ذكر اسمه، فقررت أن أعتبره ميتا وأعيش حياتي واربي أولادي".
"للأسف لم أتعلم ولذلك بدأت أعمل خادمة في البيوت وتنقلت من بيت لبيت طيلة السنوات الماضية وكلما عملت في بيت رشحني أهله لبيت آخر لأمانتي ودقة عملي, كنت أقوم بتنظيف البيوت ومنحني الله الصحة والعافية لحمل الأثاث والسجاد في البيوت الفارهة, ومرت السنوات وأنهى أولادي الثمانية تعليمهم الجامعي جميعا ولكن أياً من أولادي لم يحصل على وظيفة وتزوجت ثلاث من البنات وبقيت الصغيرة التي لا تعرف كلمة " أبي", وها أنا أكمل المشوار مع أولادي وقد مضى بي العمر ولم أحتج لأحد".
"طلبت منه الزواج باخرى لأني قبلت كل شيء منه إلا الخيانة، لم اتحمل أن يخونني ويجاهر بخيانته أمامي بدعوى أنه رجل ومن حقه أن يفعل ما يريد، قتلني بشكه وغيرته وكان يمنعني من الخروج من البيت وأظل تحت رحمته حتى يعود نهاية الاسبوع من عمله داخل الخط الأخضر، وأنا أعرف أنه سينفق ما يحصل عليه من مال على نساء ساقطات، فقررت أن أتركه".
حقا المرأة لا تحتمل خيانة الرجل لها، ربما تحتمل كل عيوبه إلا الخيانة فهي الشيء المقزز الذي يجعلها تشعر أن امرأة أخرى تشاركها زوجها الذي أعطته كل شيء ولم تبخل عليه بشيء، وقالت لي أيضا: ما يؤلمني هو الصغيرة التي لم تعرف كلمة أبي ولم تنعم بحنانه أو تشعر بوجوده بيننا فقد تركنا وهي ما زالت رضيعة، وحين كبرت ووعيت وعرفت أن والدها قد تركنا من أجل " النساء" كرهته، وأنا لم أكن اريدها أن تكرهه.
لم أخبركم أنني كنت أصحب صغيرتي معي والتي كانت تجلس إلى جواري وتستمع لقصة تلك المرأة، وقد نسيت الصغيرة تماما وأنا مشدودة بكل حواسي نحوها لأنها تحكي قصة امرأة أعرفها، امرأة لم تحتمل الخيانة وربت أولادها وشقت طريقا صعبة وحيدة، لم أتذكر ابنتي إلا حين سمعت بكاء مكتوما خلفي.

2015-01-15
اطبع ارسل