التاريخ : الجمعة 22-11-2024

السفير دبور يستقبل القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنان لمناسبة انتهاء مهام عمله    |     السفير دبور يستقبل رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان    |     دبور يزور مثوى الشهداء ويضع إكليلاً باسم الرئيس عباس في الذكرى العشرين لاستشهاد الرمز ياسر عرفات    |     السفير دبور يتفقد ابناء شعبنا في مخيم الرشيدية    |     الجبهة الديمقراطية تعرض مع السفير اشرف دبور تداعيات العدوان الاسرائيلي على اللاجئين والنازحين منهم ف    |     السفير دبور يستقبل القائم باعمال سفارة دولة الكويت في لبنان    |     السفير دبور يستقبل المفوض العام لوكالة الاونروا فيليب لازاريني    |     السفير دبور تفقد النازحين من ابناء شعبنا في مراكز الإيواء في مدينة ومخيمات صيدا    |     السفير ديور تفقد النازحين من ابناء شعبنا في مراكز الإيواء    |     تدين قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العدوان الصهيوني المتواصل على الشعبين الشقيقين ال    |     "فتح" تنعى الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله    |     اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تعزي باستشهاد الأمين العام لحزب الله    |     الرئيس يعزي باستشهاد أمين عام حزب الله حسن نصر الله    |     برعاية سفارة دولة فلسطين: توقيع اتفاقية تعاون بين حملة المطران كبوجي ووكالة الاونروا    |     35 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى    |     البنك الدولي: الأراضي الفلسطينية تقترب من السقوط الاقتصادي الحر وسط أزمة إنسانية تاريخية في قطاع غزة    |     مصطفى خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك: حُقوقنا في تقرير المصير والعودة والحياة والحرية والك    |     الرئيس أمام الجمعية العامة: نطالب بتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة    |     شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مدينة غزة    |     السفير دبور يستقبل منسق لجنة الطوارئ الوطنية اللبنانية وزير البيئة ناصر ياسين    |     الرئيس يهاتف زوجة المناضل سامي مسلم معزيا بوفاته    |     الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير سامي مسلم    |     بمشاركة الرئيس: الجمعية العامة للأمم المتحدة تواصل أعمالها في نيويورك    |     رئيس الوزراء يبحث مع غوتيريش خطوات تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال
أراء » القرار الصعب
القرار الصعب

القرار الصعب

الحياة الجديدة- سما حسن

التقيتها في مركز طبي للأشعة السينية حيث كانت تتنقل بخفة لا تتناسب مع عمرها المتقدم تنظف هنا وهناك وتجمع القمامة. جلست لتستريح على الكرسي الطويل الذي أجلس على حافته فحدثتها اشفاقا مني على حالها بقولي:" يعطيك العافية يا خالتي"، وكأنها قد سعدت بشعوري بها وبدأت تحكي قصتها وأنها سر بقاء عائلتها حتى الآن.
تركها زوجها هي وثمانية من الأطفال قبل ستة عشر عاما وتزوج بأخرى، تقول: كنت أمام قرار صعب، فهو يريد اذلالي أنا وأولادي لأنه لم يحسن اختيار زوجته الثانية وكأننا السبب فيما يحدث له، فكان لا ينفق علينا وكلما أرسلت أحدا من أولادي الثمانية ليطلب منه مالا أو طعاما, كان ينهال عليه ضربا وتقريعا حتى أصبح أولادي يخشون مجرد ذكر اسمه، فقررت أن أعتبره ميتا وأعيش حياتي واربي أولادي".
"للأسف لم أتعلم ولذلك بدأت أعمل خادمة في البيوت وتنقلت من بيت لبيت طيلة السنوات الماضية وكلما عملت في بيت رشحني أهله لبيت آخر لأمانتي ودقة عملي, كنت أقوم بتنظيف البيوت ومنحني الله الصحة والعافية لحمل الأثاث والسجاد في البيوت الفارهة, ومرت السنوات وأنهى أولادي الثمانية تعليمهم الجامعي جميعا ولكن أياً من أولادي لم يحصل على وظيفة وتزوجت ثلاث من البنات وبقيت الصغيرة التي لا تعرف كلمة " أبي", وها أنا أكمل المشوار مع أولادي وقد مضى بي العمر ولم أحتج لأحد".
"طلبت منه الزواج باخرى لأني قبلت كل شيء منه إلا الخيانة، لم اتحمل أن يخونني ويجاهر بخيانته أمامي بدعوى أنه رجل ومن حقه أن يفعل ما يريد، قتلني بشكه وغيرته وكان يمنعني من الخروج من البيت وأظل تحت رحمته حتى يعود نهاية الاسبوع من عمله داخل الخط الأخضر، وأنا أعرف أنه سينفق ما يحصل عليه من مال على نساء ساقطات، فقررت أن أتركه".
حقا المرأة لا تحتمل خيانة الرجل لها، ربما تحتمل كل عيوبه إلا الخيانة فهي الشيء المقزز الذي يجعلها تشعر أن امرأة أخرى تشاركها زوجها الذي أعطته كل شيء ولم تبخل عليه بشيء، وقالت لي أيضا: ما يؤلمني هو الصغيرة التي لم تعرف كلمة أبي ولم تنعم بحنانه أو تشعر بوجوده بيننا فقد تركنا وهي ما زالت رضيعة، وحين كبرت ووعيت وعرفت أن والدها قد تركنا من أجل " النساء" كرهته، وأنا لم أكن اريدها أن تكرهه.
لم أخبركم أنني كنت أصحب صغيرتي معي والتي كانت تجلس إلى جواري وتستمع لقصة تلك المرأة، وقد نسيت الصغيرة تماما وأنا مشدودة بكل حواسي نحوها لأنها تحكي قصة امرأة أعرفها، امرأة لم تحتمل الخيانة وربت أولادها وشقت طريقا صعبة وحيدة، لم أتذكر ابنتي إلا حين سمعت بكاء مكتوما خلفي.

2015-01-15
اطبع ارسل