التاريخ : السبت 21-06-2025

القدس: الاحتلال يجبر مواطنا ونجله على هدم منزليهما ذاتيا    |     المتطرف "غليك" يقود اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى    |     الاحتلال يهدم منزلا في قرية عينابوس جنوب نابلس    |     الرئيس الكرواتي: يجب أن نعترف بدولة فلسطين    |     القدس: الاحتلال يقتحم العيسوية وكفر عقب ومخيم قلنديا    |     16 شهيدا و100 مصاب في مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق منتظري المساعدات وسط قطاع غزة    |     لقاء يجمع السفير دبور واللواء شقير بمقر مديرية الأمن العام    |     جنين: الاحتلال يداهم ميثلون ويحول منزلا لثكنة عسكرية    |     الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس ويجبر عائلات على إخلاء منازلها    |     الاحتلال يقتحم برقين غرب جنين ويجري تحقيقا ميدانيا مع عدد من الشبان    |     34 شهيدا على الأقل وعشرات الجرحى برصاص وقصف الاحتلال عدة مناطق في غزة    |     نشطاء يشرعون في إضراب عن الطعام بولاية إلينوي الأميركية احتجاجا على مجازر الاحتلال في غزة    |     السفير دبور يلتقي الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد    |     السفير دبور يلتقي الامين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 55,207 والإصابات إلى 127,821 منذ بدء العدوان    |     قوات الاحتلال تعتدي على مواطنين في شارع صلاح الدين بالقدس    |     مستعمرون يرشقون مركبات المواطنين بالحجارة شمال شرق رام الله    |     8 شهداء في قصف الاحتلال مدينة غزة ومخيم جباليا وبطن السمين بخان يونس    |     لازاريني: آلية المساعدات الحالية في غزة لن تُعالج الجوع    |     مستعمرون يهاجمون منازل المواطنين في بيتا جنوب نابلس    |     500 شخصية رومانية توقع رسالة تطالب بوقف الإبادة في غزة    |     حقوق الإنسان في منظمة التحرير تحذر من مواصلة اقتحام المسجد الأقصى    |     الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها وسط استمرار هدم وإحراق للمنازل    |     الاحتلال يهدم منشأة سياحية وشقة سكنية جنوب قلقيلية
أراء » تراجيديا الموت
تراجيديا الموت

تراجيديا الموت

الحياة الجديدة- عمر حلمي الغول

الموت ليس واحدا.. ولا الحياة واحدة. ان يموت زياد محلقا نحو عنان السماء، مطوحا برأس عدوه تحت غرسة زيتون في تربة حمراء على مقربة من مهد المسيح ومعراج محمد في وضح النهار تحت ضوء اقانيم الشاشات والفضائيات.. امرُ آخر.. موت غير عادي..انه الموت التراجيدي.. ترجل الفارس المقدام عن صهوة الحياة بفعل مجرم حرب.. ووحشية جلاد اسرائيلي.
زياد كان الاستثناء في حياته واستشهاده.. فتح عينيه على فضاءات الدنيا الواسعة، اصطدم جسده اليافع بصوت البارود والمدفع الاسبارطي الاسرائيلي.. كانت خطوات جنود آلة الموت «مارس» تستبيح المكان.. تنقض عصاباتهم كالذئاب المفترسة على الحياة الفلسطينية الوادعة لتنهش لحمها.. تحاصر الهواء وماء النبع وتقطع حبل الصرة بين قريتين ومدينتين وشارعين ومئذنة جامع وجرس كنيسة وبين طفل وأمه.. طاردت الكتاب وبحور الشعر وفصول الرواية وريشة الناي وصوت الحادي... فرضت طوقا على مقاعد فصول المدرسة.. اغلقت بوابات الجامعة.. سرقت التين والزيتون وكرم اللوز.
بنت الجدران العالية.. وغطت بساط الارض الأخضر بوحل الاسمنت الرمادي.. اطلقت الاسماء الملعونة على النصوص الوطنية.. نصبت الفخاخ الآدمية بين الحي والحي.. وبين البيت والبيت.. اطلقت العنان للخنازير الوحشية.. وضباع المستوطنين اللاآدمية.
زياد ركب صهوة الحياة فارسا شجاعا.. رفض النوم على انغام اسفار يهوا ويشع وهرتزل وجابوتنسكي ووايزمن وبن غوريون ودايان وشامير وبيغن... الى آخر اسباطهم.. حمل زاد النضال لقهر حصون اسبارطة الاسرائيلية.. اودعوه الزنزانة.. طاردوه حتى اخر الدنيا.. تواطؤا مع العم سام على تكميم صوته.. وعلى ظهر طائرة نقلوه الى بيت العنكبوت القاتل.
قامت الدنيا ولم تقعد.. ضجت منابر الامم المتحدة من صفاقة راعي البقر ودونية الجلاد، حامل فكرة الموت للاغيار الفلسطينيين، احفاد كنعان, اصحاب الارض والحضارة والتاريخ.. زياد كان محور الرواية... لم ينم.. واصل الليل مع النهار ليكتب فصول روايته المأساوية.. ليشهد العالم على همجية القاتل نتنياهو وزمرته الوحشية.
حمل ابو طارق منجل الحياة في مواقع العطاء، التي تبوأها ليحصد القهر والموت من بين الصخور.. وخلف الجدران السوداء.. ويغرس نبتة السلام حيثما وطأت قدماه ارض السلف الصالح.. ليعمد هوية الأرض.. وينثرعطر التراب في جذور وعروق الشجر.. وليخط على بوابات قرى يونس والحرية وكنعان.. ابجدية الكفاح للأجيال القادمة.
زياد المغوار الباسل.. حمل سيف الكلمة وغرس الزيتون سلاحا في مواجهة جنود اسبارطة الاسرائيليين.. احفاد زنادقة الارض.. وقتلة الانبياء, ، وممزقي العهود.. المدججين حتى اسنانهم بأسلحة الموت والغدر.. لم يخافهم يوما.. وواصل العطاء حتى النفس الاخير من حياته على مرأى ومسمع العالم كله.
غادرنا أبو طارق.. لكنه لم يمت كما الأموات من ابناء جلدته، بل مات وهو يقاتل بأبجدية النضال... لذا لم يمت.. ولن يموت ابد الدهر.. وفصول روايته، روايتنا الجمعية، سيكملها ابطال ميامين من شعب الجبارين...
في اربعين استشهادك.. وداعا زياد.. ايها المناضل الشجاع.. يا من اعطى للموقع مكانته الحية.. بمزجك وربطك القول بالفعل....

2015-01-22
اطبع ارسل