نتنياهو وجنون الانتخابات !!!
الحياة الجديدة- يحيى رباح
بالكاد نسي الناخبون الاسرائيليون فضيحة زعيمهم نتنياهو في باريس اثناء مسيرة الجمهورية حيث ابلغته رئاسة الجمهورية الفرنسية انه غير مرحب به لحضور المسيرة, ولكنه وعلى مرأى من الملايين في العالم رسم لنفسه مشهدا في غاية السخرية والمهانة وهو يتسلل بين الصفوف, ويلوح لمعجبين لا وجود لهم, ويصافح زعماء ليس بينهم وبين اسرائيل علاقات دبلوماسية, كل ذلك وصولا الى الصف الاول من المسيرة, ليدعي بعد ذلك امام الرأي العام الاسرائيلي ان زيارته لباريس في ذلك الوقت كانت ناجحة, ثم يستغل تلك الزيارة المهزلة في دعوة تعتبر نموذجا للوقاحة, حين دعا اليهود الفرنسيين للهجرة الى اسرائيل التي وصفها بانها وطنهم, فاضاف الى مهانة المشهد نوعا من الاستفزاز.
هذه المرة :فان الصورة تأتي من واشنطن العاصمة الاميركية, حيث الكونجرس الاميركي يوجه دعوة الى نتنياهو لزيارة اميركا, والقاء خطبة امام الكونجرس حول الملف النووي الايراني التي تقود المفاوضات حوله الادارة الاميركية في جولات متعاقبة هي وحليفاتها الاوروبيات بريطانيا وفرنسا والمانيا, وقد اتضح ان دعوة الزيارة وترتيباتها تمت من وراء ظهر الرئيس الاميركي وادارته, ليعلن البيت الابيض ان الرئيس اوباما لن يلتقي مع نتنياهو خلال هذه الزيارة التي تم ترتيب موعدها لتكون جزءا عضويا من حملة نتنياهو الانتخابية قبيل اجراء هذه الانتخابات في السابع عشر من مارس القادم.
هل يحق للكونجرس الاميركي ان يتورط علنا في الانتخابات الاسرائيلية ؟؟؟ وهل هناك تخوف من اصدقاء الليكود حزب نتنياهو سواء لدى الايباك او لدى الكونجرس بان نتنياهو يتراجع في استطلاعات الرأي فوجهوا هذه الدعوة ورتبوا هذه الزيارة لانقاذه ؟؟؟ وكيف سيستجيب الرأي العام الاسرائيلي لهذه اللعبة المكشوفة من قبل الكونجرس ؟؟؟هل سينقاد الى اللعبة ويذهب وراءها مثل قطيع الخراف الذي يذهب الى المسلخ بلا صراخ ؟؟؟ ام ان المجتمع الاسرائيلي سوف يستنهض وعيه ويرفض هذا التدخل السافر من قبل الكونجرس, علما بان هناك بؤر وعي كثيرة في اسرائيل تقول صراحة ان هذا التدليع الاميركي المبالغ فيه لنتنياهو ربما ينتهي بكارثة !!!
والغريب ان اكثر طرف في العالم يعلق على الاختراقات والتجاوزات في الانتخابات في العالم هم الاميركيون, فكيف يدعون للبر وينسون انفسهم, وكيف تطول عندكم السنة النقد وانتم مصدر كل الاخطاء الكبرى, تشهد على ذلك كل احداث المنطقة منذ عام 2003 في العراق وحتى اخر مجازر داعش.
والغريب ان هذه الدعوة من وراء ظهر الرئيس الاميركي لم تحدث للمرة الاولى, ففي الصيف الماضي خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة, فتح البنتاغون ابواب مستودعات السلاح امام اسرائيل لتاخذ كل ما هو جديد وخاصة على صعيد القذائف ذات القدرة التدميرية الهائلة, وفعلا استشهد الاف الفلسطينين وجرج قرابة اثني عشر الفا وتم تدمير عشرات الالاف من البيوت, ثم اعتذر البنتاغون للرئيس بان فتح مخازنه لا يتطلب اعلامه لانه جزء من اتفاقيات مسبقة سارية المفعول مع الحليفة الاولى اسرائيل.
المهم, ماذا لو ان كل ذلك لم ينفع نتنياهو, وفشل في الانتخابات القادمة, ماذا سيفعل الكونجرس, وكيف ستكون صورته في عيون جميع المراقبين ؟؟؟.