ليبرمان – البردويل، وماذا بعد ؟؟
كلمة "الحياة الجديدة"
القول ان هناك عقلاء في حركة حماس، يعني حكما ان فيها ايضا حمقى وجهلة، فاذا ما صح هذا القول فإنه من الواضح أن الحمقى والجهلة، هم من باتوا اليوم من يمسك بزمام الامور في حماس، وهم اصحاب الرأي والمشورة والسياسة فيها، غير اننا لسنا مع هذا التصنيف، ليس لأننا نعتقد وبقوة ان حماس من اتباع الباطنية والتقية السياسية التي تجعل من مواقفها ايا كانت بألوان متعددة، وحسب ما تقتضي حاجتها للتمكن والسيطرة، بل لأن في هذا التصنيف محاولة لابقاء "حماس" ممكنة في اطار فكرتها الاساسية كحركة مقاومة ...!! ومن اين لها ان تبقى كذلك وهي اليوم تدعو مع وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان الى ازاحة الرئيس ابو مازن عن رئاسة السلطة الوطنية ...!!
صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، قال ما قاله " ليبرمان " تماما وزاد عليه ان حماس هي الاحق بالمناصب العليا في السلطة الوطنية وفي السيطرة على المعابر..!! والبردويل وليبرمان معا يهددان بان الاحوال لن تكون على ما يرام طالما بقي ابو مازن رئيسا لدولة فلسطين، ليبرمان يهدد بالاموال الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل، بانه لن يتم تحويلها ما لم يعتزل الرئيس ابو مازن..!! والبردويل يريد المعابر والمناصب العليا كي تمضي عملية اعادة الاعمار في قطاع غزة ...!!
انه ليس التماهي والتماثل فحسب، بل هو اكثر من ذلك، انه التحريض الذي يكمل بعضه بعضا، دون ان تحسب حركة حماس ولو لوهلة واحدة، انها بمثل هذا التكامل تضع نفسها في خدمة الخطاب السياسي الاسرائيلي، متوهمة ان ذلك يمكن ان يبقيها ممسكة وحدها برقبة قطاع غزة تتحكم فيه كما يريد مشروعها الاخواني، ان يبقى القطاع، قطاع الامارة وربما القاعدة الامنة الوحيدة المتبقية لحركة الاخوان المسلمين، وعلى هذا فان ما يبدو جليا في كل ذلك، ان حركة حماس ما زالت تتعاطى اوهام الجماعة اياها، وما زالت تعتقد ان التاريخ يمكن ان يعود الى الوراء، والحق انه بمثل هذا الاصرار على التعاطي مع هذه الاوهام تكون حماس قد فقدت تماما اتزانها، وقد وضعت نفسها بنفسها على حافة الهاوية.